الرئيس البشير وصل مساء أمس الأول إلى موسكو في زيارة رسمية، تستمر عدة أيام، وضم وفد الرئيس، مساعد الرئيس، عوض أحمد الجاز، ووزير شؤون الرئاسة فضل عبد الله فضل، والدفاع الفريق أول عوض بن عوف، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية مدير مكاتب الرئيس حاتم حسن بخيت. ماذا قال البشير وبوتين؟ عقب اجتماع الرئيسان البشير وبوتين مساء أمس، وعبَّر البشير وبوتين عن رضاهما للتطور الذي شهدته العلاقات بين بلديهما منذ لقائهما في سوشي في نوفمبر 2017 في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية. وأكد الرئيسان في المباحثات التي جرت في موسكو تصميمهما على تطوير العلاقات بين البلدين للمستوى الاستراتيجي واستكشاف مجالات جديدة للتعاون. البشير شكر الرئيس الروسي على الدعوة وإتاحته اللقاء وهنأه على تجديد ثقة الشعب الروسي وانتخابه لفترة رئاسية جديدة، ونقلت تقارير إعلامية عن البشير قوله إن العلاقات بين البلدين شهدت تحركا وتطورا كبيرا منذ لقاء شوسي خاصة في مجالات التعدين والنفط والغاز والزراعة وفي المجال العسكري. ودعا البشير إلى تطوير التعاون المصرفي بين البلدين بإنشاء مصرف روسي في السودان لدعم المشروعات المشتركة، مثمنا في الوقت ذاته الدعم السياسي الذي تقدمه روسيا للسودان في المحافل الدولية ووقوفها مع مساعي سحب بعثة اليوناميد مؤخرا. وجدد الرئيس البشير الدعوة للرئيس الروسي لزيارة السودان. من جانبه أعرب بوتين عن سعادته بتجدد اللقاء مع البشير بعد لقاء سوشي، وقال إن التطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين كانت واضحة حيث شهدت التبادلات التجارية زيادة بنسبة 100% ويتوقع أن تزيد إلى أكثر من ذلك بنهاية العام الحالي. وأكد بوتين أن هناك فرصا لتطوير العلاقات في مختلف المجالات لا سيما في المجال العسكري والتدريب وزيادة المنح الدراسية. وأوضح بوتين أن بلاده ستواصل تعاونها مع السودان في المجال العسكري وتسريع برنامج تحديث الجيش. وأعرب بوتين عن ارتياحه لاستتاب السلام والأمن في دارفور، مؤكدا دعم بلاده لمساعي السودان سحب قوات اليوناميد، وأشاد بوتين بجهود الرئيس السوداني للسلام والمصالحة في دولة جنوب السودان، وجدد دعم بلاده لهذه الجهود. وفي ختام اللقاء اتفق الجانبان على أن يزور وزير الموارد الطبيعة الروسي رئيس الجانب الروسي في اللجنة المشتركة السودان يوم 23 يوليو الجاري. قراءات في العلاقات مراقبون يرون أن العلاقات السودانية الروسية تتجه نحو مزيد من الانفتاح وتشهد مزيدًا من التطوير؛ في وقت يرى فيه خبراء الاقتصاد أنهُ لولا وجود تعاون بين السودان وروسيا لكانت تأثير العقوبات الاقتصادية الأمريكية على السودان ذات أثر أكبر. ويذهب محللون سياسيون إلى أن أحد إشكالات السودان كونهُ بلد الفرص الضائعة وتركيز السياسية الخارجية في اتجاه واحد يحرمهُ من فرصة ذهبية، ويرون أن انتباه السودان إلى روسيا جاء متأخرا لجهة أن روسيا دولة كان بإمكان السودان أن يتخطى بها المقاطعة الأمريكية في كل الاتجاهات. فيما تذهب تحليلات أخرى إلى أن تصاعد وتيرة الحميمية في علاقة الخرطوموموسكو برز منذ الزيارة السابقة للرئيس البشير، واعتبروا حينها أن أهمية الزيارة تأتي من كونها تنوعا في السياسية الخارجية وانفتاحا خارج المعسكر الغربي الذي ظل السودان محصورًا فيه. ولفتت التحليلات إلى أن انفتاح روسيا على السودان ليس له علاقة البتة بموضوع استقلالية القرار الوطني خصوصا أن العالم يتجه نحو الانفتاح، وأن هذا الانفتاح من السودان يعزز مساحة دائرة الحركة والمناورة وأن السودان لديه فرصة أخذ العلاقات بجدية وهامش مناورة كبير. على المستوى الاقتصادي يذهب الخبراء الاقتصاديون إلى أن التقارب السوداني الروسي يعني عمليا انتقال العلاقات إلى مرحلة أعمق في الشراكة الاستراتيجية في كافة المجالات، ويرون أن التركيز على الاستفادة من الخبرات والتقانات الروسية في إحداث النهضة الزراعية والصناعية بالبلاد وربط الزراعة بالصناعة لتحقيق القيمة المضافة للإنتاج الوطني، واعتبروا أن توسيع السودان مظلة التوجه شرقاً من الصين وماليزيا والهند إلى روسيا لبناء شراكة سياسية واقتصادية، ستُحقِّق المصالح المشتركة بين البلدين، منوهين إلى أن ذلك من شأنه إحداث توازنات في القوى والاستفادة من المواقف الروسية الداعمة للسودان في المحافل الدولية، مشيرين إلى وجود اتقافيات لإقامة مشروعات التعاون خلال المرحلة المقبلة لتشمل مجالات التعدين والزراعة والبترول والصناعة ومشاريع تجارية وصناعية، كاشفين عن أن العلاقات بين البلدين تتميز بكونها مزيجا من المصالح المشتركة والتقاطعات الكبرى على المستوى الاستثماري والتنموي إذ تصدر روسيا إلى السودان الماكينات والآلات والتقنيات والأجهزة الكهربائية ومواد البناء، أما الواردات الروسية من السودان بحسب تقارير إعلامية سابقة تشمل المنتجات الزراعية كالقطن والكركدي والسمسم والفول السوداني، وقيام مشروعات من شأنها رفع التبادل التجاري بين البلدين إلى 20 مليار دولار، خلال السنوات المقبلة. المبارة النهائية وينتظر أن يشهد الرئيس البشير ختام بطولة كأس العالم المقامة في روسيا بين منتخبي فرنساوكرواتيا في ملعب لوجنيكي بموسكو اليوم، بمعية بوتين و14 رئيساً بحسب ما أعلن الكرملين في مقدمتهم، الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ورئيسة وزراء كرواتيا كوليندا غراباركيتاروفيتش وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي ستستضيف بلاده كأس العالم المقبل في العام 2022، وفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية. الضيوف غير السياسيين، نجم فرقة رولينغ ستونز ميك جاغر والجامايكي يوسين بولت حامل لقب سباق مائة متر في بطولة العالم لألعاب القوى.