القصة الكاملة لاختطاف طفل حديث الولادة من داخل المستشفى السعودي الخرطوم: هاجر سليمان تصوير: احمد طلب كانت الساعة تشير الى التاسعة صباحاً حينما انطلقت صرخات طفل معلنة ميلاده بالمستشفى السعودي بأم درمان لتطلق الأم تهاني عباس تنهيدة بنفس عميق يعلن عن فرحتها بقدوم طفلها البكر، لتخرج القابلة مبشرة أسرته وعلى رأسها والده محمد عوض الذين كانوا ينتظرون على أحر من الجمر نبأ قدوم مولودها، وكان وقع الخبر على الأسرة مبشراً فانطلقت زغاريد جدة الطفل ووالده الذى بشر بأن زوجته وضعت ذكراً وهي الأمنية التى طالما يظل يحلم بها الأب منذ أكثر من عام بل منذ زواجهما. عمت التهنئات والتبريكات أرجاء المستشفى وسط حشود وأرتال ومجموعات كبيرة من الأهل رجالاً ونساء؛ والذين كانوا يراقبون عملية الوضوع من خلف أسوار المستشفى التى منعوا من الدخول إليها حسب قوانين المستشفيات بالسودان لتخرج إليهم القابلة التى طلبت منهم إحضار كوب من القهوة الساخنة التى تقدم للمرأة التى تضع للتو. ويواصل جد الطفل المخطوف ويدعى عباس فضل السيد الحديث ويشير الى أن القابلة طلبت إحضار كوب قهوة ساخنة لتقدمه لابنتي ليساعدها فى تهدئة أعصابها ورفع ضغطها ويضيف فى حديثه ل(السودانى): بالفعل سارعت بإحضار كوب القهوة ولكن أنا وزوجها من الدخول الى المستشفى وأخذت القابلة القهوة منا وذهبت وبعدها كانت الدنيا لا تسعنا من الفرح فقمت بشراء الحلويات وقسمتها على الحضور وأخذت كمية من الحلوى وأدخلتها المستشفى وجلست لمدة من الزمن وبعدها خرجت لدقائق خارج المستشفى بغرض تحويل رصيد فى هاتفي لإجراء مكالمات وعند عودتي تفاجأت بابنتي وهى تبكي وتقول لي إن امرأة ترتدي عباءة سوداء وطرحة بيضاء ووجهها أبيض اللون قامت بأخذ طفلها منها ولم تعيده إليها فسألتها كيف تعطي طفلها لامرأة مجهولة ولكنها قالت إنها ادعت أنها الطبيبة وأكدت لها أن الطفل سيصاب بالتهاب بسبب الهواء المنبعث من المروحة وأخذت الطفل بغرض إخراجه من الغرفة وتسليمه لجدته فى الخارج ولكن عندما طال غيابها وحضرت إليها والدتها جدة الطفل أكدت لها أنها لم تتسلم الطفل ولم تر أي طبيبة بالأوصاف السابقة وسألت الجميع دون إجابة واضحة لتبدأ رحلة البحث عن الطفل المخطوف. من جانبه يقول والد الطفل المخطوف ويدعى محمد عوض فضل إنه كان خارج المستشفى ولم يسمح له بالدخول وإنه كان يتابع عملية الولادة حتى أكدت له القابلة أن زوجته وضعت بشكل طبيعي وأنجبت زوجه طفلاً وفرح به وأضاف ل(السوداني): لكن بعد مدة من الزمن تفاجأت بنبأ اختفاء طفلي، ويخطف الحديث منه ابن عمه كمال الدين حسن تمير ويقول ل(السوداني):" كان الخبر وقعه كالصاعقة على جماجمنا فقمنا باقتياد ابنتنا والدة الطفل (تهاني) الى قسم شرطة أم درمان شمال لتحرير بلاغ باختفاء الطفل وتم أخذ أقوالنا وأوصاف المرأة التى قامت بخطف الجنين وحضر تيم من الشرطة الى المستشفى حيث شرعوا فى التحري مع إدارة المستشفى الواحد تلو الآخر وفى البداية انطلقت شائعات بأنه تم العثور على الجنين ولكن سرعان ما انتهت تلك الشائعات عندما علمنا أنه تم القبض على امرأة مشتبه فيها ولكن عقب التحري معها قامت بإحضار قسيمة زواجها ليتضح أنها تتابع مع أحد أطباء المستشفى ولاعلاقة لها البتة بحادث الاختطاف". استرسل كمال الدين مستنكراً اختطاف طفل من داخل حرم مستشفى يحفه التأمين من كل جانب وقال: همنا الوحيد أننا كنا نظن أننا فى مأمن ولم نتوقع أن تقع مثل هذه الحادثة فى مستشفى كهذا منعنا نحن أفراد الأسرة بل زوج الشاكية من الدخول إليه فكيف يسمح لخاطفة بالدخول والتواجد بداخله ؟! ويضيف: أغرب مافى الأمر كيفية تمكن تلك الخاطفة من الفرار وهى تحمل طفلنا من المستشفى دون أن يلتفت إليها أحد؟ وزاد كمال الدين أن الأمر فى غاية الخطورة ويدل على الإهمال ووجود خلل ما ويتطلب تدخلاً سريعاً من كافة الجهات الحكومية على أعلى المستويات للتحري من الواقعة ونناشد الشرطة بضرورة الإسراع فى البحث والتحري حتى لا تتمكن الخاطفة من الفرار بالطفل من المنطقة. وفى السياق قال جد الطفل المخطوف إن ابنته تهاني منذ لحظة اختفاء ابنها والدموع لم تجف من عينيها ولم تذق طعم الزاد لا هي ولا زوجها ولا أي من أفراد العائلة والمرافقين وأن الحادثة هزت مشاعرهم وأرقت مضجعهم، مشيراً الى أن إدارة المستشفى كانت ستجنب نفسها مثل هذه المشاكل إذا كانت سمحت لجدة الطفل بالتواجد بجواره ومرافقة ابنتها ولكن التأمين الزائد والتشدد المفرط فى منع المرافقين من التواجد داخل غرفة الولادة هو الذى قاد لهذه المشكلة. إجراءات أمنية منذ لحظة إعلان اختفاء الطفل شكلت إدارة المستشفى فريقاً للتحري والمتابعة وعقدت عدة اجتماعات طارئة وتم إبلاغ وزارة الصحة التى عقدت اجتماعاً طارئاً فيما تم استدعاء طاقم المستشفى من كوادر وسسترات وقابلات وتم التحري مع عدد من العاملين واحداً تلو الآخر. حوادث مماثلة فى مايو 2012م تمكنت مجهولة فى الثلاثينيات من العمر حسب الأوصاف من خطف طفل حديث ولادة من داخل مستشفى سنجة بعد أن وضعت خطة ماكرة لاختطاف الطفل المولود الذكر وبحسب التفاصيل فإن القصة أشبه بهذه القصة والتى بدأت حينما أعيدت الأم (وهيبة) الى المستشفى عقب وضوعها بأسبوع بسبب إصابة مولودها البكر بالتهاب وأثناء تواجدها بالعنبر جاءت الشابة فى الثلاثينيات من العمر وطلبت أخذ الجنين بحجة إجراء فحوص عليه ووزنه لتأخذه ولم تعد بعدها.