البعض من طلبة المدارس يهمل الواجب المنزلي المدرسي أو حل التمرينات، وهذه الواجبات عبارة عن عمل يُكلف بها الطالب بأدائها خارج الصف الدراسي، هذه الواجبات لها أهداف أهمها ربط الطالب بالمنهج المدرسي خارج وقت الدراسة، وتثبيت المعلومات التي تم شرحها في الصف، واستكمال جوانب الدرس التي لم يتطرق إليها المعلم بشكلٍ مفصل، واستقصاء ما لدى الطالب من أفكار أو مشكلات تتعلق بموضوع الدرس، وكذلك ربط المنزل بالمدرسة من خلال إشراف ولي أمر الطالب على واجبات ابنه، غير أنَ البعض من الطلاب يهمل أداء هذه الواجبات لعدم إدراكه لأهميتها وعدم وعيه بها، خصوصاً مع طلبة المرحلة الابتدائية، حيث يفضلون اللعب والكمبيوتر ومشاهدة التلفاز أكثر من الاهتمام بالواجبات المنزلية. في المقابل كثرة الواجبات المنزلية وبشكل يومي يزرع الملل في نفس الطالب ويزيد من إحباطه فيهمله، لذلك التبسيط في الواجبات المنزلية للطالب يزيد من دافعيته لأن ينجزها بسرعة، ولا شك أن أداء الواجب المنزلي بطريقة سليمة يزيد من احتمال تحقيق الطالب لنتائج إيجابية، ويعزز لديه عمليات التعلم، فيلتزم بأدائه أولا بأول، كما يُقترح وجود حوافز تشجيعية للطلبة مما يساهم في الاهتمام بالواجب المنزلي والمستوى الدراسي بشكلٍ عام، مثل عمل مسابقة شهرية للطالب المتميز في الالتزام بأداء الواجب المنزلي، أو في المحافظة، أو غيرها من النواحي الأخرى التي تشجع الطالب على الاجتهاد والتفوق الدراسي، فالطالب الذي يتعود على الالتزام في المرحلة الابتدائية، سيستمر في الالتزام في باقي مراحله الدراسية، وهنا يجب على المعلمين فيما بينهم تنسيق الواجبات المنزلية، حتى لا تكون ثقيلة على الطلاب وتأخذ جُلَ وقتهم في البيت، مع ضرورة تجنب الأفكار المكررة فيها، وتنوعها بأن تكون بعيدة عن الروتين الثابت الذي يمثل العامل الرئيسي في ترك الطالب للواجب المنزلي، والأهم من ذلك كله، مراعاة عدم استخدام الواجب المنزلي لأبنائنا كعقاب، لأن ذلك يؤدي إلى نتيجة عكسية غير مرغوب فيها. والواجب الفعَال هو الذي يراعي الحاجات الفردية لكل طالب كماً وكيفاً، فليس بالضرورة لكل درس واجب، فهناك بعض الدروس لا تتطلب تعيين واجب لها، كما يمكن للواجب الصفي أن يكون بديلاً عن الواجب المنزلي تخفيفاً على الطالب والأسرة. ولأنَ كثرة الواجبات المنزلية قد تُعدُ هاجساً للأسرة، نجد البعض من أولياء الأمور يقومون بحل الواجبات بأنفسهم لكسب الوقت لأخذ قسط من الراحة والخاسر الأكبر هم الأبناء، حيث تنقلب الواجبات المدرسية من وسيلة لتحسين قدرات الأطفال الشخصية وتنمية القدرة على التعلم الذاتي، إلى وسيلة عذاب للآباء وطريقة سهلة لتكوين جيل يكره العلم ويتهرب عن المسؤولية، فما الضرر من تخصيص وقت من زمن الحصة لتكملة هذه الواجبات داخل الصف الدراسي؟ فقد يكون للأسرة مجموعة من الأبناء ويصعب إكمال كل الواجبات لهم، وقد يكون ضيق الوقت وعدم قدرة الطالب نفسه على أدائها، أو عدم معرفة أولياء الأمور بمادة دراسية معينة خصوصاً في الصفوف العليا. أخيراً وفي تقديري لنعمل على تبسيط الواجبات المنزلية رحمة بأولياء الأمور والطلاب، حتى نزيد من دافعيتهم ويلتفتون إلى أداء واجباتهم بأنفسهم عن قناعة، فمثلاً بدلاً من إعطاء الطالب خمسة تمارين في الرياضيات من نفس النوع، يمكن إعطاؤه تمرينين فقط مختلفين ويركز فيهما، حيث الوقت المتبقي لليوم لا يكفي لمراجعة كل الدروس، كما يجب أن تكون الواجبات واضحة الأهداف وملائمة لمستوى الطالب.