إن الواجب المنزلي يشكل ارتباطاً وجدانياً بين التلميذ والكتاب المدرسي ولكن سوء تنظيمه أدى إلى أن يكون الواجب المنزلي هاجساً مخيفاً للتلاميذ وأولياء الأمور. «الأهرام اليوم» التقت ببعض أولياء الأمور والتلاميذ والمعلمين لمعرفة خبايا الواجب المنزلي. { الطالبة آمنة الفكي التي تجاوبت مع أسئلتنا بكل صراحة وأوضحت بأن الواجب المدرسي مفيد جداً ولا يمثل أي عائق لها، بل على العكس فمن خلاله ترسخ المعلومات في الذهن لفترة طويلة، وأضافت أنه ينمي مهاراتها حيث لا تحتاج إلى وقت كثير من أجل مراجعة وحفظ الدرس، وختمت حديثها بأنه من خلاله يدرك الطالب مدى استيعابه وفهمه للدروس. واتفقت معها في الرأي زميلتها إيناس علي التي أضافت إن كتابة الواجب تساعد على التركيز والفهم ومن خلاله يستطيع الطالب تقييم نفسه، كما أنه يعمل على تحسين الخط، وأوضحت أنه لابد أن يكون الواجب مبسطاً وخالياً من التعقيد وأن يقوم الأستاذ بحل جزء كبير منه داخل الفصل وذلك مراعاةً لوقت الطالب فقد يمل الكتابة ويصاب باإرهاق حيث لا يستطيع مراجعة باقي دروسه أو القيام بأشياء أخرى. أما الطالب علي النور فقد أبان أن كتابة الواجب المدرسي تمثل مشكلة لديه لأنه يقضي معظم اليوم داخل حرم المدرسة وبعد العودة إلى المنزل كذلك يقوم بكتابة وحل الواجب المدرسي حيث لا يجد وقتاً للراحة أو التسلية، وأشار إلى أن هذا الروتين اليومي ممل لذلك أنا أعتبر أن القيام بالواجب المنزلي أحد الأسباب التي تجعل الطلاب يتركون المدرسة؛ خصوصاً التلاميذ في مرحلة الأساس، وأردف أن معظم التلاميذ يقومون بكتابة الواجب تجنُّباً للعقاب لذلك لابد للمعلم من أن يقوم بحل معظم التمارين داخل الفصل وذلك حفاظاً على رغبة الطالب في تكملة تعليمه حيث لا يدع له فرصة اختيار المدرسة أو الهروب منها. ويقول الأستاذ صديق عبد الرحمن إن الواجب المدرسي ينمي ويقوي المهارات العقلية لدى الطالب ويجعله أكثر استيعاباً للدرس ويكون أكثر تنظيماً، وأوضح أن الطلاب الذين لا يقومون بحل وكتابة الواجب هم طلاب «مستهترين» وغير مهتمين، وأضاف أن حل الواجب والمداومة عليه يساعد الطالب في جوانب عديدة من بينها أنه غالباً ما تكون هنالك اختبارات أو أسئلة مفاجئة، فعندما يكون التلميذ مواظباً يسترجع المعلومة بصورة سريعة عندما يكون في حاجة لها. وتقول انتصار عبد القادر «أم» أن قيام أبنائها بحل الواجب المدرسي في المنزل يجعلهم أكثر تنظيماً لوقتهم ويساعدهم في فهم وإدراك ما درسوه بالمدرسة ويجعلهم أكثر استيعاباً. أما محجوب عوض «أب وولي أمر» فقال إن حال الواجبات لا تمثل مشكلة عند الأبناء بل تعمل على تركيز المعلومات في ذهنه لذلك على جميع أولياء الأمور الاهتمام بأبنائهم ومتابعتهم في واجباتهم المدرسية. وتقول إلهام نور الدين «موجِّهة» إن الواجبات المدرسية تثبت المعلومة، وأضافت ليس كافياً أن تحضر الحصة فقد يكون هناك جزءً كبيراً من الطلاب لم يستوعب الدرس لذلك لا بد للمعلم أن يحل البعض منها داخل الفصل وذلك من أجل معرفة مستوى فهم الطلاب فبذلك هي بمثابة تقييم للمعلم. وترى الأستاذة الشفة عبد القادر أن تصحيح الواجبات يجب أن يكون داخل الفصل وفي أثناء الحصة ويجب على المعلم ألاّ يثقل كاهل التلاميذ؛ فالقيام بالواجب وتصحيحه خلال اليوم الدراسي يعتبر تقييماً حقيقياً للمعلم وإدارته وكفاءته المهنية، وأضافت على الرغم من أننا نحتاج الواجب إلا أن كثرته تؤدي إلى تعلُّم الغش؛ فالتلميذ يمكن أن «ينقل» من زملائه أو يستعين بأحد أفراد أسرته، وأضافت من مبررات الواجب المنزلي التوسع في المنهج الذي لا يستطيع المعلم تغطيته في الزمن المحدد له من قبل إدارة المرحلة فيلجأ إلى الواجبات المدرسية لإكمال المقرر.