بعد عاصفة من التهديدات التي أطلقها مجلس نظارات البجا والعموديات المستقلة بإغلاق كامل لشرق السودان بسبب الإقصاء والتهميش الذي تعرض له المجلس، أوضح المجلس أنه لا يوجد حالياً أي اتجاه حالياً لإغلاق الموانئ، ولكن يمكن أن تكون هنالك خطوات تصعيدية في حال عدم استجابة السلطات للمطالبب، كما أنه لم يتحدث عن إغلاق كامل، وإنما تحدث عن اعتصام أمام أمانة حكومة البحر الأحمر حتى إقالة الوالي الذي يتجاهل مطالب البجا، عقدت الآلية الثلاثية المشتركة بين الاتحاد الأفريقي والإيقاد و(اليونيتامس) اجتماعاً يوم السبت الماضي، مع المجلس الأعلى لنظارات البجا، استمعت فيه لوجهات نظر المجلس حول عدد من القضايا ومن ضمنها العملية السياسية في السودان. الخرطوم: مهند عبادي أوسع قدر يذكر أن الآلية الثلاثية للمفاوضات في السودان أعلنت في قوت سابق أنها تبذل أقصى جهدها لإشراك أوسع قدر ممكن من ممثلي أصحاب المصلحة السودانيين، وذكرت الآلية، التي تضم كلَّاً من الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية في أفريقيا (الإيقاد) وبعثة الأممالمتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس)، أنها وجهت دعوة للقاء المجلس الأعلى لنظارات البجا، يشار إلى أن نظارات البجا تعتبر من الداعمين للإجراءات الاستثنائية التي فرضتها القوات المسلحة بالبلاد في أكتوبر الماضي، التي شملت إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة. مفعول السحر ويرى مراقبون أن اللقاء الذي انعقد مؤخراً بين الثلاثية ونظارات البجا سيكون له مفعول السحر في تهدئة الأوضاع بشرق البلاد باعتبار أن المطلب الرئيسي بالنسبة للبجا قد تحقق باستماع الآلية لرؤيتهم ومطالبهم، بغية تضمينها في أجندة الحوار السوداني سوداني المزمع بدؤه في غضون اليومين المقبلين، مشيرين إلى أن كرت العصيان والإغلاق سيبقى متاحاً في يد مجلس البجا، على الرغم من الجلوس مع الالية كورقة ضغط تستخدم لتمرير أجندة مختلفة في طاولة التفاوض. تسهيل الوفاق وعقب اللقاء بالآلية الثلاثية قال الناظر سيد محمد الأمين ترك، رئيس مجلس نظارات البجا، إنه التقى (الآلية الثلاثية) التي تسعى للم شمل السودانيين، وطالبها بضرورة تسهيل الوفاق الوطني في البلاد مع المكونات السياسية، وأضاف الناظر ترك، أن مجلس نظارات البجا ناشد الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي والإيجاد تبني قضية شرق السودان، مشيراً إلى أن اللقاء كان طيباً حيث توافقت الآراء حول متطلبات الأمن القومي السوداني، وكانت الآلية الثلاثية المشتركة وهي الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة «الإيجاد»، قد أعلنت أنها ستسهل عملية سياسية لحل الأزمة في السودان، وأضاف الناظر ترك أن (الآلية الثلاثية) لم تطالبنا بأي شيء وتفهمت كل مطالبنا، كما أوضح أنه تمت إزالة عدم التفاهم الذي كان سائداً في الفترة الماضية مع المبعوث الأممي، فولكر بيرتس، وطمأن كل الأطراف في السودان على عدم اتخاذ أي خطوة من شأنها "إغلاق الملاحة البحرية، وتابع:" لم تكن هناك نوايا لإغلاق الموانئ والطرق، وعندما تطرقنا لمسألة غلقها لم يكن ذلك لأسباب سياسية في البلاد، وأؤكد للجميع:" لا يوجد ما يستدعي أن نقوم بغلق للطرقات، ولا يوجد أيضاً أي حديث عن ذلك تماماً. خوف الإغلاق وتأتي تطمينات ترك التي بذلها عقب لقاء الآلية الثلاثية لتهدئ الأوضاع بالبلاد سيما مع ارتفاع وتيرة المخاوف من شبح الإغلاق المتوقع لشرق البلاد وما ألقى به من تاثيرات على الواقع الاقتصادي والأسواق بالأقاليم الأخرى في السودان، فضلاً عن تأثير ذلك على قطاعات اقتصادية واجتماعية أخرى، وينتظر أن تبعث تأكيداً مجلس البجا الأخيرة بعدم نيتهم الاتجاه نحو الاغلاق الثقة والطمأنينة لدى المواطنيين وتقلل الشائعات، بينما يؤكد خبراء أن المخاوف من الإغلاق حقيقية، ولكنها ليست الوحيدة المسؤولة عما يدور في البلاد حالياً من تردي سياسي واقتصادي، فهناك أيضاً إجراءات اقتصادية قاسية وارتفاع في الرسوم الجمركية تزيد من معاناة الشعب قبل أن يأتي عليها إغلاق شرق السودان الكامل إن حدث ليعلن انهيار اقتصاد السودان. مطالب المجلس وهدد المجلس في وقت سابق بإغلاق مقر الشركة السودانية للموارد المعدنية وشركات التعدين وميناء تصدير البترول الخاص بجنوب السودان حال لم يتم تنفيذ مطالبهم، ويواصل محتجو مجلس نظارات البجا اعتصاماً مفتوحاً أمام مقر حكومة ولاية البحر الأحمر بمدينة بورتسودان شرقي البلاد، لحين تنفيذ (8) مطالب، وشملت المطالب إقالة والي ولاية البحر الأحمر الذي يتهمه المجلس بالسعي لإثارة الفتنة القبلية في الشرق، كما يتمسك مجلس البجا بإلغاء مسار الشرق، وإعلان منبر تفاوضي تنفيذاً لمقررات مؤتمر "سنكات" المنعقد قبل أشهر بمشاركة مسؤولين في السلطة الانتقالية، كما تضمنت مذكرة مجلس نظارات البجا عدداً من المطالب الخدمية والتنموية، مثل دفع رواتب العاملين بالهيكل الجديد أسوة بالأقاليم الأخرى، ووقف التعيينات وتصديقات الأراضي .