أصدرت دول الترويكا(المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج) أمس الأول بيانًا، رحبت فيه بتأكيدات العسكريين والمدنيين في السودان على سعيهم لتشكيل حكومة يقودها مدنيون. وقالت دول الترويكا في بيان إنه يتعين على الجيش السوداني "الوفاء بالتزامه المعلن بالانسحاب من المشهد السياسي حال تشكيل حكومة مدنية".وأضاف البيان أن الحكومة السودانية "لن تتمتع بأية مصداقية دون الاستناد لاتفاق سياسي شامل".
لاجديد
وقالت أستاذ الدراسات الدبلوماسية بجامعة الخرطوم د. تماضر الطيب إن بيان الترويكا لا يحمل أي جديد أو إضافة لمواقف تلك الدول وهي دعم " أي حكومة "يتم تكوينها وأضافت ل" السوداني " أمس الأربعاء أن دورها في دعم عمل الآلية الثلاثية وإيجاد حل للأزمة فشل تمامًا وظل الوضع كما هو إذ لا يزال العسكر على سدة الحكم ولا يزال الشارع على موقفه بمغادرة العسكر للحياة السياسية في الوقت الذي تحاول قوى سياسة وأحزاب العودة مجددًا للسلط. ولفتت تماضر إلى أن البيان لم يقدم أي مقترحات أو تسهيلات لأطراف اللازمة حتى يتمكنوا من تجاوز حالة الانسداد السياسي الذي تعاني منه البلاد. وأضافت أن دول مثل أمريكا وبريطانيا كان يمكنها للعب دور أكثر فعالية ومؤثر بدفع الأطراف إلى التوصل إلى أرضية مشتركة تنهي حالة التجاذب والخلافات بينها وتتنازل إلى الحد الذي يحفظ أمن واستقرار البلاد.
مهمة معقدة
وتواصل أستاذ الدراسات الدبلوماسية د. تماضر أن تكوين حكومة مدنية تدير الفترة الانتقالية في ظل الواقع الماثل الآن تبدو مهمة معقدة وتحتاج إلى قوى تتمتع بوعي سياسي يدرك طبيعة ظروف السودان والتغيرات التي حدثت بعد سقوط نظام البشير. وتشير إلى أن جهود دول الترويكا يجب أن تنصب في تكوين حكومة متوافق عليها من جميع القوى السياسية .
بيان التنبيهات
وفي المقابل يرى مصدر دبلوماسي رفيع فضل حجب هويته أن البيان ما هو إلا تنبيه للمجموعة العسكرية بضرورة الالتزام بتعهداتها والتي قطعها كل من رئيس مجلس السيادة البرهان ونائبه حميدتي بعدم رغبتهم المشاركة في الحكومة المدنية وأن تنحصر مهمتهم في إدارة مجلس الأمن والدفاع الذي لم يوضح البرهان مهامه وحدود صلاحيته. ويمضي ذات المصدر في حديثه ل"السوداني " أمس إلى أن بلدان الترويكا وعلى رأسها أمريكا تنخرط في كافة تفاصيل التسوية السياسية الجارية الآن بين قوى سياسية مختلفة لكن جميعها تدرك أن تكوين حكومة لا تستوعب جميع تلك القوى وخاصة القوى التي تدير الشارع الآن لن يكتب لها النجاح وسوف تواجه ذات مصير حكومة حمدوك وبالتالي فإن المسرح السياسي وقتها سيكون مهيئًا تمامًا لعودة العسكر وبدعم واسع من الشارع وقوى سياسة تتحالف معه لذا شدد بيان الترويكا على أهمية التوافق.
نقض العهود
ويمضي ذات المصدر إلى أن دول البيان تعلم تمامًا بهشاشة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تعيشها البلاد الآن وهي تحاول أن تقطع الطريق أمام أي فرصة قد تدفع العساكر لنقض عهدهم بترك المسرح السياسي في السودان لذا بدأ البيان بالترحيب بخطاب كل من البرهان ونائبه حميدتي وتذكيرهما بعهدهما في مقابل ذلك كان البيان أيضًا تنبيه لقوى سياسة تسعى لسيطرة منفردة بالحكومة القادمة لذلك ركز البيان على موضوع التوافق ومشاركة جميع القوى السياسية الفاعلة على الأقل الآن للمشاركة وفق اتفاق سياسي على تكوين السلطة المدينة.
خطاب البرهان
وكان رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان قال إنهم لن يشاركوا في المفاوضات التي تقودها أطراف عدة بينهم والقوى السياسية وأن المكون العسكري سيكتفي بمهام مجلس الأمن والدفاع. وأمس جدد نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي" تعهده بأن جيش البلاد "صادق في التزامه بالخروج من المشهد السياسي، طالما الهدف هو تحقيق الاستقرار والازدهار".
ومنذ الانقلاب الذي نفذه قائد الجيش البرهان في الخامس والعشرين من أكتوبر المنصرم، تشهد البلاد احتجاجات شعبية متواصلة تطالب بعودة الحكم المدني وخروج المجموعات العسكرية من السلطة.
ورحبت دول الترويكا (المملكة المتحدة والولايات المتحدة والنرويج) الثلاثاء بتأكيدات العسكريين والمدنيين في السودان على سعيهم لتشكيل حكومة يقودها مدنيون.
وقالت دول الترويكا في بيان إنه يتعين على الجيش السوداني "الوفاء بالتزامه المعلن بالانسحاب من المشهد حال تشكيل حكومة مدنية".
وأضاف البيان أن الحكومة السودانية لن تتمتع بأي مصداقية دون الاستناد لاتفاق سياسي .