رست صباح أمس، على الرصيف (9) في ميناء بورتسودان السفينة (تتراكي)، تحمل على متنها 21 وابورًا لهيئة السكة الحديد، كدفعة أولى من جملة «34» وابورًا، وردت من الصين بتكلفة 50 مليون يورو، عبر شركة (زيانغ) الصينية، تسدد خلال ثلاثة أعوام، بأقساط متساوية، اعتبرتها هيئة سكك حديد السودان، " نقلة نوعية" ستقفز بمنقولات السكة الحديد من 80 إلى 350 ألف طن شهريًا.
نهضة جديدة
واعتبر وزير النقل هشام أبوزيد، أن وصول الوابورات يمثل أهمية للبلاد والاقتصاد وهيئة سكك حديد السودان، وقال إن إنجاز توريد الوابورات "ثمرة جهود"، وإجراءات استمرت خلال العامين الماضيين، مواصلة للجهود السابقة.
وأكد هشام، أن هذه الوابورات تعد "باكورة عمل" ورؤية جديدة للوزارة، تسعى لجعل السودان أهم ممر تجاري ذي جدوى اقتصادية، حتى يستفيد من الموقع الجغرافي المميز، موضحًا أن هذه الوابورات ستقفز بمنقولات السودان داخليًا وخارجيًا لدول الجوار الحبيسة، موضحًا أن القاطرات أعدت لها خطة لإدارتها وتشغيلها وتوفير الطن المنقول.
وأكد هشام، أن الوابورات جاءت في توقيت مهم للأوضاع السودانية والاقتصاد الوطني ، وتعتبر (بارقة أمل)، ونجاحها يمثل أكبر دليل على مقدرات القطاع. وأضاف: التحدي القادم يبرز في تعظيم الاستفادة وتشغيلها، ليعكس مردودًا إيجابيًا في الطن المنقول والإيرادات بالبلاد، كذلك تحسين دخول العاملين في هيئة السكة الحديد وقطاعات النقل المختلفة. مشيرًا إلى أن تشغيل القاطرات يعد الرابط الحقيقي لوسائط النقل المتعددة، بما يعطي منظومة نقل متكاملة بالبلاد.
وذكر هشام ، أن توفير المقدم ساهمت كل وحدات النقل فيه، وتكاتفت لدفع نسبة 30 % بالتنسيق مع وزارة المالية، مشددًا على أهمية السكة الحديد في حركة النقل، لأنها تحقق الأمان وتخفض التكلفة وتعمل بسعر زهيد، لافتًا إلى أن الوابورات الجديدة تمثل ثلاثة أضعاف القوة الساحبة الموجودة حاليًا، ببنيات حديثة.
قفزة وتوظيف
وتوقع هشام، أن يرتفع حجم الطن المنقول من 350 إلى 500 ألف طن شهريًا، خاصة أن منقولات البلاد تتراوح ما بين 500 إلى 700 ألف طن شهريًا، إلى جانب خدمة عمليات الصادر والوارد، ونقل المنتجات إلى الأسواق المحلية، إضافة إلى حركة الواردات للبلاد، وتابع هذه الخطوات تساعد في خفض تكلفة المنتجات والبضائع، وتساعد في ضبط الأسعار والأسواق.
وأفاد هشام، أن هيئة السكة الحديد، ترتب لتقليل السلع الاستراتيجية الفيرنس والقمح والدقيق والسكر، بما يكون له أثر مباشر في وفرة السلع وتكلفتها وأسعارها للمواطن.
ونوه هشام، إلى أن حجم المنقولات سيقفز من 80 إلى 350 ألف طن شهريًا، بما يحدث نقلة نوعية في عمل السكة الحديد، إلى جانب توظيف سرعة القاطرات التي تتراوح ما بين 60 إلى 80 كلم في الساعة، لتحقيق أهداف خطة التشغيل وتعظيم الاستفادة، وتوفير الإيرادات المناط بها للاستمرار في دفع أقساط الوابورات.
آن الأوان
وقال مدير عام سكك حديد السودان، وليد محمود، إن تكلفة الوابورات بلغت نحو 50 مليون يورو، ويكون سدادها لفترة ثلاثة أعوام بأقساط متساوية كل 4 أشهر ، دفعت وزارة المالية المقدم بنحو 1.4 مليون يورو.
وصف وصول قاطرات بأنها ( كأنها مجرى الدم في السكة الحديد)، وزاد "آن الأوان " للسكة الحديد أن تكون العمود الفقري للتنمية الاقتصادية بالبلاد، مبينًا أن الوابورات مصممة بتقنية حديثة، وذات حمولات تتراوح مابين 1200 إلى 1400 طن، مرجحًا اكتمال وصول الوابورات الأخرى قبل نهاية العام الجاري، مشددًا على أن قطاع السكة الحديد، انتقل لمرحلة جديدة تستهدف تقديم خدمة النقل بكفاءة عالية.
وقال وليد، إن هذه الوابورات ستمكن القطاع من القيام بوظيفته الأساسية، في توفير خدمة النقل ذي السعات الكبيرة للمجتمع السوداني، وتابع معظم الشعب لديه ( تاريخ وذكريات) مع قاطرات السكة الحديد، اليوم عادت الحياة في السكة الحديد، وهي تمثل مشروعًا تنمويًا كبيرًا بالبلاد، لافتًا إلى أن النقل السككي يخفض نسبة 60% مقارنة بالنقل بالوسائل الأخرى، ومضى قائلًا إن إاستخدام المحروقات، يسهم في خفض الأسعار ومعدلات التضخم، وأنه إضافة حقيقية للاقتصاد الوطني.
التزامات وتحديات
وأقر وليد بوجود تحديات ممثلة في نقص الكوادر العاملة بهيئة السكة الحديد، ما تسبب في تراجع القطاع وفقدان الكوادر العاملة به، مبينًا أن حجم القوة العاملة تقلصت إلى (6)آلاف عامل فقط من جملة (30)ألف عامل كانت تعمل بالسابق .
وأعلن عن استيعاب (500) تلميذ فني، لسد بعض الشواغر بالهيئة، وهناك اتجاه لتوظيف (113) كادرًا في مدخل الخدمة، تماشيًا مع القوة الساحبة الجديدة، وعن المضي في خطة لتدريب داخلي ومحلي تستهدف كوادر نوعية، وقال إن القاطرات التي دشنت تستخدم لسحب سيارات الركاب والبضائع، وتوقع أن تسهم في زيادة حجم الصادرات والواردات وتحسين القطاع الاقتصادي، وأكد اهتمام الهيئة بصيانة جميع إنشاءات السكك الحديدية ، وشروعها في تأهيل وصيانة (20) عربة تالفة، وأمن على ترتيبات لاستجلاب ثلاثة قطارات بمواصفات عالمية، في انتظار التمويل فقط.
وأعلن عن دراسة لربط طرق قومية بين بورتسودان ودول الجوار، منها طريق انجمينا بورتسودان بتكلفة مالية تبلغ (6)ملايين دولار ، وطريق إثيوبيا بورتسودان بتمويل من بنك التنمية الإفريقي، وطريق بين مصر وبورتسودان بتكلفة (5) ملايين دولار لم تطرق دراسته حتى اليوم، كذلك هناك اتجاه لنظام المراقبة الآلية بالتعاون مع الشرطة لمحاربة التعدي المتكرر على السكك الحديدية، ولافتًا إلى أن نظام المراقبة الذكية سيكون على طول الطريق، إضافة إلى استجلاب الأبواب الإلكترونية للحماية من الحوادث والإضرار.
واعتبر وليد ، توقيع عقد مع (ميرسيك) العالمية، نهج جديد في نقل الحاويات وتقديم خدمة من (الباب إلى الباب)، تستهدف الحاويات تماشيًا مع مستجدات التجارة العالمية، موجهًا انتقادات للتعدي على أصول وأراضي وعقارات السكة الحديد، خاصة من قبل بعض حكومات الولايات، منوهًا إلى إرسال خطابات من وزارة الحكم الاتحادي، إلى حكومتي القضارف وكسلا، للمحافظة على هذه الممتلكات.
حدث مهم
واعتبر أمين عام حكومة ولاية البحر الأحمر بالانابة فضل الله رابح، وصول الوابورات حدثًا مهمًا ، " انتظره المواطن طويلًا"، بما يساعد في عمليات نقل حركتي الصادر والوارد ، مؤكدًا اهتمام حكومة الولاية بهذا الحدث التاريخي، داعيًا الجهات المختصة للاهتمام بقطاع النقل السككي بالبلاد ، لدوره في التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
خطة محكمة
واعتبر مدير الإقليم الشرقي المهندس عبدالمحسن عبدالله الشريف، وصول الوابورات " انجازًا كبيرًا وثورة" في قطاع السكة الحديد ، وقال إنها "أول مرة " ، في تاريخ الهيئة يتم دعم القطاع بقوة ساحبة بهذا الحجم ، جعلت (الفرحة تملأ العاملين على امتداد الخط الحديدي)، وأضاف: الهيئة استعدت جيدًا وأعدت خطة محكمة لتشغيلها، لتعود على الوطن والمواطن معًا (بالخير) ، إضافة إلى حركتي الصادر والوارد وربط مناطق الإنتاج بالاستهلاك بأقل تكلفة، مؤكدًا اهتمام الدولة، بتطوير العمل في قطاع السكة الحديد