النقابات تلعب دوراً فاعلاً في التحوّل المدني الديمقراطي لست دكتاتوراً ومن جمعتني معهم دروب عمل عام يعرفونني جيداً الخرطوم: مهند عبادي تنتظر نقيب الصحفيين السودانيين، عبد المنعم أبو إدريس، تحديات جسيمة في أول نقابة تأسيسية تجيء في ظل أوضاع وظروف استثنائية تمر بها البلاد، وأزمات ومشاكل كبيرة تواجه الصحافة السودانية ومختلف الوسائل الإعلامية الأخرى، ولكن أبو إدريس يؤكد أن النقابة ستعمل في الاتجاهات كافة من أجل الترسيخ للتجربة، وستجتهد في معالجة القضايا المهنية والنقابية والخدمية والحقوقية، إلى جانب حرية التعبير وحماية الصحفيين من الانتهاكات، وإيجاد مقر للنقابة. وينفي أبو إدريس سيطرة أحزاب اليسار على النقابة، مؤكّداً أنه لا ينتمي إلى أي حزب، وأن ترشيحه للمنصب جاء استجابة لزملاء المهنة، وأن العملية الانتخابية أجريت على أساس مهني. * البعض قلل من العملية الانتخابية ووصفها بالمطبوخة.. ما تعليقك على ذلك؟ العملية الانتخابية كانت تحت بصر الجميع، وسبقتها حملات انتخابية وطرح برامج ومناظرات بين المرشحين، وكانت المنافسة فيها محتدمة تحت نظر الجميع، والدليل الوقت الذي استغرقته لجنة الانتخابات في إعلان النتيجة الأولية ومن بعد فتحت باب الطعون والاستئنافات.. كل هذا ينفي عنها هذه التهمة. * وهل بالفعل صادرت أحزاب اليسار النقابة وأقصت تيارات اليمين من العملية الديمقراطية مثلما قالت بذلك العديد من الاتهامات؟ النقابة لم يكن فيها صراع حزبي ولن يكون، وما جرى هو منافسة بين مهنيين، وقبل ذلك كان التقديم لنيل العضوية مفتوحاً دون أي تصنيف على أساس حزبي، ومن بعد الترشح كان متاحاً للجميع، فكيف يكون تم إقصاء اليمين؟ إلا إذا كان هناك شخص قرر بنفسه أنه لا يريد الانتماء للنقابة، وهذا خياره ويُحترم. * عدد من المعارضين للنقابة يعتقدون أن حصولك على (205) أصوات ليس كافياً لتكون نقيباً لكل الصحفيين؟ عدد المسجلين في سجل النقابة قرابة ال(1300) تقريباً والذين شاركوا منها نحو (600)، وتقسمت أصواتهم بين سبعة مرشحين، وبنظرة بسيطة على عدد الممارسين للمهنة فعلياً يتضح أن هذا العدد الذي سجل لدى النقابة يتناسب مع العاملين فعلياً. * لماذا لم يسمح لكتّاب الرأي والناشرين من الصحفيين المشاركة في الانتخابات؟ هذا ما أقره النظام الأساسي الذي تواضع عليه أعضاء النقابة بأنهم حددوا شروط عضو النقابة، ومن تنطبق عليه الشروط لا أحد يستطيع أن يحجر عليه. * ما ردك على الآراء القائلة إن أحزاب قوى الحرية والتغيير هي من رشحتك وأوصلتك للنقابة؟ من رشحني لتولي منصب النقيب مجموعة من زملاء وزميلات المهنة وأنا لست عضواً في أي حزب مع كامل الاحترام للأحزاب ومنسوبيها، وما يستحق الإشارة إليه أن ما أنجزه الصحفيون والصحفيات وجد احتفاءً من طيف واسع من القوى السياسية، بعضها ليس جزءاً من الحرية والتغيير، باعتبار أن النقابات منظمات مجتمع مدني تلعب دوراً فاعلاً في التحول المدني الديمقراطي. *كيف سيتم التعامل مع المقاطعين بسبب بعض الخلافات والملاحظات ومع الكيانات غير المعترفة أساساً بتشكيل نقابة الصحفيين؟ المقاطعون هذا حقهم، لكن يظل الباب مفتوحاً لهم في أي وقت، والفيصل بيننا ممارستنا وليحكموا علينا، ونحن ليس لدينا الحق في أن نحجر على أحد لا يريد الاعتراف بالنقابة فهي قد حازت على اعتراف من عضويتها وجمعيتها العمومية وما لاقته من احتفاء بقيامها. * ما هي خططكم لعمل النقابة خاصة مع التحديات الجسيمة التي تنتظرها؟ النقابة تنتظرها تحديات كبيرة على مستوى وجودها وترسيخ اسمها وقضايا عضويتها، لذلك فهي ستعمل على مستويات مختلفة في وقت واحد ووفقاً للبرنامج، العمل سيكون على المستوى المهني والنقابي والخدمي والحقوقي، وحماية حرية التعبير، وحماية الصحفيين والصحفيات من الانتهاكات، والسعي لتحسين الأوضاع الاقتصادية للصحفيين والصحفيات وإيجاد مقر لنقابتهم يستطيعوا ممارسة مناشطهم من خلاله. * كثيرون يتخوفون من قدرتك على احتمال الديمقراطية داخل مجلس النقابة ويصفونك بالدكتاتورية.. هل هذه حقيقة وإلى أي مدى ستنجح في العمل بانسجام مع المجلس؟ احترم جداً وجهة نظر الذين يصفون شخصيتي بذلك، ولا يمكن أن أصف نفسي، فقط الحكم هو للأيام والتجربة، والذين جمعتني معهم دروب عمل عام يعرفون كيف أتعامل. * لكنك توصف لدى البعض بالاستعلائي وغير القريب أو المتواصل مع الصحفيين كافة مما يقلل من حسن تعاملك مع القاعدة الصحفية؟ من يصف أبو إدريس بالاستعلائي هذا حقه، لكن بحمد الله لديّ علاقات في الوسط مع مختلف الأجيال، والشهادة متروكة للوسط ولن أتحدث عن نفسي. * النقابة تواجه تحديات جسيمة على مختلف الجوانب.. ما هو أبرز أو أول ملف ستعمل على إنجازه النقابة؟ الوضع الصحفي عموماً به تركة ثقيلة بعضها مرتبط بالأوضاع في البلاد من تعقيدات سياسية واقتصادية، وبعضها مرتبط بالمهنة والبيئة المحيطة بها، لذا إزالة هذه التركة لن تتم إلا بتكاتف جميع أفراد الوسط والعمل يداً واحدة. * اتحاد الصحفيين خلف وراءه تركة ثقيلة في عدد من القضايا.. كيف سيتم التعامل معها؟ النقابة ستحاول ولن تستطيع تغيير الأوضاع بين ليلة وضحاها، ستقطع مشواراً وسيأتي آخرون لتكملتها لا سيما أن سقف الطموحات لا حدود له. * هناك صحفيون دفعوا أموالاً للحصول على منازل ولم تخصص لهم حتى الآن إلى جانب مطالبات مؤسسات مختلفة بأموال من الاتحاد.. هل من توضيحات في هذه النقطة؟ الزملاء والزميلات الذين لديهم أشياء معلقة مع الاتحاد هناك طرق كثيرة يمكن أن يسلكوها لاسترداد حقوقهم، وأي صحفي لديه حق سنقف بجانبه ليعود إليه. * كيف تنظر إلى الاتهامات المتعلقة بتمويل جهات ومنظمات خارجية للعملية الانتخابية؟ ما تم من انعقاد للجمعيتين العموميتين والانتخابات موله الصحفيون والصحفيات، اقتطعوا من دخلهم وطعام أسرهم لتمويله ولم نتلق مليماً واحداً من جهة داخلية أو خارجية من خارج الوسط الصحفي، وهنا نشكر الذين تصدوا لعملية التمويل من الصحفيين والصحفيات سواء كان خارج البلاد أو داخلها، فلولا مالهم لما وصلنا إلى هذه اللحظة.