نسمع كثيرًا أن السودان على أعتاب فجوة غذائية ومجاعة خاصة في الفترة الأخيرة ولكننا نتجاهل ذلك بدفن رؤوسنا في الرمال من باب القناعة بأن الأرزاق بيد الله وأن الله ما شق حنكا ضيعه بل ونتجاوز في إهمالنا للحقائق بالتطاول وتسفيه التقاريرالعالمية التي تتحدث عن ذلك وتجأر بالتحذير من خطورة الوضع بحجة أنها ب(نتمها موية)، آخرها برنامج الأغذية العالمي والذي قال للعسكر أن بلادكم بها نحو( 9.8)مليون شخص يعانون من الجوع الحاد وسوء التغذية وأن اقتران هاتين المشكلتين يعني وجود خلل هيكلي يستدعي اعلان حالة طوارئ وكل ذلك ….والحكومة غائبة … والسلطة المفروضة علينا نائمة في العسل لا تهش.. ولا تنش .. بعيدًا عن العواطف وإدعاء الإيمانيات وقريبا من الواقعية التي يؤمن بها الغرب ويلتزم بها في التعامل مع المشاكل التي تحدث في العالم نحن فعلا على اعتاب مجاعة يا أخواننا ولا اعتقد ان مخزوناتنا من الحبوب كافية ل(6)أشهر ناهيك عن عام، والشاهد على ذلك المشاكل التي يعاني منها المنتجين والقطاع الزراعي ككل بسبب ارتفاع مدخلات الانتاج والرسوم الحكومية ومشاكل الوقود والمبيدات منتهية الصلاحية والغرق الذي أتلف الكثيرمن المحاصيل النقدية وغيرها وخروج مساحات مقدرة من العروة الصيفية بسبب التمويل وتأخر مواقيت زراعتها، وفوق كل هذا وذاك مشكلة الآفات الزراعية التي بدأت تقضي على ما كابد المزارعون بطلوع الروح من أجل إنجاح زراعته من محاصيل،وهذه الآفات الآن تكاد تكون منتشرة في عدد كبير من المشاريع خاصة الطيور، متحدية عجز الحلول التقليدية الضعيفة للمزارعين عن مجابهتها وعجز الطائرة اليتيمة التي دفعت بها وقاية النباتات لدارفور وكردفان عن القيام بالمهمة في مساحات شاسعة مترامية وبمبيدات شحيحة فارقتها الصلاحية كما قال لنا بعض المزارعين المتضررين من المشكلة …ولا حياة لمن تنادي … من يديرون شؤون البلاد الآن يلهثون وراء السياسة ويتناسون مشاكل الاقتصاد والقطاعات الحيوية التي تغذي الخزينة العامة وتبعد عنا شبح الفقر والجوع والمسغبة وذل تلقي الإغاثات الغذائية والجسورالجوية من الدول الشقيقة والصديقة ونحن دولة كانت سلة غذاء العالم ! لا بد من تدارك هذه المخاطرالغذائية والزراعية بتخصيص تمويل مفتوح والاسراع في عقد مؤتمر زراعي قومي للاستماع لرؤية المزارعين والمنتجين وأهل الشأن لحل المشكلة وتنفيذ توصياته بشكل فوري ودون تلكؤ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والعودة بالإنتاج لدائرة الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض. موازنة أخيرة: أهم إنجازات الفترة الانتقالية على الإطلاق….. صفر كبير …..