تظاهر أمس الآلاف بالعاصمة الخرطوم ومدينة سنجة بسنار، من أنصار التيار الإسلامي العريض ومبادرة نداء أهل السودان للوفاق الوطني (رفضًا للتسوية السياسية وللتدخل الأجنبي ودستور لجنة المحامين)، تحت عنوان مواكب الكرامة. وتجمع المحتجون بشارع الستين بالخرطوم وتوجه الموكب إلى مقر بعثة الأممالمتحدة "يونيتامس". وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للتسوية السياسية بين المكون العسكري والمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير ودعوا لإيقاف التدخلات الأجنبية في شؤون البلاد وطالبوا بطرد رئيس البعثة الأممية فولكر بريتس. وتوعد رئيس حزب دولة القانون والتنمية د. محمد علي الجزولي لدى مخاطبته المتظاهرين بتسيير مواكب أكبر من موكب الأمس إذا مضت التسوية، وهدد الجزولي الذي وصل إلى مقر التظاهرات وسط حراسة مشددة بعد إعلان حزبه الكشف عن مخطط لاستهدافه، هدد بمحاصرة القيادة العامة للقوات المسلحة. وفيما دعا عدد من المتحدثين لاستمرار مواكب الكرامة إلى حين الإعلان عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة لتصريف أعمال الدولة ونقل البلاد لمرحلة الانتخابات العامة، قال القيادي بحزب المؤتمر الشعبي د. البشير آدم رحمة إنهم ينشدون إصلاح حال الوطن وعزة البلاد. وقال رحمة إن التدخلات الخارجية في شؤون البلاد تهدف لتفريق أبناء البلاد وتقسيمها إلى (5) دول ولذلك يثيرون المشاكل والفتن لاشعال البلاد وانشغال القوات المسلحة وإخراجها من العاصمة الخرطوم. وأكد بشير آدم رحمة أن الجيش ينحاز للشعب ورغباته وأنه على أهبة الاستعداد لإعادة الاستقرار. وشدد رحمة بعدم الاعتراف بما أسماه "الدستور الأجنبي الذي يجب أن يوضع في مزبلة التاريخ " مؤكدًا في الوقت ذاته أن الحل يكمن في جلوس جميع القوى الوطنية مع بعضها البعض. من جانبه قال الناطق الرسمي لنداء أهل السودان هشام الشواني: "ان التظاهرة واللافتات والمخاطبات تؤكد قضية وطنية واضحة هي رفض السودانيون لمسودة الدستور الأجنبي، ورفض التدخل الخارجي، ورفض التسوية الثنائية. وتأكيد دعم نداء أهل السودان لخيار التسوية الشاملة التي تبنى على التوافق والحوار بين الجميع. رسالة تحذير قوية للمكون العسكري بأن قبول تسوية ثنائية، وقبول مسودة الدستور الأجنبي، سيعني مقاومة شاملة حتى السقوط. ورسالة واضحة لحراك ديسمبر وللقوى السياسية الوطنية، بأن يجعلوا من قضية رفض الدستور الأجنبي والتسوية الثنائية والتدخل الخارجي قضايا أساسية، وينتبهوا للجهات التي تستغلهم وتستغل حراكهم لأجندتها".