سيرة الرجل الموصوف بالمهمة لا تبدو خفيّةً أو مجهولة. وطبقاً لتقارير إعلامية، فإن حسن أحمد أبو سبيب العمرابي من أبناء ولاية نهر النيل قرية الممطر ريفي المحمية، ولد فيها عام 1932م.. تلقى تعليمه الأوّلي بخلوة (الفكي محمد علي الفكي - محمد الرباطابي)، بعد إكماله ال10 سنوات رحلت أسرته إلى حي البوستة بأم درمان، وما أن حل العام 1945م حتى التحق حسن بمعهد أم درمان العلمي بولاية الخرطوم ليمضي فيه قرابة ال10 سنوات متخرجاً في 1955م. عمل أستاذا بمعهد التربية شندي، وفي بخت الرضا وبمنطقة الكاملين بالجزيرة. الإخوان المسلمون وطبقا لما أوردته تقارير صحفية، فإن أبو سبيب انضم في بواكير حياته إبان دراسته بالمعهد إلى جماعة الإخوان المسلمين على يد صادق عبد الله عبد الماجد في 1949م، وبرر ذلك بإعجابه بحركة الإخوان المسلمين. الإسلاميون لم يستمتعوا كثيرا بوجود أبو سبيب في صفوفهم ل(24) عاما. وطبقا لذات التقارير، فإنه بمعية الرشيد الطاهر بكر، وعلي محمود حسنين، وميرغني عبد الرحمن، وتاج السر منوفلي، وحسن شبو، غادروا حركة الإخوان المسلمين لينضموا إلى الوطني الاتحادي، وبرر في حوار له مع (الصيحة) الخطوة بسبب الانشقاقات التي بدأت تظهر في جسد التنظيم بسبب مطالبة حسن الترابي وأحمد عبد الرحمن ومحمد يوسف محمد وعبد الرحيم حمدي، بتغيير اسم الإخوان المسلمين لأنهم يرون أنه اسم غير جاذب ولا بد من تغييره وبعدها خرجوا من التنظيم وكونوا جبهة الميثاق. نشط أبو سبيب في خطب الجمعة بمسجد العرضة جنوب حيث ظل يوجه انتقادات للسياسات الحكومية، كما نشط داخل صفوف المكتب السياسي للحزب الاتحادي، وحينما جاءت فترة نيفاشا. اختير حسن أبو سبيب عضواً بالمجلس الوطني الانتقالي. مؤخراً ظل أبو سبيب غير راضٍ بالمرة عن الوضع التنظيمي والمواقف السياسية للحزب، وأنشأ تيارا خاصاً ساندته فيه فصائل اتحادية أخرى. الشيخ الأديب يُعرف عن الشيخ أبو سبيب حبه للأدب والشعر، فكان يرتاد صالونات الأدب خصوصاً الركن الأدبي بحزب الأمة بحكم إعجابه بشعر المحجوب وملكته الخطابية، كما أنه كتب شعر الغزل. على المستوى الفني، يستمع أبو سبيب لحسن عطية، خاصة أغنية (يا ماري عند الأصيل بشاطي النيل صدقني شكلك جميل)، وأغنية (هل تدري يا نعسان أنا طرفي ساهر)، وهي من الأغاني التي تسحره عند حسن عطية، وكذلك يستمع للكاشف وإبراهيم عوض. قالوا عنه: إبراهيم الميرغني: بقلوب راضية بقضاء الله ننعى إلى الأمة السودانية رحيل الشيخ حسن أبو سبيب عليه رحمات الله. كان الفقيد علماً من أعلام السودان ورمزاً اتحادياً شامخاً وبفقده تفقد البلاد أحد أشرف رجالها. وإنا لله وإنا اليه راجعون الجبهة الوطنية العريضة كما نعتته الجبهة الوطنية العريضة، ووصفته بفقيد الوطن الشيخ حسن أبو سبيب عضو الهيئة الرئاسية للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل العهد الثاني، مشيرة إلى أن الفقيد ظل طوال عهده بالسياسة نظيف اليد واللسان عفيفاً لا يخشى في الحق لومة لائم، رافضاً الرضوخ والتمرغ تحت ظل نظام الإنقاذ الشمولي، وظل يدعو إلى توحيد الفصائل الاتحادية بل وتوحيد كل المعارضة في كيان واحد حتى يتسنى لها مقاومة الظلم والفساد لما في ذلك من خير للشعب والوطن، رافضا للمشاركة الحالية التزاما بمبادئه الشخصية التي تربى عليها منذ نعومة أظفاره في رحاب الصوفية الحقَّة. فايزة نقد: صادق العزاء في فقيد الوطن-المناضل الجسور حسن أبو سبيب- تفتقده القوى السياسية ثباتاً وصلابة. صديق الهندي: رحم الله شيخنا العَلَم العالم العامل المعلم الشيخ الجليل حسن أبو سبيب وجزاه خيراً عن أمته وأهله وأصدقائه، فقد كان وفياً حفياً بهم بقلب سليم نقي يلقاك به قبل أن يلقاك ودا وحبا وكرما. فقده فقد أمة وشعب يتناقض لديها أخيارها ويعلو هاماتها الانكسار. لا حول ولا قوة إلا بالله و(إنا لله وإنا إليه راجعون).