تشهد عاصمة دولة جنوب السودان اليوم الأحد التوقيع على المصفوفة المحدثة، وقالت لجنة الوساطة الجنوبية، في بيانها الختامي لورشة تقييم تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، إنها "خلصت إلى مصفوفة محدّثة لتنفيذ الاتفاق، وأكدت موافقة قيادة الطرفين للتوقيع عليها، بحضور الفريق سلفاكير ميارديت رئيس جنوب السودان، راعي الاتفاق، ورئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، وعدد من الأطراف الإقليمية وَالدَولية الضامنة والشاهدة على الاتفاق".. منهجية عرض جميع بروتوكولات الاتفاق من جانبه، قال مقرر لجنة الوساطة الدكتور ضيو مطوك، إنه "في ختام مداولات اللجان الفنية للحكومة وأطراف العملية السلمية، التي استمرت لمدة 5 أيام، اتبعت الورشة اتبعت منهجية عرض جميع بروتوكولات الاتفاق، ووقفت على التحديات والعقبات التي صاحبت التنفيذ، بوضع تصور متكامل لتحديث مصفوفة الاتفاق ورفعها لقادة الاتفاق لإجازتها والتوقيع عليها. وأضاف مطوك، في تصريحات صحفية على هامش الاجتماعات، أن "الورشة هدفت إلى تقييم تنفيذ الاتفاق، والوقوف على أوجه القصور في تنفيذه، وتذليل العقبات والتحديات، وإنشاء آليات للمتابعة والمراقبة والتقييم، لضمان التنفيذ بالكفاءة المطلوبة، لإرساء دعائم السلام وَالاستقرار في السودان.وأكد مقرر لجنة الوساطة، مشاركة كبار المفاوضين من حكومة السودان وأطراف العملية السلمية والضامنين والشهود، في فعاليات ورشة تقييم تنفيذ اتفاق جوبا لسلام السودان ، وشارك في الجلسات وفد لجنة الوساطة الجنوبية برئاسة توت قلواك، المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان، والدكتور ضيو مطوك مقرر اللجنة، فيما ترأس وفد السودان الفريق أول ياسر العطا عضو مجلس السيادة، ووزير الدفاع الفريق ياسين إبراهيم ياسين، ورئيس مفوضية السلام البروفيسور سليمان الديبلو، وعدد من ممثلي الدول الضامنة والشاهدة على الاتفاق.
ماذا قالت الآلية الثلاثية في اتفاق جوبا؟ رحبت الآلية الثلاثية المكونة من (الأممالمتحدة، الاتحاد الإفريقي، الهيئة الحكومية للتنمية – إيقاد)، بورشة جوبا، وقال بيان صادر عن الآلية، أمس الأول، جميع المبادرات والجهود المبذولة لدعم العمليات السياسية والسلام في السودان" وعدَّ البيان ورشة جوبا، بأنها جهد مكمل للورشة التي نظمتها الآلية في الخرطوم، حول اتفاق السلام في الفترة من 31 يناير إلى 3 فبراير الجاري. وجاءت ورشة الخرطوم، ضمن قضايا المرحلة النهائية للعملية السياسية، وسط مقاطعة حركات رئيسة موقعة للاتفاق أبرزها العدل والمساواة وجيش تحرير السودان.
تحذيرات من المراجعة.. ما هي مبررات العكس؟ وتفجرت خلافات عميقة بسبب الدعوى التي أطلقتها القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري بهدف مراجعة وتقييم وتقويم اتفاقية السلام الموقعة في عاصمة دولة جنوب السودان جوبا، ورفضت بعض أطراف الاتفاقية دعوة المراجعة واعتبرتها وحذرت من المساس بالاتفاقية ، تنظر الأطراف الموقعة على الاتفاق بعين الريبة لتعامل قوى الحرية والتغيير مع اتفاق السلام، وتتهم الحركات المسلحة الائتلاف بالسعي لإلغاء الاتفاق في سياق التنافس السياسي والخلافات بين الطرفين، ففي أعقاب الموقف من انقلاب قائد الجيش في 25 أكتوبر 2021 أنشأ قادة الحركات المسلحة تكتلًا مناوئًا لقوى المجلس المركزي بقوي الحرية والتغيير واستمروا في الوزارات والمناصب من باب الحفاظ على اتفاق السلام. ويستند دعاة التقييم والتقويم على فرضية أن الاتفاق لم يوقف الاقتتال في السودان وأنه رغم التوقيع على الاتفاق إلا أن أطراف البلاد لا تزال مشتعلة وتحدث فيها المواجهات وأن الاتفاق تحققت منه فقط الجوانب السياسية المتعلقة بالمشاركة في السلطة ولم تنفذ حتى الآن البنود الأخرى المتعلقة بالترتيبات الأمنية ومعالجة قضايا النازحين واللاجئين وغيرها من نصوص الاتفاق، وتؤكد قوى الحرية والتغيير أن مراجعة الاتفاق جزء من المراجعة الشاملة التي شملت الوضع الدستوري ومهام وهياكل الفترة الانتقالية، وفي ذلك لا بد من تحديد دقيق لنقاط المراجعة دون المساس بمكتسبات مناطق الحرب وما حققته من مكتسبات لجماهير تلك المناطق، ولا بد من استكمال السلام مع كافة الأطراف غير الموقعة"، وفي الوقت ذاته تشتكي بعض الأطراف الرافضة لدعوى التقييم من التباطؤ والتماطل في سير تنفيذ بنود الاتفاق.
الخرطوم تقاسم جوبا.. نبذ خطاب الكراهية وإعلاء قيم التسامح وكان مؤتمر "اتفاق جوبا للسلام" في السودان، الذي عقد بالخرطوم في إطار المرحلة النهائية للعملية السياسية الدائرة لإنهاء الأزمة في البلاد برعاية الآلية الثلاثية التي تضم الأممالمتحدة، والاتحاد الإفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية " إيقاد"، قد أوصى "بنبذ خطاب الكراهية والتعصب وإعلاء قيم التسامح والتعاون"،وأوصى المؤتمر في بيانه الختامي، "بإنشاء المفوضية الخاصة بالرعاة والرُحل الواردة في اتفاقية السلام"، مؤكدًا "المكاسب التي تضمّنها الاتفاق للنازحين واللاجئين، خاصة قضايا العودة الطوعية والتوطين في مناطقهم الأصلية"،كما أوصى المؤتمر ب"إجراء التعداد السكاني، والتعويض وجبر (إصلاح) الضرر، وإعادة الإعمار والعدالة الانتقالية، والتحضير للانتخابات، وعقد المؤتمر الدستوري"،وشدد على "ممارسة كافة الحقوق المدنية والسياسية للنازحين واللاجئين على أساس المواطنة المتساوية"،ودعا المؤتمر "الحكومة الانتقالية المقبلة إلى وضع قضايا النازحين واللاجئين في سلّم أولوياتها، بما فيها تشكيل الآليات المرتبطة بقضاياهم وإدماجهم في المشروعات الاقتصادية والتنموية". ومن جهة أخرى، أكد المؤتمر "معالجة القضايا المستدامة لقضايا الرُحل والرعاة والمزارعين، وفق خطة قومية تشترك فيها كافة مؤسسات الدولة ذات الصلة في مجالات التعليم والصحة والثروة الحيوانية والزراعية"، وناشد المؤتمر في بيانه "أطراف السلام من القوى غير الموقعة على الاتفاق الإطاري بتحكيم صوت العقل والمشاركة في العملية السياسية النهائية".
الحركات في جوبا وقبلها كباشي ومالك عقار والخميس توجه وفد من قادة القوى الموقعة على اتفاقية السلام، إلى عاصمة دولة جنوب السودان، للمشاركة في ورشة تقييم وتقويم اتفاقية جوبا. وأبرمت الحكومة الانتقالية ، اتفاقية سلام تاريخي مع الحركات المتمردة وضمَّ الوفد المغادر عضوي مجلس السيادة الفريق أول ركن شمس الدين كباشي، ومالك عقار، وحاكم دارفور منِيّ أركو مناوي، وعددًا من قادة الحركات والمسارات المضمنة بالاتفاقية، وأقر مناوي في منشور على منصته بفيسبوك، بصعوبات تجابه الاتفاقية، وعلى رأسها ما وصفه ب"التجاهل الكبير"، وقال إن رحلتهم إلى جوبا تستهدف إعادة النظر في تنفيذ مصفوفة الاتفاقية، مع "رفقاء السلام والضامنين وكل المهتمين بمصير السودان..
ماذا قالت المصفوفة الجديدة؟ وفي السياق أكد مقرر لجنة الوساطة ضيو مطوك عدم إجراء اي تعديل في اتفاق جوبا لسلام السودان خلال جلسات اللجنة الفنية لورشة تقييم تنفيذ الاتفاق، وقال إن هنالك تعديلات في المصفوفات المنفذة بغرض رفع معدلات التنفيذ و كشف أن التوقيع على المصفوفة الجديدة ستكون يوم الثامن عشر من شهر فبراير الجاري وقال مطوك، في تصريح صحفي،بجوبا ، إن اللجنة المصغرة التي شكلتها اللجنة الفنية للورشة، راجعت جداول ومصفوفات مسارات الاتفاق خلال اجتماعها ، ووضعت مصفوفة على نهج جديد، من خلال تصنيفها إلى ثلاث مجموعات، وأضاف وضعت المواد والبنود التي تم تنفيذها بنسبة مائة في المائة ، في المجموعة( أ)، بينما وضعت في المجموعة(ب) المواد والبنود العاجلة التي تحتاج إلى قرارات عاجلة، ووضعت في المجموعة "ج" المواد والبنود المرتبطة بالمواد الموجودة في المجموعة (ب)،و أعلن دكتور ضيو مطوك ، أن التقرير سيكون جاهزًا في صباح الغد، لتقديمه لرؤساء التنظيمات والحركات، مشيرًا الى ان اجتماعات رؤساء التنظيمات والحركات، التي ستبدأ غداً، ستكون البداية الحقيقية لورشة تقييم تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان، وان ما سبقها من اجتماعات اللجنة الفنية تمثل تحضيرًا لاجتماعات القادة التي ستستمر لمدة يومين، وذلك بحضور الوساطة والضامنين والشهود من الأممالمتحدة والاتحادي الافريقي، الايقاد وجمهورية مصر العربية،وأوضح مقرر لجنة الوساطة، أن قضية شرق وجدت اهتمامًا واضحًا خلال مداولات يوم أمس، وستكون في صدارة اجتماعات رؤساء التنظيمات والحركات .