بمواجهة الهلال والمريخ التي يستضيفها استاد الخرطوم مساء اليوم في نهائي كأس السودان يسدل الستار على الموسم الرياضي 2012 الذي يستحق أن نطلق عليه موسم الإحباط والفوضى والسقوط بل يفترض علينا اليوم أن ننصب سرادق للعزاء وليس مسرحاً للتتويج وأن نعزي بعضنا البعض ونرفع الفاتحة على موسم (مات وشبع موت). نودع اليوم أسوأ موسم في تاريخ الكرة السودانية على كل المستويات إدارياً وفنياً وجماهيرياً وإعلامياً.. كل ارتكب جريمة في حق هذا الوطن دون أن يجد من يحاسب الجاني بداية باتحاد الكرة الذي ارتكب من المخالفات مايستحق عليها سحب الثقة ولو كان في أي بلد غير السودان لما بقي قادته على مقاعدهم وهم يرتبكون أكبر الأخطأء ولنضرب مثلا فقط بفضيحة مشاركة اللاعب سيف مساوي بخطأ ساذج لايمكن أن يحدث في اتحاد سكرتيره عضو في المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي وقادته يكلفون بمهام من الفيفا فكنا مصدر سخرية في أجهزة الإعلام الخارجية وضاع الحلم الجميل وسجل ضد مجهول. موسم قتلت منافساته الأساسية الدوري الممتاز وفقدت نكهتها بسبب التأجيل وضغط البرمجة التي دفعت ثمنها العديد من الفرق بجانب سوء التنظيم ونضرب مثلاً بمباراة الرابطة كوستي والأمل عطبرة التي لم تكتمل بسبب وصول طاقم التحكيم متأخراً ولم يحسابه أحد وفقدت بطولة كأس السودان التي تختتم اليوم مبدأ العدالة بعد أن أجبرت فرق ربع ونصف النهائي على خوض مباراة واحدة خارج ملاعبها أمام الهلال والمريخ . نودع اليوم أسوأ موسم على المستوى الخارجي بداية بالمنتخب الأول الذي أطاح بحلم الصعود إلى نهائيات أمم إفريقيا بخسارة مزلة أمام منتخب إثيوبيا في مشهد لم يتوقعه أكثر المتشائمين وسبقه منتخبا الشباب والناشئين بعد أن (فضحنا )الأول في كاس العرب بالأردن وهو ينال سباعية أمام العراق ومثلها نالها الناشئون في البطولة العربية بتونس وكانت السقطة الأكبر بالخسارة بأرضنا أمام منتخب الصومال داخل الملعب فكسبناها بشكوى ثم الانسحاب. وأكمل الهلال والمريخ الخيبة بفشلهما في الصعود إلى نهائي البطولة الكنفيدرالية واضاعا فرصة لن تتكرر قريباً بسيناريو غريب وأمام فريقين يقلان عنهما مستوى وتاريخاً وإمكانات ولا أظن أن مجموعة اللاعبين الذين زج بهم للمشاركة في بطولة سيكافا تحت مسمى المنتخب الرديف يمكن أن يحققوا إنجازاً رغم ضعف المجموعة والمنتخبات المشاركة. موسم إحباط وفشل جسده مشهد تتويج بطل الدوري الهلال عقب مباراة الختام أمام أهلي مدني والذي شهد قمة الفوضى بعد أن غابت كل قيادات الاتحاد رغم أنها المنافسة الرئيسية وشاهدنا هرجاً ومرجاً على مسرح التتويج والكل يحاول الصعود في مشهد أشبه بدخول حافلة لموقف مكتظ بالركاب وقد أصبت بالحرج وأنا أشاهد الأمين العام للاتحاد العربي لكرة القدم الذي شاهد المنظر بعد أن شارك في التتوج وانعكس ذلك حتى على جمهور الهلال حيث كان الحضور ضعيفاً ولم تكن الفرحة في المستوى ولم نشاهد مظاهرات الفرح في الشوارع كما كان يحدث . موسم إحباط بعد أن تغير سلوك الجمهور بعد أن انتشرت حالات الانفلات في مباريات القمة والتي كادت أن تؤدي لحدوث كارثة ومذبحة وأدى إلى تحطيم كل الجهد الذي بذلته إدارتا الناديين في تأهليل ملعبيهما وبطريقة وحشية لا تحدث حتى في أفلام الرعب وانتشرت حتى في ملاعب الأقاليم بماحدث في كوستي والكاملين وعطبرة. موسم إحباط وصل فيه حال الإعلام الرياضي لأسوأ صورة وهو يجسد للعصبية ويشعل الفتنة بين الإداريين والأندية ويسيئ لأخلاقنا كسودانيين باختلاق أخبار كاذبة واتهامات باطلة تمس سمعة الوطن بادعاء رشاوى الحكام واللاعبين والتلاعب في المباريات دون أن يجد هؤلاء من يحسابهم ووصل الحال إلى أن شارك في هذه الكتابات رئيس اتحاد الصحفيين وأحد كبار المسؤولين في جهاز الأمن والمخابرات. ووضح أن الجمهور محبط ولم تعد بطولة الدوري أو الكأس هي غاية الطموح ولن تغير في نظرته أو تعيد الفرح لقلوبه والدليل أنه لا أحد يحس اليوم بأن هناك مباراة قمة وعلى لقب يحمل اسم الوطن إلا على صفحات الصحف الرياضية التي تحاول أن تضع مكياج ونكهة ولكن يبقى الإحساس بالإحباط هو المسيطر على النفوس . موسم 2012 موسم للنسيان. حروف خاصة لن أشغل نفسي غداً بإذن الله بالكتابة عن المباراة وأتناول ما يدور في كواليس اللجنة الأولمبية من محاولات لإجهاض الديمقراطية وللأسف بسيناريو يؤكد أن المستفيدين من اللجنة مازالوا يحلمون بالعودة والمؤسف أكثر أن رئيس اللجنة مشارك في المسرحية.