وفي السياق رفضت قوى سياسية ذات خلفيات إسلامية أي تقارب للخرطوم مع وتل أبيب بعد تقارير صحفية تحدثت عن وساطة سيقوم بها الرئيس التشادي بين السودان وإسرائيل. وقالت حركة "الإصلاح الآن" في بيان إنه أيا كانت صحة التسريبات حول اتصالات تجري أوجرت بين الحكومة السودانية والكيان الصهيوني فإن موقف الحركة مستمد من الموقف الثابت للسودانيين تجاه القضية الفلسطينية ووقوفهم ضد الكيان الغاصب. وأشار البيان إلى أن النظام الأساسي للحركة يتضمن بنوداً تحدثت بوضوح لا لبس فيه عن مناصرة الحق الفلسطيني المغصوب والدفاع عن هذا الحق في كافة المحافل والمستويات. وذكرت حركة الإصلاح الآن أن "السودانيين أتخذوا موقفهم باكراً قبل نصف قرن بلاءاتهم الثلاثة وظلوا في خندق الممانعة الرافض لأي تطبيع أو تقارب مع الكيان الصهيوني المحتل". من جانبها قالت أمانة العلاقات الخارجية في المؤتمر الشعبي إن موقف الحزب مبدئي وثابت ورافض كلياً لإقامة أي علاقات مع "الكيان الصهيوني الغاصب المحتل". إزالة الغبن وأفاد بيان للأمانة أن ما تحتاجه البلاد لحل مشكلاتها الاقتصادية والسياسية، ليس التطبيع مع إسرائيل، إنما التوافق الوطني بالداخل وتقوية الجبهة الداخلية بإشاعة الحريات وتحقيق السلام وإزالة الغبن الاجتماعي والاحتقان السياسي ومحاربة الفساد والعدل في بسط السلطة والثروة. وقال إنه "في ظل هذا الاستهداف الواضح للأمة العربية والإسلامية تتحرك إسرائيل بصورة محمومة لإعادة العلاقات والتطبيع مع عدد من الدول العربية والإفريقية بدءاً من عمان وليس آخراً بتشاد لإحكام السيطرة على الأمة وطمس هويتها". ونبه إلى أن السودان ظل منذ استقلاله واعياً ومدركاً بحقيقة إسرائيل لذلك لم يقم معها أي علاقات أو تطبيع وذلك بإجماع السودانيين. وزاد "بل كان السودان بلد المصالحات العربية الكبرى وبلد اللاءات الثلاثة". وكشف كبير مراسلي الشؤون الدبلوماسية في القناة العاشرة الاسرائيلية باراك رافيد عن لقاء مبعوث إسرائيلي سراً بمسؤولين سودانيين رفيعي المستوى في تركيا قبل عام. ونقلت القناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي أن السودان هو الدولة التالية في مسلسل الدول العربية والإسلامية التي من المتوقع أن تنفتح أمام إسرائيل كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أن تل أبيب تستعد لإطلاق وترتيب العلاقات مع السودان والبحرين قريباً.