منذ القدم تحرص الغالبية العظمى من الناس وتحديداً النساء علي ادخار جزء من مالهم أيام الرخاء تحسباً لأي طارئ قد يواجه حياتهم يوماً ما ليكون بمثابة حل لمشكلاتهم التي تحتاج للمال، والآن مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المجتمع السوداني كافة لجأ عدد من النسوة ل(فك) ما لديهن من حلي لإعانتهن وقت الحاجة وهو (اليوم الأسود). (2) (القرش الأبيض لليوم الأسود ودهبي زينتي وفك حيرتي) هكذا ابتدرت الحاجة سعاد مصطفى حديثها، مواصلة (زمان كان السودان بي خيرو وكانت العيشة رخية كنت بوفر من مصروف البيت عشان كل فترة اشتري قطعة دهب وبمرور الوقت زوجي سافر لجهة غير معلومة (طفش) وانقطعت أخباره لسنوات وكان الحل الوحيد ذهبي الداخراهو دخلت بيهو مجال التجارة والحمد لله اتوسعت وأصبحت الآن مصدر رزقي و رزق أولادي .) (3) حول الموضوع قالت الموظفة سامية كمال: (دائماً ما اهتم بشراء قطع من الذهب باستقطاع جزء من مرتبي ومرتب زوجي باتفاق بيننا حتى يتسنى لنا الاستفادة منه وقت الحاجة الشديدة وبالفعل قبل سنوات مرض زوجي وأصيب ب(الشلل) فأصبح مقعداً عن العمل فما كان مني إلا وأن عرضت ذهبي للبيع وبثمنه فتحت متجراً في المنزل يديره هو وهذا ما يؤكد أن ما تدخره اليوم من ذهب ينفعك غداً وأن الذهب ليس للزينة فقط.) (3) عدد من تجار الذهب كشفوا أن أغلب النساء يقمن بشراء الذهب ومن ثم يأتين لبيعه ل(فك) حاجتهن المادية خاصة مع الظروف الحالية، وهو ما أكده التاجر شيخ الدين عبدالحفيظ قائلاً: (أعمل في تجارة الذهب منذ سنوات طويلة لذلك لدي عدد كبير من الزبونات اللاتي أصبحت أعلم ظروفهن المالية تماماً عند الشراء وعند البيع وتشتري الغالبية منهن الذهب من أجل ادخاره لليوم الأسود لذلك عند بيعه لا أعمل على تخفيض قيمة الشراء بصورة كبيرة لعلمي بحاجتهن المادية الشديدة.)