عندما أعلن مجلس إدارة نادي المريخ عن تقديم استقالة جماعية في ديسمبر كان مرتبطا كما جاء في القرار بأن تحسم الدولة أمر الانفلات الذي حدث وسط الجمهور وفي الصحافة الرياضية وأن يتعامل الاتحاد ولجانه وعلى رأسها لجنة الحكام بحيادية بعد أحداث قمة الدوري التي أدت لتهشيم طابق شاخور وأجزاء كثيرة في استاد المريخ. واجه القرار انتقادات من أغلب محبي النادي وكان لنا أيضا رأينا باعتبار أن التوقيت غير مناسب لأنه يتزامن مع فترة انتقالات اللاعبين ويجب على المجلس أن يتحمل المسئولية التي حملتها له الجمعية العمومية ومن أراد الرحيل يجب أن يكون قراره بعد انتهاء فترة التسجيلات يما فيهم رئيس النادي السيد جمال الوالي الذي أيدنا استقالته ولكننا اختلفنا معه في التوقيت. كنا نعلم جيدا أن هذه الاستقالات ستحدث فوضى وتفجر مشاكل لأن أعداء المريخ سواء مريخاب لهم أجندة خاصة أو هلالاب لا يريدون خيرا للمريخ وسيستغلون هذه الفرصة لتحقيق أغراضهم ورغم ذلك اقتنع الجميع بالأسباب التي ذكرها السيد جمال الوالي وبعد أن أكد بل أثبت عمليا أنه ملتزم بالدعم وهو أمر ليس بغريب عليه ولكن كانت المفاجأة أن يتقدم المهندس عبدالقادر همت والسيد جمال أحمد عمر باستقالتهما متزامنة مع استقالة جمال بعد أن ربطا بقاءهما في المجلس ببقاء جمال. نحترم الرجلين ولا أحد ينكر جهودهما وما قدماه من دعم مالي وفكر خاصة جمال احمد عمر الذي عرف داعما للمريخ قبل أن يدخل المجلس ولكن استقالتهما تعني أن ما يقال في الشارع إن أعضاء المجلس لا يساوون شيئا بدون جمال هو صحيح بل يعني أن ارتباطهما بالمريخ لم يكن من أجل الكيان ولكنه مرتبط بشخصية جمال ويقال إن هناك آخرون في الطريق على رأسهم السيد خالد شرف الدين. من حق أي شخص في المجلس أن يتقدم باستقالته ولكن في نفس الوقت يجب أن يحترم من منحوه شرف دخول المجلس وتحمل الأمانة فإن كان لا يستطيع تحمل المسئولية بدون جمال الوالي كان عليه ألا يقدم نفسه ويحرم آخرين أعلنوا استعدادهم لخدمة المريخ من داخل المجلس. عموما المريخ غبر تاريخه ومنذ تأسيسه في العام 1927 لم يرتبط بشخص او أشخاص وظل هو المريخ قمة لا تطال لم يحدث أن خسر صفقة لاعب يرغب في تسجيله يتعاقد مع أفضل اللاعبين والمدربين ولاعبيه هم الأكثر راحة لا مشاكل لأنهم أمانة في يد أهله الخلصاء وسيبقى كذلك ومن أراد أن يبقى في المجلس من أجل المريخ الكيان فإن المريخ باق ومن أراد أن يبقى بوجود جمال فإن الباب (يفوت جمل). وإن كان همت وجمال الكيماوي تقدما باستقالتهما للمفوضية وأعلنا استقالتهما أمس فلا نعرف ذهاب السيد طارق المعتصم للمفوضية ليقدم استقالته من جديد والكل يعرف أنه استقال منذ عدة شهور وأعلن ذلك في كل أجهزة الإعلام بما فيها الإذاعة الرياضية التي استضافته أمس وآخرها في حلقة في قناة أم درمان مسببا قراره بالتهميش والغريب أن يقدم شكره للمفوضية التي عينته وهو يعلم أن تعيينه جاء بتوصية من المجلس وليس المفوضية ولكنه بالتأكيد محاولة للظهور واستغلال المواقف.