مشهد أول.. هدوء لم تتبعه عاصفة بالقرب من مقر (السوداني) وقفت سيارة تقل مدير إعلام شرطة ولاية الخرطوم وأركان حربه، لتبدأ رحلة الرصد لحال العاصمة في ليلة رأس السنة.. الإجابة جاءت سريعاً قبل الابتعاد من مقر الصحيفة بشارع (أبو قرجة) حيث كانت أولى المحطات شارع المطار. منذ الوهلة الأولى لم يكن هناك ما يشير إلى أن العاصمة مقبلة على ميلاد عام جديد، الشارع تبدو حركته أقل من عادية.. المحطة الثانية كانت الساحة الخضراء التي تعتبر موقعاً استراتيجياً مهماً في هذه الليلة لشرطة الولاية من حيث الإقبال الكثيف عليها من المحتفلين. بيد أن المشهد كان على غير المعتاد، ففي رأس السنة الماضية استقبلت (100) ألف مواطن تقريباً حسب مدير شرطة الخرطوم وقتها، إلا أنها هذه السنة لم تستقبل سوى (10%) من نسبة السنة الماضية، رغم أبوابها المشرعة في وجه الجمهور. مشهد ثانٍ.. الساحة الخضراء وحولها داخل الساحة الخضراء كان التأمين الشرطي عالياً ومنظماً بحيث يجلس كل اثنين على كراسٍ يراقبون الموقف بهدوء دون حجر على مواطن، فالجميع كان يقضي وقته كيفما يريد مع عدم الإخلال بالسلامة العامة. بينما كان المشهد خارج الساحة يتسيده الترقب والحذر، فالشرطة كأنما تتنبأ بحدوث شيء سيعكر صفو الليلة. ورصدت(السوداني) قوات كبيرة تحيط بالساحة إحاطة السوار بالمعصم. في وقت يتحرك فيه المواطنون في طمأنينة ويداعبون عناصر الشرطة بشيء من اللطافة. على هذا النسق والهدوء كان الحال في شارع عبيد ختم والعمارات بكل شوارعها وأرقامها، وأوماك إلى جانب شوارع إفريقيا والمشتل والنيل ولم يتغير الحال حتى قبل دقائق قليلة من دخول العام الجديد ، إلا أن هذا السكون لم يستمر كثيراً ليتمرد بعض الشباب والصبية على الطقس البارد بشارع المشتل ويضفون عليه بعض السخونة بإطلاق سراح أبواق سياراتهم الفارهة وخروجهم عبر نوافذها يطلقون حناجرهم إلى عنان السماء مبتهجين بالعام الجديد. غرفة السيطرة.. الشرطة تصنع الحدث شرطة محلية الخرطوم، درجت على صناعة الحدث الأبرز في كل رأس سنة بتنظيمها غرفة تقنية مجهزة للسيطرة على الأوضاع الأمنية والجنائية.. الغرفة عادة تجهز في قسم شرطة الدرجة الأولى بإشراف مدير شرطة المحلية اللواء علي محمد عثمان ومدير التقانة والمعلومات بالشرطة اللواء محمد الفاتح، ومعتمد الخرطوم الفريق محمد أحمد علي، ومدير شرطة الولاية الفريق إبراهيم عثمان. إلا أن مهمة الغرفة هذه المرة كانت في غاية السهولة دون الأعوام الماضية باعتراف المشرفين عليها. ورصدت كاميرات المراقبة حركة شوارع هادئة وساحات احتفالات غير مأهولة بالجمهور رغم عدم منع الحفلات العامة من الجهات الرسمية، الكاميرات رصدت أيضاً حركة مرورية منسابة بسهولة دون أي إزدحام أو اختناق مروري في أكثر الشوارع إكتظاظاً بالحركة. (كوبري الحلفايا يغرد وحيداًً) حيث رصدت كاميرا كوبري الحلفايا حشوداً كبيرة تحتفل ابتهاجاً بالعام الجديد، وأكد مدير إدارة السيطرة والتحكم العميد عصام الدين محجوب، في حديثه ل(السوداني) أمس، أن الغرفة استطاعت السيطرة التامة على مجريات الأحداث، منذ الساعة الخامسة عصراً وحتى الحادية عشرة ليلاً، وأضاف: استطعنا حصر كل قواتنا في ظروف ممتازة، بواسطة الغرفة والكاميرات المنتشرة على نطاق محلية الخرطوم والمحليات الأخرى، مع التركيز على بعض الكاميرات المهمة. الشرطة تتحدث.. الكاميرات لغة العصر مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق إبراهيم عثمان، أكد من داخل غرفة السيطرة أن شرطته نشرت أكثر من (10) آلاف شرطي لتأمين رأس السنة، مشيراً إلى أن احتفالات هذا العام اتسمت بهدوء كبير جداًً، وأنهم من خلال مرورهم على كل المناطق التي تقام فيها الاحتفالات لاحظوا الهدوء التام خاصة في شارع النيل وبرج الاتصالات وشارع إفريقيا وشارع المطار. ونوه ابراهيم إلى أن الموقع الوحيد الذي شهد إزدحاماً كان كوبري الحلفايا نسبة للحفل الكبير الذي نظمه معتمد كرري و بخلاف ذلك فإن الخرطوم اتسمت بهدوء كامل على غير العادة، مرجعاً ذلك للأحداث الجارية هذه الأيام. وكشف عثمان عن اكتمال غرفة السيطرة بشرطة ولاية الخرطوم بصورة كبيرة بتركيب (175) كاميرا في أنحاء المحليات السبع بالولاية، فضلاً عن الاجتهاد في تركيب كاميرات بمعابر الولاية وأضاف: نجحنا بنسبة كبيرة. مؤكداً سعيهم لتغطية جميع معابر الولاية حتى يتمكنوا من رصد حركة الدخول والخروج، مشيراً إلى أن كل العالم يتجه لاستخدام كاميرات المراقبة في الحركة لرصد المجرمين والكشف عن الجرائم وتأمين الممتلكات. وأقر عثمان بتوقعهم بعض الأعمال التخريبية المصاحبة للاحتفالات، وأضاف: لكن بحمد الله لم يحدث شيء فالأحوال هادئة بمحليات الولاية السبع، كاشفاً عن أنه وحتى الساعة (12)صباحاً لم تدون مضابط الشرطة أي بلاغ جنائي، مؤكداً أن السلطات الأمنية لم تصدر أي قرار بمنع الحفلات الجماهيرية، وأضاف: الشرطة استخرجت تصاديق لكل من أراد إقامة حفل لرأس السنة. نائب مدير عام قوات الشرطة المفتش العام الفريق بابكر أحمد الحسين، جلس أقصى يمين القادة داخل غرفة السيطرة، وهو يتابع الحركة في ساحات وشوارع العاصمة عبر شاشات الغرفة، وأكد في حديثه ل(السوداني)أمس، أن الأمن واجب الجميع في إشادة منه بجهد اللجنة الشعبية لسكان العمارات بالمساهمة في نهضة قسم الدرجة الأولى، منوهاً إلى أن التحديات التي تواجههم تتذلل بتعاون المواطن مع الشرطة. ماذا قال والي الخرطوم؟ والي الخرطوم الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين، لم يخف حنينه ل(الكاكي) و(البوت) وعمل الشرطة رغم ظهوره ببدلة كاملة الأناقة، هاشم أكد في حديثه ل(السوداني)أمس، أن ما يتم كل آخر سنة هو عمل راتب يلتقي فيه الشعبيون والرسميون، منوهاً إلى أن الشعبيين في حي العمارات هم نموذج للتعاون المشترك في خدمة القضية الأمنية لأن الأمن مسؤولية الجميع. وقطع هاشم بأن مسألة التطور في تحقيق الأمن ليست بانتشار القوات وإنما بنشر مثل هذه التقنية، ونحن رأينا مدناً كبيرة في العالم تكاد لا ترى شرطياً في الشارع، لكن بمجرد أن يقع حدث تجد الشرطة في الموقع وهذا هو المطلوب، وهذه تصبح عملية أمنية ليس بها استخدام قوة بشرية كبيرة. وأكد الوالي طرحهم سابقاً مشروع المدينة الآمنة بنشر (4) آلاف كاميرا مراقبة على أن تنفذ على مراحل، وهذا المشروع ناقشناه مع الوالي السابق لكن بعد أن جئنا من الشرطة للولاية، والآن أعتقد أن المهمة قد سهلت، وستتكامل جهودنا وإمكاناتنا لتنفيذ هذا المشروع. وكشف هاشم عن توجيههم قبل أسابيع قليلة للقائمين على أمر المشروع بتجديد الدراسة للشروع في تنفيذها، و في حال اكتمال المرحلة الأولى من المدينة الآمنة سنحصل على عدد من الكاميرات، فضلاً عن تطوير غرفة السيطرة بقسم الدرجة الأولى ، رغم أن الوضع الآن بالغرفة جيد، واضاف: وأذكر أنه في إحدى ليالي رأس السنة ضبطت جريمة بواسطة هذه الغرفة عبر الكاميرات، قاطعاً في ختام حديثه بإن هذا العام شهدنا أهدأ رأس سنة منذ سنوات طويلة. أول البلاغات في 2019م مصادر (السوداني) قالت إن أول بلاغ جنائي في هذا العام دونته مضابط شرطة أمبدة شرق عند الساعة (12:7) أي بعد مرور (7) دقائق فقط من دخول العام الجديد، وفقاً للمادة (174) السرقة، وحمل الرقم (1)، وأضافت المصادر أن مواطناً يدعى (ع.ج) قد أخطر شرطة النجدة عبر الرقم (999) بأنه ضبط لصاً داخل منزله بأمبدة الحارة (14)، وخفت الوحدة المرابطة بمحطة الشباب إلى المنزل وألقت القبض على اللص (ع)، واقتادته إلى القسم ودونت ضده بلاغاً، كأول بلاغ جنائي هذا العام، وجرت العملية بإشراف مدير شرطة النجدة العميد محمد عثمان الذي تولى إدراة النجدة مؤخراً. وأضافت المصادر أن آخر بلاغ جنائي في العام (2018) دونته مضابط قسم شرطة الدرجة الأولى قبل دخول العام الجديد بدقائق وفقاً للمادة (77) الإزعاج العام. وحسب المصادر فإن أول حادث مروري داخل العاصمة وقع عند الساعة الثانية من صباح أمس (الثلاثاء)، وراحت ضحيته طفلة عمرها (8) سنوات، دهستها سيارة عند شروعها في عبور الطريق الرئيس بأم درمان. فيما دونت سجلات شرطة المرور السريع أول بلاغ بالطريق القومي الخرطوم مدني الشرقي عند الساعة (10:30) من صباح أمس (الثلاثاء)، وقالت المصادر ل(السوداني) إن تاجراًً يدعى (خ.م)، كان يقود عربة لاندكروزر، في طريقه من الخرطوم إلى منطقة الشبارقة، بولاية الجزيرة، وبرفقته ابنه (10) سنوات، يدعى (م)، إلى جانب شخص آخر يدعى (ح.م) 45 سنة، موضحاً أن السيارة فقدت توازنها بالقرب من منطقة الجنيد مما أدى إلى انقلابها ووفاة (ح.م) في الحال وإصابة السائق وابنه، فضلاً عن تلف المركبة، وقد دونت شرطة المرور السريع بلاغاً بالحادثة وحققت حول ملابساتها.