(كوكتيل) قَامَت بجولةٍ داخل أشهر محل لبيع الجراد بسوق (مايو) جنوبالخرطوم، حيث يضج المكان بالمُشترين من الجنسين، والتقت من خلالها بالحاجة حواء بت الشيخ التي اشتهرت ببيع (الجراد) منذ سنواتٍ طويلةٍ لمعرفة أنواعه وطريقة استخدامه وأسعاره والكثير، حيث ابتدرت الحاجة حواء حديثها ل(كوكتيل) قائلةً: (منذ زمنٍ طويلٍ بدأت في بيع الجراد بالرغم من غرابة الفكرة، ولكن بعد مرض عضال ألمّ بي لم يجد معه علاجٌ غير تناولي للجراد، ومنذ ذلك الوقت فكّرت في بيعه، وهو يأتي عبر تُجّارٍ كبار من منطقة أبو عجورة بدارفور عبر شحنات كبيرة عبارة عن جوالات خيش يتم توزيعها لتُجّار القطاعي ويكون جافاً). (2) وعن أنواع الجراد، قالت الحاجة حواء: (للجراد أنواعٌ كثيرةٌ، ولكن الذي نتعامل به هو من نوع "أم جركوم وأم بقبق"، لأن أحجامه مُناسبة، والغالبية يتخلّصون من الأرجل والأجنحة وأغلبه يتم أخذه من شجر الغبيش والعيش، لذلك يُطلق عليه "الشداري" لأنّه يتغذّى على أغلب الأشجار والنباتات البرية والعطرية والطبية). (3) وعن فوائده العلاجية، قالت حواء: (تناول الجراد مُفيدٌ في علاج أمراض كثيرة مثل السكري والضغط واليرقان والرطوبة وألم الظهر وأمراض أُخرى، بجانب أنه مُقوٍ ومُنشِّط، لذلك هُنّاك إقْبَالٌ كَبيرٌ على شرائه من المُواطنين في الداخل، وأيضاً لديّ زبائن أجانب "خواجات" من خارج السودان يحرصون على شرائه بكميات كبيرة جداً)، وشرحت حواء طريقة إعداده قائلةً: (يتم تجفيفه بصُورةٍ جيِّدةٍ بعرضه على أشعة الشمس ثم للتهوية ونقوم ب"تحميره" بالزيت في إناءٍ كبيرٍ، وآخرون يُفضِّلون المشوي على النار مع وضع قليلٍ من الملح ثُمّ وضعه في إناءٍ واسعٍ وعَرضه للبيع، حيث الملوة ب 200 والنصف 100 والربع 50 جنيهاً قابل للزيادة، إلا أنّه مُؤخّراً بدأ عددٌ من الأُسر الفقيرة تقبل على شرائه ليس للعلاج، بل باعتباره وجبة رئيسية وبسعرٍ مُناسبٍ يصل إلى 15 جنيهاً مُراعاة لظُرُوفهم المادية، وكذلك النساء الحوامل اللائي (يتوحّمن) عليه.!