بغير مايشتهي محبو المريخ أصبحت استقالة السيد جمال الوالي واقعاً معاشاً بعد أن فشلت آخر المحاولات التي قام بها وزير الشباب والرياضية الاتحادي الأستاذ الفاتح تاج السر والولائي السيد الطيب حسن بدوي لإثناء الرجل عن قراره من خلال الزيارة الكريمة التي قاما بها مساء أمس للرجل بداره العامرة بحي الصفا بالخرطوم مؤكداً أن القرار نهائي. باستقالة جمال الوالي انطوت صفحة من أجمل الصفحات في تاريخ رئاسة المريخ التي تبادل عليها نفر من أعظم الرجال بداية بخالد عبدالله وانتهاء بالسيد محمد إلياس محجوب كل منهم وضع بصمته على الكيان سواء ببنيات تحتية أو بطولات محلية وإقليمية وقارية ميزت المريخ على غيره ووضعته في مصاف كبار أندية القارة والوطن العربي. يطوي التاريخ صفحة جمال المليئة بالجمال بعد أن أحدث خلال العشر سنوات التي قضاها على كرسي الرئاسة أكبر نقلة في تاريخ النادي بداية بالبنيات التحتية بعد أن أعاد بناء الإستاد كاملاً من سور خارجي وداخلي وأرضية وعشب طبيعي ومدرجات ومقصورة وطابق ثاني وإضاءة حديثة وغرف لاعبين وحكام وإسعاف و كبار زوار ومركز إعلامي حتى أصبح واحداً من أجمل الاستادات الإفريقية ما جعل الاتحاد الإفريقي يختاره لاستقبال مباراة مصر والجزائر الفاصلة في كأس العالم. وأعاد تأهيل النادي والمسجد وأنشأ حوض السباحة وملاعب المناشط وأوصل الفريق إلى مراحل متقدمة في البطولة الكنفيدرالية حيث صعد للنهائي ولنصف النهائي أكثر من مرة وإلى دوري المجموعات في دوري الأبطال واستجلب له أعظم المدربين وعلى رأسهم الألماني اتوفستر الذي قاد منتخبات في كأس العالم وجعل من المريخ قبله لأجهزة الإعلام العربية والعالمية التي مازالت تهتم بأخباره ووقع عقوداً لاستجلاب عائد مادي للنادي من خلال التسويق. انطوت صفحة لأول رئيس يجد إجماعاً من كل أهل المريخ بل من كل المجتمع الرياضي الذي عرفه رجلاً نبيلاً يتقدم الصفوف في كل المناسبات داعماً ومؤازراً عفيف اللسان لايعرف الإساءة ضارباً أعظم مثل في الحلم والصبر على منتقديه قلبه أبيض أياديه ممتدة لكل صاحب حاجة ومواقفه مشهودة. ترجل جمال عن رئاسة النادي بإرداته لا بإرادة جمهور المريخ الذي قال (لا) وظل لسان حاله دائماً(الوالي رئيس طوالي) وأصبح الأمر واقعاً يجب أن يتقبله أهل المريخ، ويجب من الآن التفكير في من يكتب اسمه على الصفحة الجديدة والذي تنتظره بلاشك مهمة صعبة ولكن هي مسؤولية متكاملة تقع على عاتق كل من ينبض قلبه بحب المريخ أن يقدم دعمه لأن المرحلة القادمة ستكون الأصعب وإن كان جمال الوالي قد التزم بالدعم فهو أصبح غير ملزم به بعد الأن ولا أحد يحسابه أو يطالبه وهو بعيد عن مركز القرار. تنازل جمال عن رئاسة المريخ حاملاً كتابه بيمينه ولكنه بلاشك لن ينزل من قلوب المريخاب والمجتمع الرياضي وسيشهد التاريخ على ماقدمه ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناته وأن يمتعه بالصحة والعافية.