ماذا لو سقطت طائرة داخل بيتك..؟؟؟ الخرطوم: فاطمة خوجلي يعد السفر بالطائرة الطريقة الأسهل والأقصر للوصول إلى أي مكان بالعالم... لكن الوضع يختلف تماماً هنا بالسودان حيث ظهرت (فوبيا) أصابت الجميع صغاراَ قبل الكبار ممن يرون في الطائرة التحدي الأصعب، فقد يتوقع البعض أحيانا تعرضه لحادث مرعب وهو داخل منزله، وهذا التوقع لم يأت من فراغ وإنما نتيجة متوالية سقوط الطائرات مؤخراً، وفي الذاكرة الكثير من الشواهد وليس ببعيد تلك الحادثة التي وقعت بأم درمان في السادس من الشهر الجاري وفق ماورد بصحف الخرطوم صباح ذلك اليوم. فلاش باك: الزميلة (هاجر سليمان) أوردت تفاصيل سقوط الطائرة العسكرية بدون طيار فى الثالثة من ظهر الأربعاء على سطح دورة مياه قرب مجمع الرحمة الطبي بالثورة الحارة (17)... وأبلغت مصادر موثوقة (السوداني) أن الطائرة سقطت على سطح المبنى دون خسائر فى الأرواح أو الممتلكات..(السوداني) حاولت عبر المساحة التالية استنطاق عدد من المواطنين عن شعورهم اذا سقطت طائرة داخل منزلهم...ماهي الاحاسيس...وماهي ردة الفعل كذلك..؟؟؟ عااااادي: (هذه ليست المرة الأولى التي نشهد فيها حوادث الطائرات)... هكذا إبتدر المواطن أنس مقبول حديثه (للسوداني) وأكد أنه كان شاهد عيان لهذه الحادثة تحديداً حيث كان يسير برفقة صديقه وفي لمح البصر كانت الطائرة في الأرض وأضاف أنه همس في أذن صديقه (عادي)... أنس همس إلينا بذات الكلمة التي رددها لصديقه يومها واضاف: (إني أستيقظ من النوم وأجد طيارة في بيتنا هو امر عادي ولايدعو للتعجب). صناعة (الرعب): المواطنة رحاب الحسن تقول للسوداني أن الأجواء المحلية تجيد فن صناعة الرعب تماما مثلما الأفلام الأمريكية، وعن توقعاتها لان يشهد منزلهم الكائن ببحري مثل هذه الحادثة تقول: التفكير في هذا مخيف ولكنه ليس ببعيد. الاب المكلوم: كذلك تحدث (للسوداني) عدد من المواطنين من بينهم أحدهم والذى وصف نفسه ب (المكلوم) مصطحباً ذكريات طائرة بورتسودان التى راح إبنه ضحية فيها... عمنا المكلوم أضاف قائلاَ: (الاهل راحو... البيت شن طعمو...كان وقعت خليها التقع)... وقبل أن ينهي حديثه أكد لنا إننا نجيد فن تكرار الأخطاء وبإمتياز. ضيف ماحبابو: مع تواصل مسلسل السقوط تنحدر ثقة الناس بالأجواء ويغيب الأمان في النفوس مثلما غاب في الأجواء.. وفي هذا يقول الحاج عبد الله: (الواحد في أية لحظة يتوقع ضيف ماحبابو من العيار الثقيل... وربنا يجيب العواقب سليمة)..!! راكوبتي البريدا: العم صالح محمد سألناه عن حقيقة إحساسه إن سقطت الطائرة على راكوبته العريقة فقال بعد أن ضحك ضحكة فشل في كتمانها: (فال الله ولافالكم... لكن لو حصل الكلام ده أول حاجة حأخلص حق الراكوبة ببيت من خمسة طوابق... وتاني حاجة حا أبيع الإسبيرات وقطع الغيار حقت الطيارة وأمشي بيها الحج)..!!! معدلات متباينة: أستاذ جامعي فضل حجب إسمه قال للسوداني: (مهما يكن من أمر فهذه الجهات المختصة لاينتابها أدنى شعور بمسؤولية أو عرف... حتى غدت أضحوكة مطارات العالم العربي والغربي... ومع كل ذلك تتردى خدماتها حتى حصلت على أسوأ معدل...وأضاف: (معدل سقوط طائرة في منزلي وبدون مبالغة يتجاوز(%90) وإن حصل ذلك سأطالب بتعويض يفوق الخسارة). فوبيا وكدا: وبحسب أخصائي علم الإجتماع محمد الخليل فإن حوادث سقوط الطائرات تثير تساؤلات عدة عن أسباب تنامي هذه الظاهرة التي حصدت أرواح الكثيرين خلال العقدين الماضيين، الأمر الذي شكل لدى كثير من السودانيين فوبيا من مجرد سماع إسم (طائرة) ناهيك عن إستعمالها كوسيلة للسفر.وحتى التطمينات المتكررة لم تنجح في الغاء الخوف من الطيران الذي بات متأصلاَ في النفوس بدرجة كبيرة قد تصل بهم إلى توقع سقوط طائرة في أي وقت... مشيرين إلى ان هذا الخوف مبرر بحسب الدراسات العلمية التي تثبت أن زيادة (الفوبيا) يزيد بمعدل سقوط الطائرات. اشعار اخير: نحن بحاجة إلى إعتراف...فالإعتراف أول خطوة لتجاوز الإشكاليات... نحن بحاجة إلى تعريف...فالتعريف أداة لتجاوز التحديات...نحن بحاجة إلى مجموعة ضابطة...لأننا بحاجة لضوابط التفكير السببي... فتحديدها على وجه الدقة ليس بالأمر الذي يترك للإنطباعات والآراء الشخصية...سؤال بحاجة إلى إجابة فعلية : متى يعلن إشعار الخروج من هذا النفق..؟