بين الصلاة واللقاءات الاجتماعية السياسيون.. كيف يقضون يوم الجمعة؟! تقرير:خالد أحمد يوصف بأنه يوم استثنائي يغنى له "اليوم جمعة والأمة مجتمعة " الكل يكون في حالة استعداد لأخذ قليل من الراحة ومواصلة الأرحام والكثير من القضايا التي تأتي عرضاً يتم تأجيلها لهذا اليوم الذي يشكل أهم أداة ربط للأسرة السودانية بكافة طوائفها حيث يتحلل الناس من رسمية العمل يرتدون البياض من الجلاليب يتفرقون بين الأهل والأصحاب ومعايدة المرضى . ليوم الجمعة أيضاً جانب آخر حيث ارتبط دائماً بأنه يكون صبيحة أي انقلاب عسكري لأن الانقلابيين يفضلون أن ينفذون انقلابهم يوم الخميس لأن السودانيين يستعدون ليوم الجمعة وبعضهم خاصة العسكر يطالبون بالإجازات لقضائها بين الأهل والعائلة لذلك تسارع الخطط بأن ينفذ الانقلاب يوم خميس لكي تصبح الجمعة ويكون فيه الناس مشغولون بقضايا أخرى وبعيدون عن الأشياء الرسمية والمكاتب حتى لإجهاض التحركات وهذا مافعله أهل الإنقاذ عند انقلابهم حيث استغلوا سهر أغلب السودانيين خاصة الساسة منهم في أحد الاعراس ليجدوا أن الدبابات تحركت. القادة السياسيون بشكل خاصة يعتبرون يوم الجمعة بمثابة فرصة ذهبية للاستجمام من أيام أسبوع شاقة من العمل السياسي في بلد مثل السوداني الذي يعاني من الأزمات في كل ملفاته وإذا نظرت إلى برنامجهم خلال هذا اليوم ستجده في قمة التنوع إلا أن مايجمعه اللقاءات الأسرية وأن بعضهم يمارس الرياضة ونحاول من خلال هذا التقرير تسليط الضوء على جانب آخر من حياتهم بعيداً عن السياسة ولكن ليس كل هذا البعد. البشير..بين مسجد النور ومزرعة كافوري يعد يوم الجمعة للرئيس البشير فرصة للابتعاد من العمل الرسمي والبروتكولات حيث يتخلص من أسطول سيارات الرئاسة وفي كثير من الأحيان يكون بصحبة وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين بعربة مكشوفة يتنقلون بين الأفراح والأتراح خاصة وأن مثل هذا اليوم يعد مزدحماً بهذه التفاصيل. بعض المصادر المقربة منه قالت إن الرئيس البشير يُمضي الجمعة والسبت في لقاءات اجتماعية أسرية أو عامة من قبيل مشاركته في أفراح وأتراح السودانيين ولا يخلو السبت من بعض المهام الرسمية كاستقباله لشخصيات زائرة للبلاد،حيث يرفض بروتكولات بقية الأيام خاصة وأن نشاطاته اجتماعية فهو يتنقل بسيارات عادية«غير رسمية» يرفض تظليلها وقد رؤي كيف تم توقيف عربته في طريق جبل أولياء وفي أحد كباري الخرطوم ومن حرصه على عدم إعاقة حركة المرور دفعه لإصدار توجيهاته للمسؤولين عن فتح المسار لسيارات الرئيس الرسمية أو غيرها بمنع تعطيل حركة المرور وبعد تناول فطور اجتماعي يشاركه فيه عدد من الاهل والقادة السياسيين في الغالب يكون مكوناً من (القراصة) يبدأ رحلة الاستعداد لصلاة الجمعة حيث يصليها في مسجد النور في منطقة كافوري وبعدها في بعض الأحيان يذهب إلى مزرعته يقضي فيها الكثير من الوقت اذا لم تكن هنالك أعراس يشارك فيها أو عزاء أو حتى وفود زائرة يمكن أن يلتقي بها . الصادق المهدي..بين لقاء الأنصار والملازمية أما إمام الأنصار وحزب الأمة القومي الصادق المهدي فهو يعد من أكثر الساسة نشاطاً اجتماعياً وسياسياً خلال كل أيام الأسبوع ويوم الجمعة ليس بالبعيد من هذا النشاط وتقول القيادية بالحزب رباح الصادق ل(السوداني) إن الإمام الصادق ليس لديه إجازة وهو قيد العمل طوال أيام الأسبوع وأنه يبدأ صباح يوم الجمعة بقراءة الصحف وتناول الإفطار في العادة مع ضيوف من الساسة والمثقفين وفي آخر جمعة التقى براشد دياب وبعد وقت الإفطار يقوم بالاستعداد لصلاة الجمعة وبعدها يكون هنالك اجتماع لهيئة الحل والعقد التابعة لهيئة شؤون الأنصار وهو يعقد مرة في كل شهر وأضافت رباح بأن من أكثر الأنشطة الراتبة للإمام هي لقاء منظمة "الملازمية" وهم يقومون بترتيب لقاءات اجتماعية بين أسر الأنصار يطوفون عليهم خاصة من لديهم عزاء أو أفراح أما الأمسيات قد يكون هنالك لقاء أسري بين الأهل المقربين. تقول رباح بأن الإمام لا يمارس الرياضة خلال يوم الجمعة وهو يمارسها في الأيام الأربعة من السبت والأحد والثلاثاء والخميس وأنه بجانب المشي يمارس التنس والبولو التي لم يعد يلعبها مؤخراً . الميرغني..ترتيبات خاصة الجمعة لمرشد الطريقة الختمية ورئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل مولانا محمد عثمان الميرغني تأخذ طابع محدد ومرتب حيث تبدأ من المنزل ويكون محورها الأساسي التحضر لصلاة الجمعة التي يحرص على أدائها في مسجد السيد علي الميرغني حيث تتقاطر الجموع للقائه وعقب الصلاة يحضر بعد عقودات الزواج ويباركها وبعدها يقرأ الفاتحة والدعاء للمصلين وبعدها تكون رحلة العودة للمنزل يكون بين الأبناء والأحفاد ويقضي الأمسيات في القاعة الهاشمية حيث يلتقي بالوفود التي تحضر للقائه من السودان وخارج السودان . المعلومات والمتوفر عن مولانا الميرغني شحيحة نسبة لمكانته الروحية التي تحيط به العديد من الخطط ولايكشف عن نشاطاته مثل بقية الزعماء السياسئين في البلاد لذلك لم يعرف بأن الميرغني يمارس الرياضة في أي نوع منها أو معرفة برنامجه بشكل دقيق . الترابي....يفضل الجلوس بالمنزل وشراب شاي اللبن بالمغربية لزعيم حزب المؤتمر الشعبي د.حسن الترابي طقس خاص ليوم الجمعة الذي يخصص جزء كبير منه للقراءة ولذلك يفضل البقاء في المنزل حتى وقت صلاة الجمعة التي يصليها في مسجد المنشية هو من المعجبين بإمام وخطيب المسجد نسبة لحداثة سنه وتناوله لمواضيع شيقة في خطبته وينتهز الترابي الفرصة عقب الصلاة لفتح نقاشات وحوارات مع المصلين حول أمور الدين والدنيا. في الأمسيات يفضل الترابي البقاء في المنزل حيث تزوره العديد من القيادات الحزبية والإسلامية حيث تبدأ جلسة للنقاش والحوار يتخللها شاي اللبن وإن من يريد لقاءه وهو صافي الذهن عليه بالذهاب إليه في مثل هذه الأوقات . الترابي لم يعرف أنه رجل يحب الرياضة ولعله يحب الرياضة العقلية ولكن المقربين منه يقولون إنه يمارس رياضة المشي في حديقة منزله ولكن بشكل ضعيف إلا أنه في كل الأحوال يفضل أن يكون موجوداً في الخرطوم. عبد العزيز خالد ..صباح اجتماعي ومساء سياسي! أما القيادي المعارض وزعيم حزب التحالف السوداني العميد(م)عبد العزيز خالد فقال إن برنامجه خلال يوم الجمعة ليس بالعادي حيث يبدأ بصلاة الصبح والدردشة مع الأسرة ليبدأ توافد الأبناء لتبدأ رحلة إعداد الفطور الذي يقول فيها أبوخالد خلال حديثه ل(السوداني) يتمتع فيها بالدردشة مع زوجته . عند منتصف النهاريقول أبوخالد إنه يحزم أمره بالذهاب إلى المنزل الكبير في الحلفايا حيث يصلي الجمعة في مسجد أخيه حسب الرسول وعقب الصلاة تبدأ مسيرة العلاقات الاجتماعية خاصة الأعراس والبكيات حتى وقت الغداء حيث يجتمع العدد الأكبر من الأسرة . عقب ذلك يقول أبوخالد إن اليوم ياخذ منحى في اتجاه السياسة حيث ينعقد كل يوم جمعة اجتماع المكتب السياسي لحزبه لذلك يعرف يوم الجمعة بانه مقسوم بين الاجتماعي والسياسي . ابوخالد يقول انه للاسف ليس لديه جدول رياضي على الرغم من خلفيته العسكرية الا انه يمارس رياضة المشي الان يوم الجمعة يكون فيه نشط بزحمة الزيارات .