وأكد رئيس اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي الفريق أول ركن عمر زين العابدين في مؤتمر صحفي عقده بمقر وزارة الدفاع أمس عدم تسليم الرئيس السابق عمر البشير للمحكمة الجنائية التزاماً بقيم السودان وموروثاته، وقال إن البشير معتقل في مكان آمن. وأضاف زين العابدين (لن يتم تسليم أي سوداني حتى المتمردين المطلوبين للخارج خلال فترة حكم المجلس، إلا إذا كان للحكومة المقبلة رأي آخر). وقطع زين العابدين بأنه ستتم محاكمة البشير ومحاسبته في محاكم داخلية وذلك ليس انحيازاً له وإنما انحيازاً للسودان وقيمه، وقال: "لن نقبل أي مزايدات في ذلك"، وأقر باعتقال كل المسؤولين التنفيذيين في الحكومة السابقة، مؤكدا حرص المجلس على العمل على تحقيق مطالب المحتجين، متعهداً بتقديم كل من يثبت تورطه في قضية للعدالة لمحاكمته. وشدد زين العابدين على أن التغيير الذي جرى في البلاد ليس انقلاباً وإنما جاء استجابة لرغبة المواطنين الذين طالبوا بضرورة التغيير لتجاوز الأزمات التي تعاني منها البلاد، موضحا أن الهدف الرئيس للتغيير هو حفظ الأمن وسلامة البلاد ومنع أي انفلات أمني يقود البلاد إلى الفوضى والتشرذم، ولفت إلى أن قرار التغيير لم يكن قرار فئة أو مجموعة، وإنما كان قرار المؤسسات الأمنية والعسكرية صاحبته مشاورات مع القوى السياسية كافة حتى المعارضة للعبور بالبلاد وتجاوز أزماتها ومشكلاتها. تقصير الفترة الانتقالية ووصف رئيس اللجنة السياسية ردود الفعل المحلية والدولية بأنها إيجابية، وأنهم سيواصلون اتصالاتهم مع المجتمع الدولي لتوضيح هذا التغيير الذي تابع كل العالم ظروفه، واقتنع بحرص المنظومة الأمنية والعسكرية على حقوق المواطنين وممارسة حقهم في حرية التغيير السلمي، مؤكداً عدم إقصائهم لأي حزب أو جهة سياسية وحركة مسلحة. ونادى زين العابدين السياسيين والحركات المسلحة بالجلوس للحوار والتوافق على حكومة مدنية، قاطعاً بأنهم حماة للوطن والمواطنين. وأكد أنهم لم يأتوا بأيِّ خلفية آيدولوجية ولا حلول للقضايا الماثلة، مشيراً إلى أنهم أتوا وفقاً للتفويض الشعبي واعتصامه أمام القيادة وحفظاً للأمن، داعياً المحتجين والسياسيين لحل المشكلات السياسية والاقتصادية. وأكد زين العابدين استعدادهم أيضاً لتقصير مدة الفترة الانتقالية وفقاً للظروف واستعدادهم كذلك لرفع تعطيل الدستور إذا طُلب منهم ذلك. وأوضح زين العابدين أن تعطيل الدستور في البيان الأول لرئيس المجلس الفريق أول عوض بن عوف، جاء نتيجة لإعلان الطوارئ. أبناء سوار الذهب وكشف عن ابتدارهم حواراً يبدأ فوراً من أمس مع القيادات السياسية والمحتجين يستمعون فيه إلى رؤيتهم للوصول إلى حلول، وأضاف: "نريد تغييراً يقود البلاد للأمام وليس للوراء". مشددا على أن التغيير الذي جرى في البلاد ليس انقلاباً وإنما جاء استجابة لرغبة المواطنين الذين طالبوا بضرورة التغيير لتجاوز الأزمات التي تعاني منها البلاد. وأوضح أن حل المشكلات يأتي بالحوار الذي سيدار لتقديم الحلول الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، محذراً المحتجين من التعدي على حرية الآخرين. وقال زين العابيدن إن حق التظاهر مكفول لكنهم سيتعاملون بحسم مع أي شخص يغلق طريقاً أو جسراً، مشيراً إلى أن ابن عوف وقوش حتى وإن كانا جزءاً من التنظيم السابق لكنهما قادا التغيير. وأوضح أن المجلس لم يأتِ بحلول محددة إنما الحلول تأتي وتدار من قبل المحتجين، مؤكداً أن الحكام الجدد أبناء سوار الذهب، وإنهم أتوا بدافع حبهم للسودان. حميدتي يعتذر في المقابل، أعلن قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان حميدتي أمس، اعتذاره عن المشاركة في المجلس العسكري الانتقالي، مؤكدا انحياز قواته لخيارات الشعب السوداني. وقال حميدتي في بيان: "أود أن أعلن لعامة الشعب السوداني أنني كقائد لقوات الدعم السريع قد اعتذرت عن المشاركة في المجلس العسكري منذ يوم الخميس - تاريخ تكوين المجلس - وسوف نظل جزءا من القوات المسلحة، ونعمل لوحدة البلاد واحترام حقوق الإنسان وحماية الشعب السوداني". وأضاف: "البلاد تمر بمرحلة دقيقة تاريخية وصعبة تحتاج منا لعمل مشترك تحت مظلة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى كجهة قومية". وكان قائد قوات الدعم السريع، قد أعلن في وقت متأخر أمس انحيازه للشارع السوداني في مطالبه بنقل السلطة لحكومة انتقالية مدنية، مؤكداً أن قواته «ترفض أي حلول لا ترضي الشعب السوداني»، وطالب قيادة تجمع السودانيين المهنيين (تجمع نقابي غير رسمي) ورؤساء الأحزاب المختلفة وقادة الشباب، بفتح باب الحوار والتفاوض للوصول لحلول ترضي الشارع السوداني وتجنب البلاد الانزلاق نحو الفوضى.