وأوضح أن الأطباء كانوا يعانون الأمرين من سوء الأوضاع المعيشية وصلف التعامل في حقهم كفئة تعد صفوة المجتمع السوداني، وأنهم على علم كذلك بشبه الفساد في النظام الصحي والدواء، والتأمين الصحي. وأقر عبد الخالق بأنه اندهش لتردي بيئة العمل للمرافق الحكومية الصحية، عقب أن أبلغته ابنته الطبيبة والمحاضرة بجامعة الخرطوم بذلك. رئيس اللجنة الفئوية لم تفته الإشارة إلى جثامة الخطأ الذي حاق بتفكيك مستشفى الخرطوم كمستشفى مركزي يهتم به الأطباء، مشيرا إلى التركة المثخنة بالألغام على حد وصفه التي أورثهم لها الاستعمار وأفضت للحروب الأهلية وتسيد الأحزاب الطائفية للمشهد السياسي السوداني، واستدرك: دعوة الأمس هدفها الاستماع للمقترحات المتخصصة والمهنية في المجال بعيداً عن الخلافات السياسية. مشهد أول رئيس مجلس التخصصات الطبية بروفيسور بلة، ابتدر الحديث عن ارتباط الممارسة الطبية بالسياسة وعن سوء الممارسات الإدارية، وخص وزارة الصحة وتغولها على الأطباء والنواب المتدربين بمرافقها وعدم كفاءة البرنامج التدريبي للأطباء. منوها إلى تحدث البعض حول مطالب فئوية مثل إعادة تشكيل نقابة الأطباء التي رد رئيس المجلس بأنه شأن الأطباء وما عليهم سوى الاجتماع لتكوين الجمعية العمومية وإطلاق نقابتهم. رغم جلوس قيادات الصف الأول لوزارتي الصحة الاتحادية والولائية في مقدمة القاعة إلا أنهم لم يحركوا ساكنا لطلب فرصة الحديث، وعلق البعض بأنهم ربما كانوا ينتظرون أن تمنح لهم كما جرت العادة، ولم يتوقعوا أن تتجاوزهم المنصة. إعصار القيادة فجأة وبلا سابق إنذار أخذ الحضور على حين غره بحديث المحاضر د.محمد بن عوف، معلنا أن تجمع المهنيين يمثله، قاطعا بأن الصحة في وضعها الحالي شأن سياسي بامتياز، وعليه فإن تجمع المهنيين السودانيين الذي صعب على رئيس المجلس أن يتذكر اسمه قدم رؤية مجمعا عليها. ليتبعه لفيف من أساتذة الجامعات والاختصاصيين في الحديث أن إصلاح النظام الصحي شأن مدني ولا معنى الآن لمناقشته دون وزارة مدنية وحكومة مدنية، مخاطبين أوجه النظام القديم بالحضور للقاعة. بروفيسور جعفر بن عوف اعتبرها ثورة و(الطلقة ما بتكتل بكتل سكات الناس)، منوها إلى أن المشكلات بالقطاع الصحي كثيرة ولكن ذلك لن يكون إلا مع الحكومة المدنية، وأنه بعد كل المواقف المخزية مع أساتذة الجامعات والنواب والأطباء والحرمان من التدريب والدماء التي سالت، فإن أقل ما يفعلونه هو أن يستحوا وأن يغادروا القاعة فهذا الحديث عن الوصف الوظيفي والحوافز حديث معيب في توقيته فلا مناقشة فنية سوى مع حكومة مدنية. وطالب ابن عوف المجلس العسكري بتسليم السلطة لصناع الثورة دون مواربة وأن ممثلي الشعب هناك على أرض الاعتصام أمام القيادة العامة مع تجمع المهنيين السودانيين وشركائه. من جانبه أكد د.ولاء الدين أنهم يرون أن قوات الشعب المسلحة مهنيين كذلك لذا وجب إعطاء كل شخص مجاله، وأن هذا الأمر يختص بالمدنيين وأن حضورهم اليوم هو لضمان وصول أصوات الأطباء والكوادر الصحية الحقيقية بصدق حتى لا يستغل أذيال النظام البائد الحضور بين المدعويين هذا المنبر لبث أجندتهم. آخر الكلام ورغم تصريح رئيس اللجنه الفئوية الاجتماعية أنهم على استعداد لتسليمهم اليوم قبل غد وأن ذلك لا يمكن أن يتأتى إلى من خلال الحوار، إلا أن إيقاع المتحدثين المرتفع لم يتزحزح عن دائرة أن الحوار لن يكون إلا مع قوى إعلان الحرية والتغيير الممثلين لقوى الشارع المعتصمين بالقيادة العامة. المنبر بات منبرا لقوى الحرية و التغيير، وأوضح فيه المتحدثين أن مثل هذا اللقاء لن يقدم إلا بيئة لحدوث شرخ آخر بين الأطباء والكوادر الصحية الأخرى، وأنهم قادرون دون مواربة على إصلاح النظام الصحي من خلال منظومة الحكم المدني، ولذا ما على المجلس العسكري سوى الاستجابة لصوت الشعب والاعتراف بقوى إعلان الحرية والتغيير وتسليم السلطة للمدنيين. نقاط في الهامش لم تجد المنصة خيارا سوى إنهاء اللقاء بعد أن بات جلياً اتجاه الحديث، وعلى هامش اللقاء تحدث الجميع إلى أعضاء اللجنة الفئوية الاجتماعية عن نقطتين اتفق عليهما الأطباء في حديثهم، أنهم ورغم تقديرهم لأعضاء هذه اللجنة ودور قوات الشعب المسلحة في الثورة، إلا أن الحوار لن يكون سوى مع السلطة المدنية والطريق لذلك عبر قوى إعلان الحرية والتغيير ولكي يكون لذلك فرصة عليهم مراجعة أداء وعضوية اللجنة السياسية بالمجلس العسكري الانتقالي، كما أشاروا لعدم موضوعية إصرار اللجنة السياسية على مساواة الثوار وقوى إعلان الحرية والتغيير بالطلقاء من حلفاء النظام المخلوع.