ما الهدف من زيارتك للسودان في هذا التوقيت؟ هذه الزيارة تأتي لتقييم الأوضاع على الأرض، لقد تحدثنا مع قطاعات مختلفة من الشعب السوداني بما في ذلك مجموعات مدنية ونسوية وشباب ومحتجون، ورجال أعمال، وأحزاب سياسية والمجلس العسكري. وما الذي توصلتم اليه؟ هنالك إجماع على ضرورة تشكيل حكومة مدنية وليس مجلس عسكري أو إعادة للحكومة السابقة والنظام السابق، بل المطلوب حكومة جديدة ومستقبل جديد يحترم حقوق الإنسان، وأولويتنا رؤية المدنيين يقودون الانتقال نحو سودان السلام والديمقراطية ونحث المعارضة وقادة المظاهرات على التواصل مع المجلس العسكري لتحقيق ذلك. هل من المقبول أن يقود الفريق أول عبد الفتاح البرهان السلطة الانتقالية؟ لقد قابلت البرهان في هذه الزيارة، وأثنيت على قرارهم بالاستجابة لمطالب الشعب السوداني المطالب المشروعة بحكومة مدنية وشاملة وتمثيلية تحترم حقوق الإنسان، ونحث المجلس العسكري على مواصلة الحوار مع القوى المعارضة وقيادات التظاهر والاحتجاجات للتحرك السريع والفوري لتشكيل حكومة مدنية وممارسة وتحديد أولويات المشاركة المدنية في المرحلة الانتقالية التي تتبع إرادة شعبية. وأكدت لهم رغبة الولاياتالمتحدة القوية في دعم مطالب الشعب السوداني في قيادة المدنيين للحكومة، ونسعى لأن يكون تشكيل الحكومة المدنية هو الخطوة المقبلة، ونحن هنا لتشجيع الطرفين على العمل معاً لدفع هذا المشروع قدماً، نود أن نرى حكومة مدنية في أسرع وقت ممكن، لأن الشارع يطالب بذلك، ونحن ندعم الشعب لتحقيق انتقال سريع للسلطة. ما تصوركم للقوى المدنية التي يجب أن تنقل إليها السلطة، هل تعني قوى إعلان الحرية والتغيير أم قوى الحرية والتغيير إلى جانب أحزاب حليفة للنظام السابق يسعى المجلس العسكري للحوار معها؟ دعني أقول وبكل وضوح أن الشعب السوداني الذي يملك حق القرار في تحديد أي حكومة يريد وكيف تبدو، ليس للولايات المتحدة أو أي دول أخرى أن تملي عليهم ما يريدون، نحن ندرك أن العديد من المنظمات المدنية والأحزاب السياسية والتجمعات المهنية انخرطت في حوارات مع المجلس العسكري، ونحث المجلس العسكري الانتقالي وأحزاب المعارضة على الانخراط في حوار مباشر وحقيقي وشفاف لتشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب وتحقق رغباته، وتحترم حقوق الإنسان وتحقق التنمية الاقتصادية والأمن، حكومة تحظى بثقة الناس، لهذا بالنسبة للولايات المتحدة فإن نقل السلطة للمدنيين يمثل نقطة البداية لكل هذا. في بيان سابق للخارجية الأمريكية تحدث عن تنحي الجيش السوداني وإفساح المجال أمام انتقال سلمي لسلطة بقيادة مدنية ذات "شعبية"، ما المقصود بهذه "الشعبية"؟ بحسب إشارتك لبيان الخارجية الأمريكية، فقد شددت الولاياتالمتحدة بوضوح على ضرورة تشكيل حكومة مدنية تلبي تطلعات الشعب السوداني، ولكنها لم تعين حزباً محدداً، الشعب يرغب في تحقيق اختراق حقيقي، ورؤية سودان جديد ونحن ندعم ذلك، ليس من شأننا تعريف أو شرح كيفية تحقيق ذلك، هذا شأن سوداني، ما قلناه ببساطة الأمر يتوقف على عملية تحظى بثقة الشعب وقبوله، فالشعب لن يقبل الحكومة السابقة في ثوب جديد، فالشعب لن يقبل أشخاصاً ذوي تاريخ مظلم فهو يتطلع لقطيعة مع الماضي من أجل سودان جديد، لا تقوده شخصيات ذات تاريخ سيئ جداً، وأيديها ملطخة بالدماء، وهذا يتطلب التزاماً بنقل السلطة لمدنيين جدد ليس لديهم ذلك التاريخ المظلم. هناك مخاوف من فض الاعتصام بالقوة، وآخرها ما حدث في ذات اليوم الذي قابلتم فيه رئيس المجلس العسكري –الثلاثاء- هل تحدثتم مع البرهان في هذا الشأن؟ لم نعلم بهذه المحاولة إلا مساء اليوم لذلك لم نتطرق لمسألة فض الاعتصام، ولكن بشكل عام النقطة الأساسية التي أكدنا عليها ضرورة احترام المجلس العسكري الانتقالي لحق التعبير وكفالة التجمع السلمي، ووقف الاعتقالات، وعدم الترهيب، أو الاعتداء على المتظاهرين. بعض حلفاء الولاياتالمتحدة الإقليميين في الخليج يسعون بذريعة الاستقرار لدعم سيناريو حكم عسكري جديد في السودان قد يخلق ديكتاتوراً جديداً على غرار ما حدث في مصر؟ في هذه النقطة تحدثت مع عدد من الأشخاص في زيارتي للخرطوم حول الدور الإقليمي في دعم الاستقرار والسلام في السودان، وأعتقد أن هناك رغبة قوية من العديد من الدول والأطراف التي تدعم وتتطلع لسودان ينعم بالاستقرار والسلام والعدالة. (مقاطعة) وماذا عن الحرية والديمقراطية؟ الديمقراطية مسألة مفهومة، ببساطة نأمل في أن تدعم هذه الدول طموحات وتطلعات الشعب السوداني. هناك جدل حول أمد الفترة الانتقالية سواء عامين أو أربعة؟ لقد سمعت هذا الجدل في كثير من اللقاءات التي قمت بها خلال الثلاثة أيام للزيارة، ولكن هذا أمر يحدده السودانيون بأنفسهم تبعاً لمطلوبات المرحلة بعد الحوار، وما على الولاياتالمتحدة سوى تشجيع الأطراف على سرعة تحقيق انتقال السلطة للمدنيين في أقرب وقت ممكن. وفقاً لتقارير صحفية فإن وفد من المجلس العسكري الانتقالي سيزور واشنطن للتفاوض حول رفع اسم السودان من لائحة الإرهاب؟ هذه التقارير ليست دقيقة، وليس لدي علم بزيارة وفد سوداني، السودان ما يزال على قائمة الولاياتالمتحدة للدول الراعية للإرهاب وتم تعليق الحوار في الوقت الراهن إلا أنه سيتواصل لاحقاً. تصاعدت في الآونة الأخيرة تهديدات لجماعات متطرفة ترى أن سقوط البشير يمهد لاستلام اليساريين للسلطة وهو ما يمكن أن يقود للفوضى في حال التصعيد؟ قبل كل شيء لا بد من التأكيد على أن السودان يمثل أهمية استراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، ونحن نهتم بمحاربة الإرهاب والنزاعات في بعض مناطق السودان، وهكذا هناك الكثير من المصالح في السودان وحريصون على تعزيز العلاقات بين البلدين عبر مواصلة الحوار، لا سيما أن السودان دولة كبيرة ومؤثرة ولديها حدود مفتوحة مع العديد من الدول، وما يحدث في السودان سينعكس على الإقليم ككل، لذلك نحن حريصون على عدم حدوث فوضى أو عنف، والوقت الراهن يمثل لحظات حرجة نتطلع لتجاوزها عبر نقل السلطة، والرسالة الأساسية أن على الجميع العمل معاً لمعالجة أي مسائل أمنية. يتصاعد الرفض الشعبي للحزب الحاكم السابق المؤتمر الوطني، هل أنتم مع دعوات العزل السياسي له؟ من الواضح أن السودانيين يريدون قطيعة تامة مع الماضي وطي صفحته، لذلك لا يريدون أن يحكموا مجدداً بأناس تورطوا في ارتكاب العنف والفساد ضدهم وصادروا حقوقهم وحرياتهم وهددوا استقراره ودمروا اقتصاده، لذلك يتطلع الشعب لقيادات جديدة تلبي طموحاتهم.