في خطوة مفاجئة بثت ما يعرف ب(الجبهة الإسلامية العالمية) بالتعاون مع ( مؤسسة الهجرتين)، فيديو لعملية هروب المدانين بقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل من سجن كوبر فجر الجمعة 12 يونيو 2010 يكشف غموض العملية، ويوضح الفيديو الذي تبلغ مدته (41,29) دقيقة عن التفاصيل الكاملة لعملية الهروب وكيفية التخطيط لها. بداية العملية ويظهر الفيديو محمد مكاوي (أحد المدانين) وهو يرتدي جلابية بيضاء وعمامة و(مشوش) الوجه وهو يروي قصة الهروب، وقال إن الفكرة بدأت لديهم عندما تم القبض عليه وعبد الباسط حاج الحسن قبل أن يلحق بهما رفيقاهما مهند عثمان يوسف وعبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة في السجن، لكنه أشار الى صعوبة العملية في ذلك الوقت، ولكن بعد أن تم تحويلهم الأربعة إلى زنزانة بالقسم السياسي، بدأوا يفكرون جدياً في العملية. وقال مكاوي انهم هربوا عبر نفق قاموا بحفره بطول أكثر من 38 متراً، ونفى بشدة أن يكونوا قد هربوا عبر مجري صرف صحي قديم بالسجن وانهم استلهموا فكرته من هروب (23) من تنظيم القاعدة بأحد سجون اليمن، وبدأ الحفر من المطبخ الملحق بالحراسة، بإزالة (9) بلاطات والحفر أسفلها وتغطيتها بغطاء (منهول) عثروا عليه في فناء السجن، واشار الى انهم يقومون بالحفر ليلاً عقب صلاة العشاء والمرور الأخير لحراس السجن على الزنازين. صعوبات المهمة وواصل مكاوي في سرده المرفق بتصوير كامل لعملية الحفر وازالة التراب الذي كان يشكل أكبر هاجس لهم في إزالته، بانهم كانوا يحفرون في اليوم ما بين نصف متر الى المتر يومياً، حتى أكتمل لاكثر من (38) متراً وأشار الى انهم فور دخولهم الزنزانة وضعت قيود على ارجلهم وتم (لحامها) حتى لا يستطيعوا فكها، ولكنهم نجحوا في الاستيلاء على أحد المفاتيح بطريقة سريعة قام بها (مهند) وسلمه له بسرعة ووضعه داخل (شرابه) ولم يتم العثور عليه في التفتيش، ومن ثم وضعوا المفتاح في مكان آمن وكانوا يومياً يقومون بفك القيود عبره ليلاً اثناء حفر النفق، وفي الصباح يقومون بإعادة القيود على أرجلهم. ويظهر الفيديو كيفية التخلص من انقاض الحفر الذي كانوا يستخدمون فيه (ماسورة) حصلوا عليها من راكوبة في فناء السجن وقاموا بتقسيمها لثلاث قطع، يضعونها داخل الحفرة، وفي الصباح الباكر يظهر الفيديو المدانين وهم يحملون التراب الذي كان التخلص منه يشكل أكبر هاجس لهم، ويقومون بتوزيعه في الفناء ومن ثم يصبون عليه الماء لإزالة آثاره، كما قاموا بزراعة بعض الزهور للتمويه على التراب، كما كانت هناك كاميرتان للمراقبة، جعلتهم يخرجون التراب من شباك المطبخ حتى لا ترصدهم عيون الكاميراتين. رصد ومتابعة وكشف الفيديو المصحوب بإنشاد بصوت (محمد سالم) اشير الى انه استشهد في اليمن، ويبدأ الفيديو الذي انتشر علي نطاق واسع في شبكة الانترنت بعنوان (كسر القيود) ببث هدف لمباراة الهلال والمريخ التي تزامنت في ذلك اليوم، ويأتي الصوت المصاحب، بأنه بينما كان الناس في غمرة انشغالهم بمباراة كرة قدم محلية، تمكن المجاهدون من الفرار من السجن بعد عملية معقدة ، ساندتها مجموعة الرصد والمتابعة التي رصدت حركة الدوريات الثابتة والمتحركة حول السجن، كما بث الفيديو الذي (انتج بطريقة احترافية تصاحبه موسيقى تصويرية وإنشاد واحياناً آيات من القرآن الكريم)، بث صوراً نهارية وليلية حول السجن، كما ظهر فيه صوت رئيس تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي دعا السودانيين في ختام الفيديو للحفاظ على معتقداتهم ودينهم من الخطر الصليبي الذي قسم السودان ودعاهم لادخار السلاح والاستعداد لمواجهة هذا الخطر. توثيق ملحمة الفيديو المثير للجدل أرفق ببيان بتاريخ أمس الجمعة الموافق 28 ديسمبر يقول نصه:( الإصدار توثيق لملحمة من ملاحم الجهاد، وواحدة من أجرأ العمليات النوعيّة في العصر الحديث، هذه العملية وأمثالها تثبت أن أمة التوحيد والجهاد ولود معطاءة، وهذا الإصدار يحكي أنه بتوفيق الله ورعايته سبحانه تمكن أربعة من المجاهدين المحكوم عليهم بالإعدام في عملية قتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل) من الفرار من السّجن المركزيّ في الخرطوم). ويواصل البيان أن :(الفرار من السّجن المركزيّ في الخرطوم، تم تحت أعين أعداء الله وكاميراتهم المستوردة). وأشار البيان الى أن العملية قبل أن تكون كسراً لقيود الحديد؛ فإنها كسر لقيود الجّمود، ودرسٌ في التفكير الإبداعي لشباب الأمة الإسلامية، (ليعلموا أن المؤمن - الواثق بربّه المتوكل عليه سبحانه - يمكنه فعل الكثير - بإذن الله - ولكل مجتهد نصيب). ووجه البيان رسالة الي الأمة المسلمة :(نحن أبناءك المجاهدين لا نكفّر عامة المسلمين كما يروج لذلك إعلام المؤتمر الوطني الخبيث وعلماء السوء وفقهاء التسول، ولا تحدّنا حدود الطغاة السياسيّة، وغايتنا أن تُحكم أرض الله بشرعه). وطالب البيان بانتظار الإصدار الثاني لفيديو كسر القيود.