كنا حضوراً أمسية الاثنين الماضي بباحه النادي العائلي بالخرطوم لنشهد تكريماً مستحقاً، نادراً مانشاهد مثله في الفترة الاخيرة، بعد ان ظللنا نسمع عن حفلات تكريم (وهمية جداً) لكثير من الشخصيات التى لاتستحق حتى عناء الحضور، ليس من باب العلاقة الشخصية، ولكن من باب عدم العطاء وعدم توفر الشروط المناسبة للتكريم، لذلك كان تكريم الفنان (المظلوم) الهادي الجبل بالفعل تكريماً في موضعه، ووفاء يستحقه الرجل صاحب العبقرية اللحنية التى لن تتكرر، وصاحب المدرسة الفنية الراسخة، وبالرغم من الخطوة الموفقة لأسرة النادي العائلي، إلا اننا نعتب عليها بشدة، فالإعلان عن التكريم كان خجولاً جداً، وظهر ذلك من خلال غياب عدد كبير من الوجوه التى ارتبطت بالهادي الجبل مثل الفنان محمود عبد العزيز، إضافة إلى (الارتجال) الواضح في تنسيق الحفل، والمداخلات التى لامعنى لها، تماماً كمداخلة الشاعر عز الدين هلالي الذى كنا ننتظر أن يمنحنا معلومة جديدة أو (بالعدم كدا قصيدة).. ولكن الرجل ظل يضحك بصورة هستيرية ويحكي لنا عن اشياء وقصص عجيبة جداً، كما كانت هنالك ملاحظات أخرى ابرزها سوء اجهزة الساوند سيستم التى كانت تطلق صفيراً غير مبرر أرهق آذان الحضور وجعلهم (يتململون) في مقاعدهم، وهي أخطاء إذ نذكرها لانقلل من خلالها الفكرة والخطوة المميزة، ولكن من أجل التجويد في المستقبل، كما اننا لانقلل من شأن كثير من الاصوات التى شاركت خلال الامسية وفاء للهادي، ومن ضمنها الفنان (المهذب) نادر خضر، والفنانة المقتدرة جداً نهى عجاج والتى كانت بالفعل فاكهة للامسية، خصوصاً وهي تغني (دويتو) مع الهادي الجبل أطرب الحضور كثيراً، لكن بالمقابل سأل الكثيرون في براءة عن سبب هروب بعض المشاركين من ترديد اغنيات الهادي، مثل الفنان غاندي الذى جاء وغنى لنا (الحرموني منك) فأشعرنا بالفعل بالحرمان، حيث كانت مشاركته غير منطقية، فالمساحة كانت للهادي.. وكان الاجدر به ان يغني للهادي. توضيح من المصنفات الأدبية: وصل إليَّ توضيح من المصنفات الادبية والفنية (يعترض) على زج أسمه ضمن مقال الاحد الماضي، من خلال رسالة وجهناها له بضرورة ضبط الاغنيات الجديدة، وذلك بعد ظهور اغنية (حرامي القلوب قبضو).. وكان مرتكز اهل المصنفات في الرد، أن تلك الاغنيات تقع في دائرة الاغاني غير المرخص لها بحق الاداء العلني.. وتبرير اهل المصنفات واهي جداً، ويحتاج للكثير من التوضيح لهضمه بسلاسة، فنحن عندما كتبنا نعلم تماماً أنها اغنيات (خارج السيطرة)..وعندما خاطبنا المصنفات حاولنا ان نبحث معها عن حلول سريعة، ولكنهم (قهمونا) بخطاب سريع قبل ان يسمعونا، لذلك فعليهم ان يدركوا جيداً أن مسؤليتهم لاتقتصر فقط على الاغنيات المرخص لها، بل تمتد لتصل الي ((ضبط غير المرخصة كذلك)، لأن هذين النوعين من الاغاني موجودان في الساحة، والمصنفات مسؤوليتها الاولى تنقية الساحة من الشوائب بعدد من الطرق التى من المفترض ان يقوموا بإبتكارها بالتعاون مع الجهات المسؤولة لضبط الساحة الفنية (المتبرجة)..وذلك افضل بكثير من أن تقول الجهة الاولى عن تصنيف الغناء والشعر في البلاد (أنا مالي)..ولا رأيك شنو ياسعادة وزير الثقافة..؟؟