ترجمة: فيصل محمد فضل المولى هنالك نوعان من الأصدقاء: الأصدقاء الإيجابيون وهم الذين يشجعونك، ويدفعونك للنجاح، أمَّا النوع الثاني فهم الأصدقاء السلبيون وهم أؤلئك الذين يُحْبِطونك ويعرقلون نجاحك! فهؤلاء الأصدقاء خطرون على صحتك، ولا شَكَّ أنهم سيرفعون ضغط دمك، وربما يدمرون حياتك كلها: صدقني، (فالتفاحة الفاسدة تفسد برميلاً من التفاح)، فأنا أعْرِفُ أناساً صارت حياتهم مأساوية لأنَّ هنالك صديقا واحدا يعكر صفوهم! فلِمَ تُسمِّمُ حياتك بمثل هؤلاء الناس؟ فالكثير من الناس يُطَوِّقُونَ أنفسهم بالمسمومين لكي لا يموتوا وحيدين! وكأنهم لا يعلمون أنَّ الوحدة خير من جليس السوء! فبإمكانك أن تركض بسرعة إذا كان هنالك مائة شخص يركضون معك، ولكنك ستتعرقل وتكسر عنقك إذا كان هنالك شخص واحد يعيق حركتك! يقول دينس كمبرو: "إذا كنتَ أذكى واحدٍ في مجموعتك فينبغي عليك أن تُغَيِّرَ هذه المجموعة". فكِّر في ذلك واسأل نفسك: إلى أين وصلتَ بسبب هذه العلاقات؟ هل ارتقيت سلالم المجد أمْ أنَّك قد نِلْتَ العُلا؟ فإذا تَبِعْتَ الفاشلين فستصل إلى الفشل لا محالة، سوف تسلك عاداتهم ونمط تفكيرهم، فمازلتُ أذكر كلمات أستاذي في الثانوية لوري واشنطن، فقد قال لي ذات يوم: "لو رافقتَ عشرة أشخاص محطمين فإنني أضمن لك أن تصير العاشر". فإذا أردتَ النجاح اتبع الناجحين، وإذا أردتَ السعادة جالِس السعداء، وإذا أردتَ العلم اسلك درب العلماء، وإن أردتَ الصحة والعافية صادق الأصحاء! أجل صادق الأصحاء، فهنالك دراسة علمية استغرقت ثلاثين عاماً أثبتت أنَّ البدانة يمكن أن تنتقل عبر فيروس عقلي يتصل من عقل إلى آخر، فإذا كان لديك صديق بدين فمن المرجح أن تصير بديناً بنسبة 61%، والسبب في ذلك يعود إلى أنكَ ستمارس نفس عاداته في الأكل والخمول! وتنطبق عليك هذه النسبة حتى لو كان صديقك يعيش في ولاية أخرى: (فالطيور على أشكالها تقع). يقول ابني جان لس: "نحن أناس متطورون". هل سبق لك أن شعرتَ بهذا؟ فأحياناً يكون هنالك شخص يشاركك في كثير من الأشياء ثم تغيب عنه لمدة وعندما تلتقيا مجدداً تجد أنه لا شيء مشترك بينكما! أحياناً يحدث هذا مع أفراد الأسرة، خذ شقيقي مثلاً، ففي كل مرة نلتقي فيها يدور بيننا حوار غريب، فأول شيء يقوله لي: هل سمعت بمن توفي؟ وأردُّ عليه ...لا!...، فياله من سؤال غريب! فأنا لم أخرج وأطالع سجل الوفيات! بل أنا مسرور لأن اسمي ليس مدوناً في ذلك السجل.. فأنا أركز في الأحياء وليس الأموات! لقد هربتُ من كل أصدقائي الذين لا يملكون أهدافاً وأحلاماً، هل تعلم أين أنا الآن؟ لقد صرتُ واحداً من أفضل خمسة خطباء في العالم، وفي ساعة واحدة يمكنني أن أكسب أربعمائة ألف دولار، وثروتي الآن تُقَدَّرُ بخمسة وخمسين مليون دولار، أنا لا أقول هذا لكي أحرجك، بل أقوله لأدفعك نحو النجاح، فعندما قررتُ أن أصير خطيباً وطنياً التحقت بجمعية الخطباء الوطنيين، أردتُ أن أكون بجوار الدكتور نورمان، وكانفيلد، وزق زقلر، أردتُ أن أكون بجوار الذين يشاركوني أهدافي وأحلامي ويقومون بما أقوم به، أردتُ التعلم منهم، أذكر أنَّ بعض أصدقائي كانوا يسخرون مني ويقولون لي: إلى متى ستظل تُبَدِّدُ أموالك في شراء الكتب وحضور المحاضرات؟ وكنت أرد عليهم: إلى أن أموت! وأذكر كذلك أنَّ زملائي في المدرسة قالوا للأستاذ إنني لن أستطيع أن أصعد إلى خشبة المسرح، ولما طلب مني الأستاذ ذلك قلت له: لا أستطيع: فما كان منه إلا أن نظر إليَّ نظرة حاسمة ثم قال: "لس براون، لا تدع رأي أحد فيك يصير واقعك!". ابحث عن الأصدقاء الذين يحفزنوك، الذين يقولون لك ما تحتاج إلى سماعه وليس ما تريد سماعه، هل سبق لصديق أن رأى فيك شيئاً حقيقياً لم تكن تراه في نفسك؟ فأنت لن تستطيع رؤية الصورة وأنت داخل الإطار، وبسبب تشجيع الأصدقاء ودعمهم يمكنك أن تفعل المستحيلات، وتحصد الملايين وتحقق أحلامك، كما يمكن للتثبيط والتخذيل أن يثنيك عن النجاح ويقلب حياتك رأساً على عقب، فإذا أردتَ أن تكون في القمة، اخرج مما أنت عليه، اترك ما تفعله، غيِّرْ سلوكك وتفكيرك، لا تقلق بشأن عمرك وظروفك وماضيك، بل انطلق الآن وثِقْ في قدراتك، فأنت تستطيع أن تفعل الكثير! تُرْجِمَت المحاضرة (بتصرف): للاستماع للمحاضرة كاملة: موقع يوتيوب: (Les Brown: Mindset Development And Maintenance)