رغم التاريخ العريق للكرة السودانية التي تعتبر المدرسة الاولى التي علمت العرب والافارقة سحر وسر اللعبة وقدمت اجيالا من اللاعبين الذين امتعوا عشاق المستديرة بعد ان وضعوا بصمة واضحة في مسيرتنا سواء مع أنديتهم او المنتخب الوطني ومازالوا في الذاكرة تضرب بهم الأمثال إلا أن الأجيال الحالية للأسف لم تجد توثيقا مكتوبا لهؤلاء اللاعبين إلا من خلال ما يحكيه من عاصروهم وان حاول البعض ولكنه اصطدم بالإمكانيات. نجوم كثر يستحقون التوثيق ويستحقون أن يوثقوا لتاريخهم ليكون مرجعا ودافعا للأجيال المتعاقبة وبالتالي نسعد كثيرا اليوم ونحن نشارك في حفل تدشين كتاب قيثارة الكرة السودانية ونجم الهلال الدولي وأحد أعظم اللاعبين مهارة في التاريخ الدكتور محمد حسين كسلا الذي يوثق لتاريخه مع الهلال والنصر الإماراتي بعنوان(محطات في حياتي) من خلال الحفل الذي يأتي ضمن برنامج تواصل الذي يرعاه السيد رئيس الجمهورية وقد تكفل بطباعة الكتاب في إطار تكريم المبدعين. محمد حسين كسلا جاء للهلال يافعا من فريق الأهلي في العام 1970 وبطائرة ليرتدي شعار المريخ إلا أن الزميل هساي حول مساره الى الهلال فأثبت وجوده وسط العمالقة جكسا والدحيش ودخل تشكيلة المنتخب الوطني بأهدافه المميزة وتمريراته وكسراته الساحرة يجيد اختراق أقوى الدفاعات وخطفه نادي النصر الإماراتي فكان نقطة تحول في تاريخ النادي وشكل ثنائيا رائعا مع زميله الفاضل سانتو لاعب المريخ الذي لحق به في عهد الشيخ مانع المكتوم فسيطر النصر على كل البطولات وحرمته دراسة الطب من الاحتراف في اروبا بعد أن خطف أنظار كبار المدربين ونذكر منهم البرازيلي دون ريفي مدرب النصر والذي قال قولته الشهيرة عندما فكرت إدارة النصر في شطب كسلا بسبب انشغاله بالدراسة (اقطعوا يدي واتركوا كسلا). وعاد كسلا للوطن واختتم مشواره مع الهلال وأقيم له أضخم وأكبر مهرجان بعد اعتزاله ورغم انشغاله بمهنة الطب إلا أنه عمل مساعدا لمدرب الهلال ثم هاجر واستقر بالإمارات مدربا لقطاع الناشئين وفي الاجهزة الطبية للنادي ويعتبرونه واحدا من أسرة النصر ويتعاملون معه حتى الآن وكأنه مواطن إماراتي لأنه فوق إبداعه رجل خلوق وابن بلد. وللمعلومية فإن الدكتور كسلا جمع مابين الكفر والوتر فبجانب أنه صاحب أقدام ذهبية فهو أيضا صاحب أنامل ذهبية حيث يجيد العزف وبامتياز على آلة الاورغن وأذكر أنه أهداني شريطا للبلابل كان مسجلا بالعود فأدخل عليه آلة الأورغن بطريقة تؤكد بالفعل أنه رجل مبدع. كسلا واحد من هدايا مدينة كسلا التي تميزت بتقديم المبدعين في كل المجالات ويكفي أن نشير الى رئيس امبراطورية الحب والجمال الاستاذ اسحق الحلنقي وابراهيم حسين والتاج مكي ومن اللاعبين الراحل المقيم نزار الخليفة ومجدي مرجان وآخر الأجيال مهند الطاهر وفيصل موسى. شكرا سيدي الرئيس على اهتمامك بالمبدعين وشكرا للجنة التواصل وتحية للدكتور كسلا في يوم تكريمه.