** ومن لطائف السكارى، يحكى أن أحدهم عاد إلى داره في غير موعده، فوجد زوجته في وضع مخل مع أحد سفهاء المدينة، فعاتبها قائلاً (والله يا ولية ما فضل ليكي إلا تشربي السجائر).. وهكذا تقريباً لسان حال إدارة تلفزيون البلد مع مقال الأحد الفائت، (التلفزيون في خطر)، وهو المقال الذي تناول قضايا وملفات ذات الصلة بسوء إدارة المال العام بالفضائية القومية لحد الإهدار بلا جدوى.. ديون التلفزيون، بلغ حجمها (22.802.465.90 جنيه).. حلقات تقاضي الجهات الدائنة بلغت حد حجز أرصدة التلفزيون، وبتاريخ (نوفمبر 2011)، تم الحجز بالأمر القضائي على مبلغ (254.000 جنيه)، لصالح بعض المتعاونين..!! ** وعربة التلفزة الخارجية، لمدة عام كامل، كانت محض غرفة في حوش التلفزيون وعاجزة عن الحراك بسبب (الأعطال والإهمال).. أما العربات التي تم شراؤها من شركات جياد، وعددها أربعون عربة، تم إرجاعها إلى شركة جياد ذاتها لعدم الصلاحية، وهي الصفقة التي أرغمت التلفزيون على أن يكون مديونا لشركة جياد بمبلغ قدره (1.183.670.084 جنيه)، عند التسوية.. وشركة نازو للدعاية هي الشركة التي نالت احتكار الشريط الإعلاني بلا منافسة وبلا طرح عطاء، وتلك صفقة أضاعت المليارات عن تلفزيون البلد.. وإدارة التلفزيون هي التي حولت مبلغاً قدره (575.000 يورو)، لشركتي دولبي وكونيكت بالإمارات لشراء معدات وأجهزة هندسية في العام (2011)، ولكن إلى عامنا هذا لم تصل تلك الأجهزة والمعدات ولم تعاد أموال الناس إلى تلفزيون البلد..!! ** ثم دفعت شركة "سوداني" للتلفزيون مبلغا قدره (مليون دولار)، لتشغيل خدمة (سودان تي في)، ولم يتم تشغيل الخدمة واسترجعت شركة "سوداني" أموالها ب(مقاصة إعلانات)، علما أن شركة آيسس للتنمية ظلت تنوب عن التلفزيون في هذه (الصفقة الفاشلة).. ثم كانت قاصمة الظهر، وهي تفاصيل عقد بيع تلفزيون البلد لإحدى الشركات الصينية بموجب عقد وصفته إدارة العقودات بوزارة العدل بالنص (عطاء يفوق حد الكرم، ومساس للسيادة الوطنية)..!! ** ذاك موجز مقال الأحد الفائت، والتفاصيل بأرشيف الصحيفة.. (7 قضايا)، وكل قضية أقبح من الأخرى.. ومع ذلك، لم تقع عيون إدارة التلفزيون إلا على القضية التي طرفها شركة آيسس، وكأن القضايا الأخرى مسرحها تلفزيون جزر القمر.. اتصل مدير التلفزيون برئيس التحرير قائلا (ح نشتكيكم في المحكمة، مليون من شركة "سوداني" إتوردت في حساب التلفزيون، وما عندها علاقة بشركة آيسس للتنمية)، ثم أغلق هاتفه وأغلق عليه مكتبه يوماً كاملاً، ليصدر في اليوم التالي قراراً بإيقاف بعض العاملين بالتلفزيون بغرض التحقيق والتحري حول التصريحات والتسريبات الصحفية لكل تلك القضايا.. هكذا رد فعل مدير التلفزيون.. لم يتأثر ويغضب إلا على إيرادنا اسم شركة آيسس في إحدى القضايا، بيد أن بقية القضايا الكوارث - بما فيها طامة بيع التلفزيون للشركة الصينية - لم تغضبه.. (7 كوارث)، ولم يغضب إلا في (قضية آيسس الهامشية)، وهنا يصلح إدخال ذاك العتاب، (والله يا ولية ما فضل ليكي إلا تشربي السجائر)..!! ** المهم، فليذهب مدير التلفزيون إلى المحكمة متأبطاً شركة آيسس للتنمية، وما كان عليه إخطار رئيس التحرير بأمر المحكمة، ما لم يكن إخطاراً مراد به التهديد بغرض إيقاف النشر، وهذا مرفوض.. أي، المدير - والرأي العام وسلطات البلد العليا - على موعد يوم الأحد القادم بإذن العلي القدير مع الحلقة الثانية من برنامج البث المباشر..!!.
