رغم المعاناة والظروف التي تمر بها مصر والتي تسببت في توقف النشاط الرياضي منذ مذبحة استاد بورسعيد العام الماضي حققت الكرة المصرية إنجازات تمثل إعجازا بعد أن توج فريق الأهلي ببطولة دوري أبطال إفريقيا وأضاف إليها فوزه ببطولة السوبر الإفريقي وهما إنجازان لم يتوقعهما أكثر المتفائلين قياساً بالحالة النفسية التي يعيشها اللاعبون والجهاز الفني. ولم يتوقف إعجاز الكرة المصرية وتحدي اللاعبين والأجهزة الفنية لحالة المعاناة عند إنجازي فريق الأهلي ولكن أضاف منتخب الشباب إنجازاً أكبر وهو ينال أولى البطاقات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي تستضيفها تركيا في مايو القادم من خلال تألقه وفوزه بأولى مباراتين في مجموعته في نهائيات أمم إفريقيا المقامة حالياً بالجزائر بعد أن انتصر على منتخب الجزائر بأرضه ووسط جمهوره الشرس بهدفين مقابل هدف وعلى منتخب غانا المتميز بهدف واقترب من الفوز باللقب القاري وإعادة الإنجاز الذي حققه عام 2003 . حقق منتخب شباب مصر إنجاز الصعود إلى نهائيات كأس العالم تحت قيادة المدرب القدير ربيع يسين الذي أثبت قدرة المدرب الوطني على تحقيق ما يعجز عنه (الخواجات) كما فعل الراحل المقيم محمود الجوهري الذي قاد منتخب مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا والفوز بلقب أمم إفريقيا 1998 ببوركينا فاسو وتبعه المعلم حسن شحاته الذي حقق الفوز ببطولة أمم إفريقيا ثلاث مرات متتالية 2006 و2008 و2010 وقاد المدرب هاني رمزي المنتخب الأولمبي لنهائيات كرة القدم في دورة الألعاب الأولمبية 2012 بلندن إضافة للمدرب حسام البدري الذي قاد الأهلي للقبين القاريين. ظللنا ننادي بالاهتمام بالقاعدة والفرق السنية لأنها تمثل المستقبل وتخلق الفريق الذي يحقق الأحلام ولكن للأسف لانستفيد من تجاربنا نشارك في منافسات الناشئين والشباب بلاعبين يتم اختيارهم دون دراسة أو متابعة حتى وصل بنا الأمر للخسارة أمام الصومال والهزيمة بالسبعات في البطولة العربية وتنتهي علاقة اللاعبين والاجهزة الفنية بانتهاء المشاركة ولاتتوفر للمنتخب أدنى مقومات الإعداد. أضعنا العديد من المواهب واجهضنا الكثير من التجارب الناجحة والتي أذكر منها منتخب الناشئين الذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم 1991 بايطاليا الذي قدم لنا العديد من اللاعبين الذين قادوا المنتخب الأول ونذكر منهم عاكف عطا ومحمد عقيد وكومي وابراهومة وخالد احمد المصطفى ونميري أحمد سعيد . ثم منتخب الناشئين الذي تألق في دورة نادي الوحدة وصعد لنهائيات أمم إفريقيا بمالي ثم لنهائيات الشباب بالمغرب بقيادة هيثم مصطفى ومحمد موسى ووقتها كانت هذه المنتخبات تجد رعاية من الدولة ومتابعة من الاتحاد ولكن للأسف أجهضنا التجربة وتسبب الهلال والمريخ في قتل الكثير من المواهب بتسجيلهم ووضعهم علي دكة البدلاء حتى فقدوا موهبتهم. تجربة مصر ومن قبلها تجربة الإمارات التي توج منتخبها الشاب بكاس الخليج تمثل درسا لنا علنا نستفيد منه من خلال الاهتمام بدوري الشباب والناشئين الذي لايحس به أحد ولايجد حتى اهتمام من الأندية ويقوم به نفر من المحبين. كاريكا لايعرف التمرد على الوطن لاشك أن غياب اللاعب مدثر كاريكا عن المشاركة في المباراة أمام غانا المقامة غداً تمثل خسارة كبيرة للمنتخب باعتباره أفضل المهاجمين الوطنيين وفي ظل الندرة التي نعاني منها بسبب سيطرة الأجانب على خانة الهجوم. وحسب قربي من كل لاعبي المنتخب وعلى رأسهم اللاعب مدثر كاريكا أن السبب الذي أجبره على الاعتذار هو سبب مقنع فقد عرفنا هذا النجم أنه الأكثر غيرة على شعار المنتخب وأفضل أبناء جيله خلقاً ومستوى ولا يمكن أن يتغيب إلا للشديد القوي كما يقال وهو صاحب مبادرات رائعة ولاعب مثقف ويتميز بعقلية احترافية على أعلى مستوى. كاريكا لايعرف التمرد على الوطن وهو أكثر وطنية من الذين شككوا في مرضه.