أغرب وأعجب مهر في العالم هو الذي فرضه حاكم مقاطعة جاوة الغربية باندونيسيا، فعلى أي شابين راغبين في الزواج تقديم (25) (ضنب) فأر للحصول على رخصة الزواج، ودي عندنا هنا طبعاً القسيمة، وجاء قرار الحاكم بموافقة أهالى المقاطعة بأن يكون مهر الزواج (25) ضنب فأر وذلك للقضاء على الفئران التي باتت تهدد محصول الأرز الذي تعتمد عليه المقاطعة الزراعية في غذائها بالكامل. القرار العجيب نجح في مكافحة الفئران بسرعة مهولة، و(يعني يمكن تلقي واحد عادي يمشي لجيرانو ويقول ليهم محتاجين لينا لثلاثة فيران عشان نتم المهر بتاع الولد لانو عايز يعرس بت عمو)، ويمكن ايضاً ان يكون كشف الزواج في مقاطعة جاوة ( فلان الفلاني واولاده خمسة فيران، اولاد المرحوم فلان تلاتة فيران)، وحاكم الأقليم دا اصبح الآن مشهوراً جداً على مستوي العالم، لانو (مهر الفئران دا ما سبقوا عليهو زول). وتجربة إقليم جاوة دي ممكن نستفيد منها في السودان، مثلاً أن مدينة المناقل شهدت مستشفاها الوحيدة حادثة إصابة الكثيرين بالصدمة عندما هجمت فئران على جسد مريض، وقضمت من أرجله، (يمكن طوالى المعتمد يطلع قرار سلم المحلية (50) ضنب فأر واحصل على علاج مجاني بالمستشفى)، وطبعاً السودانيون ما بقصروا (ملوك التجاوزات) يعني يمكن عادي الواحد يشيل فئران جاروا ويسلمها للمحلية، ويحصل على العلاج وبتصرف ويرجع الفئران تاني لجاروا)، وبعد عام يجي تقرير المراجع العام في الصحف (تجاوزات خطيرة في مشروع سلم (50) ضنب فأر واحصل على علاج)، وعشان ما نتفاجأ بالموضوع دا بعدين الناس تكون جادة وأي زول يبقى عشرة على فئرانو، أما موضوع العرس ممكن برضو الناس تتفق على انو المهر يكون مفتوح شريطة الا يقل عن (50) ضنب فأر، وممكن عادي البنات يقولن ( في جلسات شمارية والله ما شفتوا فلانة سدوا مالها بدفار فئران)، وكدا نكون ضربنا عصفورين بحجر واحد حافظنا علي حياة المرضى من (عضعضة الفئران)، وسهلنا الزواج للشباب العازفين وخفضنا نسبة العنوسة. ويمكن ايضاً ان ننقل تجربة جاوة الغربية إلى الولاية الشمالية، مع احداث بعض التعديلات التي لاتخل بقيمة المشروع، بان تعقد حكومة الولاية الشمالية مؤتمراً جامعاً للاهالى وتقنعهم بان يكون مهر الزواج (500 جرادة من فئة الجراد صحراوي)، وانو اي شاب عايز يتزوج يعمل شير مع خطيبتو وممكن كمان نفير مع اصدقاء العريس للقبض على الجراد، خاصة وانو وزير الزراعة ومنظمة الفاو حذروا من هجوم جديد للجراد في مايو القادم، وبكده برضو بنكون حققنا هدفين بتزويج الشباب وحماية محاصيلنا من (الجراد الجعان والتعبان دا)، ويمكن نطلق عليه المشروع القومي للزواج بمكافحة الآفات، يعني ذي الخدمة الوطنية لمكافحة الأمية. ونجاح المشروع مضمون اذا عمم على كل مناطق السودان، مع ضرورة الانتباه ( لأفة كل منطقة) وعشان نضمن تحقيق نتائج ملموسة للمشروع، (رجاء ابعدوه عن اللجان والمنبثقة)، لانو لو عايز تكتل موضوع كون ليهو لجنة.