ود عبدالله...حكاية أصغر مزارع في القضارف.! الفاو : يوسف دوكة يتجول في (الحواشة) بكل رشاقة مثل نحلة بين الزهورممسكا بيده طورية وضعها علي كتفه بكل اريحية، الناظر اليه من الوهلة الاولى لا يصدق انه مزارع ويعود ذلك لصغر سنه، ومن الاشياء التي تجذبك اليه (كفاحه) ونظرته الفاحصة والتي لا يمتلكها الا المزارع المحترف وهذا ما يثير فضولك ودهشتك في وقت واحد وتقودك اقدامك من غير أن تشعر لتقترب منه وتتعرف عليه عن كثب، يدعى (صديق عبد الله ) يقطن بالقرية 13 بالفاو، وهو يعتبر من اصغر المزارعين في هذه المنطقة، التقت به (السوداني) ودردشت معه فماذا قال...؟ دغيشاً بدري: بعد أن وضع الطورية جانبا قال وابتسامته تسبق حديثه: (انا اسمي صديق عبدالله بدرس في الصف الخامس اساس وبعمل مزارع في القرية 13 بالفاو وزارع محصول عباد الشمس، ويضيف: بطلع من المنزل (دغيشا) بدري وبجي ال(الحواشة) لتفقدها، وانا أجيد كل الاشياء التي تخص الزراعة من (تيراب، ومسك موية، وتشذيب الحواشة من الحشائش إلى حصادها) وكل هذا من اجل أن تنجح هذه الزراعة. الزراعة ممتعة: ويضيف في الحكي قائلا: (هذه المهنة ليست شيئاً غريباً بالنسبة لي، وهي مثلها ومثل اي عمل بس بتفرق انها ممتعة وكل هذا تعلمته من والدي له الصحة والعافية). دراسة وزراعة: هل تستطيع التوفيق ما بين الدراسة والزراعة..؟؟.. على هذا السؤال يجيب صديق ويقول : (لا تؤثر معي الزراعة في الجانب الاكاديمي واستطيع التوفيق بينهما بكل سهولة لأني اعرف متين اقرأ.. ومتين ازرع.. وخاصة مع ايام الدراسة أقوم بزراعة هذه الحواشة ويساعدني الوالد في الزراعة، والحمدلله ترتيبي في الدراسة ممتاز وكذلك في الزراعة ممتاز، والاجازة كلها بكون مهتم بالزراعة، وبعد انطلاقة العام الدراسي أذهب إلى المدرسة منذ الصباح الباكر وبعد انتهاء اليوم الدراسي آتي إلى المنزل وبعد ما ارتاح و(اتغدا) واشرب الشاي (عصرا) بمشي للحواشة.! وراثة وكدا: وعن سبب عمله وهو صغير يقول : (كل الناس في هذه القرية يعملون في الحواشات وانا من ما (قمتا) لقيت كل ناس القرية مزارعين لذلك قررت أن اسير في هذا الطريق وانا اساعد والدي لأخفف عليه (مصاريف) المنزل، والزراعة توفر لي كل متطلباتي اليومية، وتساعدني في المنزل لذلك لا بد أن أعمل بها وهي المهنة الوحيدة التي أعرفها جيداً. موسم حصاد: وعن الموسم الزراعي يحكي بعد أن نظر إلى زراعته قائلاً: (الحمد لله السنة دي الزراعة ناجحة وسوف تدر لنا مجموعة من الاموال بإذن الله ومبشرة (تب) وكل هذا يرجع لله ولاهتمامنا بها وكل صباح مع شروق الشمس بتفقد الزراعة وربنا يجيب كل المواسم الزراعية زي هذا الموسوم عشان نكون (مبسوطين).!