** ومن وقائع زمن لم يمض بعد، عجزت محليتنا ذات عام عن دفع مرتبات المعلمين لثلاثة أشهر، وكانت معارك الجنوب هناك - واستنفار الخرطوم هنا - حدثاً ملازماً لحدث إعلان المعلمين الاعتصام - بميدان السوق - ما لم تلتزم المحلية بدفع الراتب خلال أسبوع.. وفي الموعد المعلن للاعتصام، أصدر رئيس المحلية توجيها بجمع المعلمين في (ميدان السوق ذاتو)، لمناقشة قضيتهم.. فاحتشدوا بعد أن تم تجهيز الميدان بالصيوان والكراسي والمياه والسندوتشات.. بعد التلاوة، بدلا عن تقديم ممثل المعلمين ليشرح قضيتهم، قدمت المنصة منسق الدفاع الشعبي بالمحلية ليشرح (الوضع بمناطق العمليات).. وبعده مباشرة، قدموا رئيس المحلية ليحاضرهم عن غزوة بدر، ثم - فجأة كدة - أعلن الاستنفار مع بداية فاصل (حماسيات قيقم).. فغادر الجمع الكريم (ميدان السوق)، بلا راتب أو نقاش عنه، ولكن نجح عمنا الأستاذ عبدالجليل في التعبير عن القضية حين سأل المدير التنفيذي هامساً (بعد الحرب تنتهي ح تدونا مرتباتنا؟)، وقبل أن يرد، رفع زجاجة مياه غازية فارغة قائلا (ممكن تخصموا منها حق البارد ده)..!! ** وهذا ما يحدث بولاية كسلا.. فالمسمى بمهرجان السياحة، والذي يشرفه سادة الخرطوم منتصف هذا الأسبوع، محض غطاء إعلامي مراد به تجميل أوجه القبح بالولاية.. على سبيل المثال، نقرأ ما يلي نصا.. (السيد الأمين العام لحكومة ولاية كسلا، مكرر، السيد الأمين العام لمجلس تشريعي كسلا، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الموضوع: مبالغ منصرفة دون وجه حق للسادة الدستوريين بالولاية.. بالإشارة للموضوع أعلاه، وإشارة لكل المكاتبات التي دارت حول هذا الأمر، وإشارة الى خطاب المراجع العام بتاريخ (27 يونيو 2012)، والذي يفيد بالحصر بعملية الحصر والاسترداد.. وعليه، مرفق لكم كشف بالمبالغ المنصرفة وغير المستحقة للسادة الدستوريين بالولاية، والتي تم حصرها بالمستندات خلال فترة (يوليو 2010/ مايو 2012)..!! ** لم نكمل الوثيقة، فلنكملها.. (وعليه، المبالغ الخاصة المنصرفة وغير المستحقة للدستوريين بحكومة الولاية (4043349 جنيه)، والمبالغ الخاصة المنصرفة وغير المستحقة لبعض أعضاء المجلس التشريعي بالولاية (1029875 جنيه)، وعليه جملة المبالغ المنصرفة وغير المستحقة للدستوريين بالحكومة والمجلس التشريعي (5073224 جنيه).. نرجو الإطلاع وإصدار كريم توجيهاتكم نحو استردادها مع إفادتنا والمراجع العام بما يتخذ من إجراء.. وجزاكم الله خيراً.. مدير جهاز المراجعة القومي/ ولاية كسلا).. هكذا حال المال العام بولاية كسلا، وهذا محض نموذج نفتتح به (المهرجان السياحي).. الزاوية لن تسع قائمة أسماء السادة بالجهازين التنفيذي والتشريعي (أكثر من أربعين مسؤولا)، يتصدرها الوالي ووزراء حكومته وكذلك بعض رؤساء اللجان بالمجلس التشريعي وبعض الأعضاء، وهي الأسماء التي صرفت أموال الناس بغير حق، وتم الصرف غير المستحق بأمر الوالي (شخصياً)، حسب وثيقة أخرى يكشف فيها المراجع العام مخالفة الوالي لحزمة قوانين ولوائح وتوجيهات ذات صلة بالمال العام - حين وجه أجهزته بصرف تلك الأموال..!! ** نعم، منذ منتصف العام الماضي، وإلى يومنا هذا، يخاطبهم المراجع العام بغرض الاسترداد ولكن لا حياة - ولا حياء - لمن يخاطب.. أي تلك أموال فقدت قيمتها من أثر التخضم، ومع ذلك تتلكأ الأيدي النافذة والمستلمة - بغير حق - في استرجاع الحقوق لأهل كسلا.. يشغلهم أمر المهرجان السياحي عن أمر استرجاع أموال رعيتهم التي يصرفونها - بغير حق - منذ (يوليو 2010).. نأمل أن يسأل مواطن كسلا راعي المهرجان السياحي هامسا: (ح ترجعوها بعد المهرجان ينتهي؟)، ثم يستطرد.. (ممكن تخصم منها حق كمال ترباس)..!!