التاريخ النائم داخل (تابوت).! نوري: يوسف دوكة تعتبر نوري مدفناً ملكياً لكل الملوك النوبيين وواحدة من مفاتيح التاريخ الحضاري ليس للسودان فحسب بل لكل وادي النيل وذلك لما تذخر به من مواقع اثرية عديدة ومتنوعة ، وهذا ما يؤكد أن السودان من اكثر الدول العربية والافريقية حضارة تليدة وتاريخاً ذاخراً بالكثير والمدهش وذات الحضارة هي التي جعلت قدماء المصرين يطلقون على السودان (تانسحو) وتعني هذه الكلمة ارض الله أو ارض الارواح كما يقولون في تلك الفترة، (السوداني) زارت مناطق اثرية في نوري تقبع منذ آلاف السنين وهي مدافن الاموات ولاسيما الملوك وبعض مدافن الخيول والتي كانت تتم بطريقة مدهشة. مدافن نوري: في بداية زيارتنا زرنا اشهر المدافن في نوري وهو مدفن الملك تهراقا والملك إيلمني وهذه الإهرامات شيدت بمادة الحجر النوبي الرملي وهي من نفس المادة التي شيدت منها العديد من المعابد الدينية، وبعد مدفن الملك تهارقا وإيملني توجهنا صوب منطقة الكرو وهذا المدفن يعد البداية الحقيقية لفكرة الهرم حيث نجد شكل الهرم في البداية على شكل مسطبة ثم تطور إلى أن وصل إلى شكل هرم وبه أشهر هرم للمك بعانخي وهو واحد من أعظم الملوك الكوشيين الذي حكموا بلاد وادي النيل وتوسع إلى أن وصل إلى فلسطين والذي اشتهر بحبه للخيول ويظهر ذلك جلياً من خلال إنشائه لمدافن خاصة بالخيول. والدة الملك: كذلك من أبرز مدافن موقع الكرو للملكة تلهاتا وهي والدة الملك نتكمني وبهذا المدفن نجد تصويرا مدهشا ورائعا يصور رحلة الموت ثم رحلة الحساب ورحلة البعث واستخدمت الوان مختلفة كما صورت النجوم في أعلى المدفن. ويقود سلم إلى داخل المدفن وفي وسط حفرة الدفن نجد موضع التابوت، ومن أهم الآلهة التي تم تصويرها بهذا القبر هو الإله حورص والإله آمون على هيئة كوبرا ويعد الموقع واحدا من أعطم المواقع الأثرية في العالم. موقع الزومة: يحتوي الموقع على مدافن تعود لفترة ما بعد مروي وهي في شكل أكوام ترابية بعضها يتجاوز الثلاثة أمتار والبعض الآخر يصغر بكثير وعلي سطح هذه المدفن توضع الحجارة على شكل دائري كما نجد المتوفى في وضع قرفصائي أي على هيئة وضع الجنين في بطن أمه كما يوضع الأساس الجنائزي الذي يحتوي على الأدوات الفخارية وكذلك الطعام وكل ما يتعلق بالمتوفى بجانب جسد المتوفى حتى يعينه في الحياة الأخرى وهذا ما كانوا يؤمنون به.