اتّفق رئيس الجمهورية المشير عمر البشير ورئيس دولة الجنوب الفريق سلفاكير ميارديت،على تكوين سلطة إدارية مشتركة لمنطقة (أبيي)، والإسراع في تحديد خط الصفر على حدود البلدين، وفتح المعابر الحدودية، والتحرك المشترك لإعفاء الديون الخارجية. وأكد الرئيسان، في البيان الختامي لمباحثاتهما فى قمة مشتركة بجوبا أمس،، أهمية تفعيل اللجنة المشتركة بين السودان وجنوب السودان لمراقبة تصدير النفط، مع وضع آليات لضبط الحدود والمتمردين قبل منتصف نوفمبر المقبل، وتم الاتفاق على الإسراع في إنشاء إدارة أبيي والمجلس التشريعي وأجهزة الشرطة، والتأكيد على أن تسدد نسبة ال2% المخصصة للمنطقة من عائدات النفط المنتج في المنطقة، والإسراع في تحديد خط الصفر بغرض إنشاء المنطقة الآمنة منزوعة السلاح قبل منتصف نوفمبر 2013م، وإحكام التنسيق بمنع الإيواء والدعم للحركات المسلحة. وطالب البيان المشترك بفتح المعابر الحدودية بين البلدين، وأكد أهمية الاستمرار والتحرك المشترك لإعفاء الديون ودعم التنمية بالبلدين والبدء الفوري في التنسيق للإدارة المتكاملة للحدود لتكون جسراً للتواصل وتبادل المنافع. و أكد أهمية تعزيز التعاون بين المصرفين المركزيين والقطاع المصرفي في البلدين وتسريع عمل اللجان المشتركة ومراقبة وتصدير النفط وتنظيم مؤتمر بالولايات الحدودية في البلدين منتصف ديسمبر 2013م. من جانبه، أكد رئيس الجمهورية على التزام السودان بتنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة مع دولة جنوب السودان، وما اتفق عليه من تفاهمات، والوصول بعلاقات البلدين إلى المدى الذي يتطلع إليه شعبا البلدين. وقال البشير لدى مخاطبته الجلسة الختامية للمباحثات المشتركة "إننا جئنا إلى جوبا بقلوب مفتوحة لمواصلة المسيرة مع بعضنا البعض لبناء تاريخ جديد يتجاوز كل مرارات الماضي وعقباته"، مشيراً إلى أنهم يتطلعون إلى غدٍ مشرق للبلدين، مؤكداً أن كل القضايا العالقة قابلة للحل. وأضاف أن قيام دولة جنوب السودان ليس النهاية بل هو بداية جديدة لعلاقة مبنية على إخاء صادق وتعاون وإرادة سودانية بحتة. وأكد البشير عزم قيادة البلدين على إزالة كل العوائق أمام حركة المواطنين والتجارة والخدمات بين الجانبين، مشدداً على أن ذلك هو التزامهم على السير يداً بيد بين السودان ودولة جنوب السودان باتجاه توفير العيش الكريم للمواطنين. وعبر عن أمله في أن يرى المسؤولين في كل من الخرطوموجوبا يلتقون ويزيلون العوائق لتطبيع العلاقات وحل كل الخلافات بما فيها أبيي. وأكد البشير دعم السودان لدولة الجنوب في كل ما تحتاج إليه من خبرات، واصفاً المباحثات مع الفريق سلفا كير بأنها كانت مثمرة وأخوية وصادقة وجادة، وأنهم عازمون على تنفيذ كل ما اتفق عليه، لافتاً إلى أن ما يربط بين البلدين أكثر عمقاً وتجذراً، وأن كل الاتفاقيات تهدف إلى إزالة العوائق أمام هذه العلاقة. وأشار البشير إلى أن زيارة سلفا كير للخرطوم في سبتمبر الماضي كانت ناجحة وبداية حقيقية لانطلاقة العلاقات وصفحة جديدة لها. وتم على هامش الزيارة توقيع اتفاقية تم بموجبها إعفاء حملة جوازات السفر الدبلوماسية والرسمية من كل دولة من تأشيرة دخول البلدين، كخطوة أولى في اتجاه تيسير حركة المواطنين بين الدولتين. وقال البشير إنهم يأملون في أن يروا المواطنين يتحركون بين الجانبين بالبطاقة الشخصية. من جهته قال رئيس جنوب السودان سلفا كير في ختام جلسة المباحثات " سنخطو إلى الأمام لحل كل المسائل العالقة ونحن على استعداد للمضي قدماً نحو الوصول للسلام النهائي