بالأمس مصادفة كنت مع رفيقة لي في السوق، وجدتها تقف عند (النجار) ل(مقاولته) والاتفاق معه على (غرفة النوم)، فاجأني عم حمزة – هكذا عرفني بنفسه – وهو يشير بأصابعه إلى ركن قصي في السوق أن جاره عوض (أشطر منه)!، رفيقتي تركتني ومضت إلى الركن المشار إليه، أما أنا فوقفت على راحة الصمت برهة مشدودة نحو ملامح ذلك الرجل الزاهد في رزق ساقه الله إليه وفضول يقتلني أترقب إجابته وأنا أتفرس ملامحه (لماذا أحال زميلتي إلى جاره؟!). عمنا حمزة لم يتبرع لي بالإجابة وهز كتفيه إشارة منه أن الأمر لا يعنيني، انصرفت مفضلة الاقتراب من جاره عوض علني أفهم شيئاً، ملامح المكان وتعاريج وجه العم حمزة كانت كفيلة لأفهم الخط العريض (العندو بدي الماعندو) لم أتردد أن أسأل العم عوض عن سر علاقته الوطيدة مع العم حمزة: "النصيحة لله يابتي..حمزة أخو تمام بسوقني معاه أي شغل وبرسل لي زبائن معاه". شرارة تنافس علاقة العم حمزة والعم عوض جعلتني أعرج للحديث أن علاقات (الكار الواحد) ليست ذات وجه قبيح فقط، وافقني في الرأي الإعلامي حسين خوجلي في أن هناك وجه حسن لعلاقات الكار الواحد مستدركاً أنه حتى لو كانت العلاقة مبنية على (العداوة) فهي في بعض الأحيان يمكن أن تكون شرارة توقد التنافس الذي يحرض على الإبداع ويحركه ويتقدم به نحو المربع الأفضل حيث يكون الحرص واجباً هنا على تحقيق أفضل ما لديك وتقديم أحسن ما تقدر عليه. وليس بعيداً عن ذلك عداوة رجال الأعمال.. أحدهم لم يخف القول أن العلاقة هنا السواد الأعظم فيها تنافر وتضارب مصالح وحجب أرزاق وخسارات. وهو يشير إلى زميلة له يتساءل فكيف إذا أضفنا إلى عداوات الكار، كيد النساء عندها يجدر بنا أن نتوقف عن الكلام!! قواسم مشتركة ويثير موضوع الصداقات في الوسط الفني جدلا بين الفنانين أنفسهم الذين يعتبر البعض منهم استحالة هذه العلاقة لما تحويه من منافسة وغيرة و)نمنمة( في الكواليس وعلى صفحات الجرائد فيما نجد البعض الآخر يتباهى بصداقته علناً. فنانة تقول إن لديها الكثير من (المعارف) في الوسط الفني مستدركة أنها لا ترقى لأن تكون (صداقات) مشيرة لأن صداقات الوسط الواحد صعبة، مؤكدة أنها لا ترغب في أن يحدث ذلك معها (في غنى عن ذلك)... الفنانة أفراح عصام تؤكد أن الصداقة لا تزال بخير مبينة أنها صديقة مقربة من ريماز ميرغني وحنان بلوبلو. أفراح تضيف أن اكتشافها للأشخاص الذين يشبهونها (القواسم المشتركة) تكوّن معهم صداقة بغض النظر عن كونهم داخل الوسط أم خارجه... فيما يذهب مذيع إخباري لأن أصدقاءه بالتلفزيون لا يتعدون أصابع اليد الواحدة فلا صداقة تدوم بين أصحاب المهنة الواحدة – بحسب تعبيره-. مضيفاً أنه لا يؤمن بالصداقة الحقيقية في الوسط الواحد، لافتا الى أن علاقته مع زملائه لا تتخطى إطار الاحترام والمودة. فيما ترجع أفراح عصام وتشير إلى أن علاقتها مع صديقاتها في الوسط (تصل بيتي وبيتك ومناسبتي ومناسبتك) ويشكل مفهوم الصداقة أمرا هاما لزميلة صحفية مشيرة إلى أن صديقاتها الموجودات في حياتها يرافقنها منذ المرحلة الدراسية، ولم تتعرف إلى غيرهن .أما فيما يتعلق بالصداقات من داخل الوسط الصحفي، توضح قائلة: لم أبحث عنها بصراحة، لأنني لا أؤمن كثيرا بوجودها. مضيفة أن (مهنتنا فكرية وكل منا بفكره معجب). وتشير كذلك أن معظم الصداقات في الوسط الصحفي تأتي تحت بند (عدو عدوّي صديقي) صداقة متميزة في المقابل يتباهى كل من رئيس تحرير صحيفة (السوداني) والزميلة (الأهرام اليوم) دوما بعلاقة الصداقة التي تربطهما على المنابر الإعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. أبو رنا دوما مايصف أبو حباب بأنه (الرجل الرائع). بالمقابل نجد صاحب عمود (على كل) يمدح أبو رنا وأنه الشخص الفاضل القوي الشكيمة، كما نلحظ تشارك الاثنين لكثير من المناسبات الخاصة والعامة.