هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته رحل مهندس الصناعة فجع الشعب السوداني برحيل ابنه البار الباشمهندس عبد الوهاب محمد عثمان , لقد ذبلت الأزاهر في حديقة وزارة الصناعة وكفت عن التغريد العصافير واهتزت الارض حينما لم يعد يمشي على ظهرها, إن جمرات حسرتنا عليه لا تطفئها دموع أبناء ألتي وحزننا عليه يكتسح حزن المراكب عند الرحيل, لقد هزم الرجل بعض الأوهام التي ظلت تعشعش في أذهان عدد من أهل السودان وهي تعتبر أن العبقرية الصناعية والعطاء لا يمكن أن يصدر إلا من دول بعينها ولا ينبغي توقعها من غيره مما جعل الأبواب موصدة أمام المشاريع السودانية إن لم نقل وأدها في مهدها واغتيال بذرة حال الظهور, كان وجوده بين الصناعات المحلية يعني أن منتجات واختراعات العبقرية السودانية ترفض أن تتأخر وستظل تربط أطراف السودان بالعالم , وهذا ما يشير الى أن هذا الرجل غير عادي ! نعم أصبح إنتاجه الصناعي في السودان مثل ثمار شجرة المانجو تمتلىء وتفيض , وهذا ما يؤكد أن المبدعين في السياسة السودانية مثل الفراشات لا تعيش طويلاً ..لم يكن عبد الوهاب عثمان مثل السياسيين الزائفين الذين لا يطابقون بين الأقوال والأفعال وحينما حدد زمن افتتاح مصنع سكر النيل الأبيض ولم يتمكن من ذلك , بالرغم من أنه كان بسبب أجنبي خارج عن إرادته, فقد تحمل مسؤوليته وقدم استقالته وذلك مما جعل الشعب السوداني يحفظ له الجميل حتى اليوم ...عبد الوهاب يستحق تخليد ذكراه لا لتلك الوزارة فحسب بل كل المهام التي تولاها تشهد له بالإنجاز , ولأنه كان صادقاً كانت أدوات الإبداع طيعة يكيفها لكل حالة, إن قائمة الإنجازات الكبيرة التي ارتبطت به لا تعرف الفواصل, من طرق العاصمة القومية الجديدة وتوسيع القديم الى مصنع سكر النيل الأبيض, فقد سودن الصناعة في صبر وصمت نادر مما ألبس الصناعة السودانية تاجاً من فخار وإعزاز .. ألا رحم الله رجل الصناعة الأول وهو المهندس الذي عاش نقياً زاهداً عن الدنيا وكان المال يجري بين يديه والشركات الكبيرة تحرص على أن تكسبه في الخليج , ولكنه كان وطنياً مشغولاً بخدمة الشعب وليس بنفسه .. اللهم تقبله عندك وأنزل على قبره شآبيب رحمتك بقدر ما أعطى لهذا الشعب . واجعل البركة في ذريته والهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء. وعن (دعوة للتفكير والمراجعة ) سنحكي بإذن الله تعالى.