التسابق نحو إفريقيا كيف نستفيد؟ د/ عادل عبد العزيز الفكي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته تتسابق دول العالم ذات الفوائض المالية نحو إفريقيا قارة الموارد البكر الكامنة. بدأت السباق قبل قرنين دول القارة العجوز أوروبا. حيث احتلت كل من بريطانيا وفرنسا والبرتغال وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا أجزاء من القارة بقوة السلاح. واستنزفت بلا مقابل موارد هائلة. وفي القرن الماضي انضمت الولاياتالمتحدة للسباق. ولكن بأسلوب جديد هو السيطرة الاقتصادية الناعمة عبر الشركات الكبرى التي تعمل في مجالات البترول والمعادن. وتم استنزاف القارة البكر هذه المرة بمقابل ضئيل كان يذهب لحسابات الرؤساء والمتنفذين الأفارقة الفاسدين في البنوك السويسرية. الموجة الجديدة من السباق في القرن الحادي والعشرين ابتدرتها الصين بعقد قمم اقتصادية صينية إفريقية بدأت في العام 2007 وعقدت فيها حتى الآن ثلاث دورات. تلتها الهند. والآن الدول العربية بقيادة الكويت. الموجة الجديدة تتم على مبدأ المشاركة ورعاية المصالح المشتركة وتحقيق الفائدة للشعوب وليس للرؤساء والمتنفذين. ولئن كان أسلوب الموجتين، الأولى الأوروبية، والثانية الأمريكية، قائماً على فرض الهيمنة والشروط السياسية. وتكبيل الدول بالمديونيات الهائلة. فإن الموجة الجديدة تسير عكس هذا تماماً. لهذا وجدت ترحيباً هائلاً من الشعوب الإفريقية التي خرجت من ظلام الجهل والمرض. ابتدرت الصين أسلوباً جديداً للإقراض وهو ما يعرف باسم القروض الميسرة. وتقوم على أساس منح قرض كبير القيمة بفائدة بسيطة جداً ولفترات سداد طويلة جداً مع فترات سماح مناسبة قبل بداية تسديد القرض. وجدت الدول الإفريقية، ومن بينها السودان، أن هذه الطريقة مناسبة جداً معها وتمثل بديلاً لقروض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والمؤسسات التابعة لهما. خصوصاً أن القروض التي تقدمها الصين عبر بنك الاستيراد والتصدير الصيني لا تتضمن أية شروط سياسية. ويقدر أن الصين قد منحت الدول الإفريقية قروضاً عبر هذه الآلية تتجاوز 100 مليار دولار. على ذات النسق عقدت الهند قمتين مع القادة الأفارقة الأولى في إبريل 2008 والثانية في مايو 2011 حيث تعهدت الهند على لسان رئيس الوزراء الهندي ماموهان بإقامة تعاون أوثق مع إفريقيا وأعلن تعهد الهند ببناء الكثير من مؤسسات التعليم العالي في إفريقيا. وقد قامت الهند بفتح خط اعتماد مالي بقيمة 500 مليون دولار يتم استخدامه في تمويل مشروعات البنى التحتية الكبيرة في إفريقيا. وتقوم الشركات الهندية بالفعل باستثمارات مهمة مع إفريقيا خاصة في مجال الاتصالات. ومنحت الهند كهدية نظام اتصالات متطور لكل المؤسسات الرئاسية الإفريقية. انعقاد القمة العربية الإفريقية في الكويت حالياً يجئ على نفس النسق. حيث تسعى الدول العربية لإقامة شراكات اقتصادية مع دول القارة لتحقيق المصالح المشتركة. لقد بدأت الدول العربية التعاون الاقتصادي مع إفريقيا منذ سبعينيات القرن الماضي وأنشأت المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا ومقره الخرطوم لهذا الغرض. غير أن النظرة حينذاك كانت مبنية على أساس تقديم قروض تنموية صغيرة نسبياً لدول إفريقيا ولا تستهدف منها الدول العربية تحقيق أرباح او مصالح اقتصادية في القارة. وكان الهدف في الأساس سياسي هو مقابلة التمدد الإسرائيلي في دول القارة الإفريقية. الآن الوضع اختلف بصورة جذرية حيث تستهدف القمة العربية الإفريقية مشاريع استثمارية ضخمة جداً في القارة الإفريقية البكر تحقق مصلحة الطرفين. وفي هذا الإطار أعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح يوم الثلاثاء عن تقديم بلاده قروضاً ميسرة لدول إفريقيا بمبلغ مليار دولار على مدى خمس سنوات واستثمار مليار دولار أخرى. وقال الأمير في افتتاح القمة العربية الإفريقية الثالثة في الكويت بحضور ممثلين عن 71 دولة عربية وإفريقية ومنظمات دولية وإقليمية إن القروض الميسرة سيقدمها الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية. هذه فرصة جديدة للسودان الذي يحوي الكثير من الموارد الكامنة أهما الثروة النباتية والثروة الحيوانية. علينا العمل على اقتناص هذه الفرصة. والله الموفق.