فاطمة أيتها الأخت العزيزة شفاكِ الله وعافاكِ قذافي عبد المطلب في نهايات العام 2011م جاءت الزميلة فاطمة خوجلي صحيفة (السوداني) وكثيرون حتى في أوساط الزملاء لا يعلمون أن فاطمة دخلت صالة التحرير بصفة متدربة، لأن فاطمة تجاوزت مربع التدريب الذي تنتهي بين أسواره الحياة المهنية للكثيرين من أمثالها، مدفوعة بعزيمة قوية لا تعرف الفتور، وحب كبير للمهنة تجلت في أن فاطمة رغم أنها تسكن بعيداً في الخوجلاب، إلا أنها كانت دائماً أول الموقعين على دفتر الحضور، وهي غالباً آخر المغادرين من بين زميلاتها، ورغم أنها كانت ضمن الطاقم العامل في قسم المنوعات، إلا أنها غزت كل الأقسام بإنتاجها الوفير المجود فأنجزت الكثير من التحقيقات المتميزة التي أثارت الكثير من الجدل؛ ومن أبرز القضايا التي تناولتها (انتقال فيروس التهاب الكبد عبر مكينات غسيل الكلى لبعض المرضى) وهو تحقيق وجد الكثير من الإشادة في اجتماع التحرير ولا زال بعض الزملاء يتحدثون عن الغضب الذي اعترى الزميل الراحل الأستاذ عبد الله بلة تغمده الله بواسع رحمته، الذي استنكر فكرة أن فاطمة بكل عطائها متدربة في ذلك الاجتماع، وطالب بتعيينها فوراً، وهو الأمر الذي تحقق سريعاً بعد أن فرضت نفسها بجدها ومثابرتها وإصرارها على التعلم باستشارة الجميع، تحمل أسئلتها واستفساراتها لمن هو أكثر منها خبرة، وكثيراً ما وقفت أمامي قالت بطريقتها المهذبة تلك: (أستاذ عندي تحقيق عايزة أشتغلو) ثم تبدأ في شرح القضية ونضع سوياً ما نسميه في أدبياتنا ب(التصور)، فتشرع في العمل ولا تتوقف إلا بعد أن تنجز ما شرعت فيه وهذا ذات ما كانت تفعله مع الزملاء في إنجاز المواد السياسية التي برعت في التقاط وتنفيذ الأفكار ذات الطابع المنوعاتي منها. بهذه الطريقة الخاصة بها تمكنت من استيعاب كل المهارات المطلوبة في الصحفي في فترة قصيرة؛ وزادت بأنها من نوعية نادرة من الصحفيين تتميز بالإنتاج الكثيف المجود دون التأثر بالظروف المحيطة به، وفي آخر اجتماع لقسم المنوعات يوم الاثنين قبل الماضي تم تكليفها لإنفاذ أكثر من ثلاث مواد لملف (كوكتيل بشكله الجديد) الذي كان قيد الإعداد وقتها، وبما أنها كانت مسؤولة عن إعداد صفحة المنوعات اليومية وملف فلاشات (يوم السبت)، لم تجد فاطمة الوقت لتنفيذ تكاليفها فاعتذرت في اجتماع يوم الخميس عن ذلك، ولمعرفتي السابقة لظروف سفرها للسعودية يوم السبت، هممت بأن أقترح تحويل التكاليف موضوع الاعتذار لغيرها من الزملاء في القسم إلا أنها سبقتني وجددت التزامها بتفيذها فصمت مستبعداً إمكانية إيفائها بالعهد الذي قطعته لكنني تفاجأت صباح السبت بكل التكاليف، وقد تحولت إلى مواد متكاملة منفذة بكل مهارة وعناية ومعها صورها، وفي مكان آخر من هذا الملف تطالعون إحداها وهي مادة مميزة لا تنجزها إلا فاطمة بعنوان (أزياء السياسيين دبلوماسية من نوع آخر). غادرت فاطمة الصحيفة يوم الجمعة بعد أن أشرفت على تصميم ملف فلاشات السبت الماضي، وودّعت الزملاء لأنها كانت قد أكملت إجراءات السفر للسعودية، لكنها عادت من البوابة الداخلية لصالة المغادرة، بسبب خطأ إجرائي، ثم كان الحادث المشؤوم الذي فاضت فيها روح صديقتها وزميلتنا العزيزة نادية عثمان مختار، وأصيبت فيها فاطمة إصابات بالغة، لكن حالتها الحمد لله الذي لا إله إلا هو تتحسن. ودعوة ونداء لكل قراء (السوداني) بأن يرفعوا أكفهم إلى الشافي المعافي محيي العظام وهي رميم، أن يعيد إلينا الأخت العزيزة فاطمة خوجلي إلى صالة التحرير سليمة معافاة من كل أذى... اللهم آمين.