*كلما ابتعدنا بأقدامنا عشرات الخطى للأمام أرجعتنا الأيام مائة خطوة.. وكلما ارتفعنا معا أكثر نحو أفق جديد نرتطم بصاعقة فنهزم فنسقط.. وقد تفشى التعصب الاعمى كما تتفشى النار في الهشيم.. وبات الطعن في الانتماء والتشكيك في القادم أمرا عاديا وكأنه عرف انتشر بين بعض المحسوبين على الوسط الرياضي.. بل وأسهل من شكة الدبوس.. لطفك يا رب العباد *ما حدث لم يكن سقطة ولا حتى هفوة.. كان الأمر طبيعيا جدا.. فلو أن لذلك المدعو قيمة ووزن.. لما قال قوله.. ولكن تلك هي أخلاقه.. وتلك هي ثقافته.. فعلها واجبر المهندس الحاج عطا المنان الذي اقتنع بعد معاناة لرئاسة لجنة تسيير الهلال اجبره على الاعتذار للوزير الامر الذي اضعف حظوظ استقرار الهلال اداريا وهو مقبل على التسجيلات والمحاصر بالديون ووابل من الشكاوى في الفيفا كما ادخل جماهير الازرق في عنق زجاجة.. قبل أن يدخل هو فضاء الشهرة التي طلبها.. من بابها الخلفي الضيق *نعم لكل شخص مخاوفة التي تسيطر عليه بدرجات متفاوتة ولكن اذا زادت عن حدها لتصل الي حد الرعب المرضي فهذا هو ما يطلق عليه اسم ( فوبيا ) . التي تتعدد انواعها ومسبباتها ولكل منها اسمها الخاص بها ومن بينها فوبيا الآخر أو الغيرية المرضية وهو مصطلح يعبّر من خلاله علماء النفس عن ظاهرة كره الآخر واعتباره عدوا، ذلك الآخر المغاير في الانتماء للنادي المعين فانطلاقا من عقدة التسامي التي تعتبر واحدة من الحيل النفسية التي يلجأ إليها الأفراد أو الجماعات في مراحل الضعف والتخلف. *وهذا النوع من الفوبيا للاسف ينطبق على بعض الاقلام التي تسعى للتخلص من حالة القلق الذي ينشأ بداخلها، نتاجا لحالة صراع أو وضع مميز للند أو علاقة قهرية بين الغالب والمغلوب، ومن خلال الاستعلاء على من تعتبره آخر عبر المفاضلات السجالية، لأن تقف حاجزا أمام نهضة ناديها وهذا ما انطبق على من اتهموا عطا المنان بأنه مريخابي يريد أن يحكم الهلال. *ظاهرة الفوبيا والتخوين والتشكيك في الانتماء ظاهرة تدعو إلى البحث في مفهوم الآخر وخلفياته المعرفية، ودراسة معطيات الخبرة التاريخية في التعامل مع هذه المغايرة من مختلف النواحي والتساؤل عن آثار تلك الحواجز التي يضعها البعض في طريق نبذ التعصب وتبديل حالات الكرة بين ادارتي القمة واعلامها ومشجيعها من جهة، والسعي لتطوير كرة القدم بعيدا عن الانقسام والتشظي البائن الذي يغذيه البعض من جهة ثانية. *عموما ألجم المهندس الحاج عطا المنان الذي اعتذر امس رسميا عن رئاسة لجنة تسيير الهلال المزمع اعلانها اليوم من قبل وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم الطيب حسن بدوي ألجم متهميه من قبل بعض الاقلام الزرقاء بانه احمر الهوى والهوية حجرا كبيرا عندما رد عليهم بأن جمال الوالي رئيس مجلس ادارة نادي المريخ الموسوم من قبلكم بانه هلالابي قاد ناديه من نجاح إلى نجاح طيلة السنوات العشر الماضية واضحى الرئيس الاكثر شعبية على مستوى الوطن العربي والمحبوب جدا من قبل جماهير ناديه. ويأتي تأكيد عطا المنان بمثابة طعنة جديدة لبعض الاقلام التي ظلت تسيطر عليها فوبيا المريخ. *نعم درجت بعض الاقلام المحسوبة على الهلال على صناعة هالة من فوبيا التخوين حول الكل ولكن للاسف ظل تخوينهم طيلة الاعوام السابقة مجرد فوبيا من الآخر وغير مدعومة بالأدلة، وتجاهلت هذه الاقلام الحقائق ولكنها على الدوام لم تعترف يوما ما بأنها ساهمت في تضليل جماهير ناديها. *بكثرة تناقضاتها اصبحت لغزا محيرا للجميع ولكن السمة الأبرز في هذه الاقلام هي التناقض فتناقضاتها بدأت بكتاباتهم حول هلالية الوالي سعيا لتدميره والنيل من ناديه ولم ولن تنتهي عند الحاج عطا المنان فقط لان الرجل غير معروف لديهم وبالتالي لم يأتمر بأمرهم وهذا ما يخيفهم ويصدر البؤس اليهم. *ختاما هنيئا لكم فقد اعتذر عطا المنان عن التكليف تاركا لكم متسعا من الوقت لنسج ما ترونه مناسبا من خيالات وتهكمات وتوزيع صكوك الانتماء اسيرين لفوبيا الوالي واللونين الاحمر والاصفر.