يستحق منا مجلس إدارة نادي الهلال الإشادة والتقدير وهو يحقق صفقة من العيار الثقيل تؤكد أنه يملك طموحا كبيرا وأنه جاد في تحقيق حلم قاعدته بخلق فريق يهز الأرض الافريقية ويتعدى محطة نصف النهائي في دوري الأبطال التي توقف فيها كثيرا وقد حان الوقت للوصول الى المحطة الأخيرة والجلوس على العرش. يستحق مجلس الهلال أن نشيد به وهو يتعاقد مع المدرب الكبير الفرنسي غارزيتو الذي فجر أكبر ثورة في تاريخ الكرة الكنغولية وقفز بها الى منصات التتويج من خلال قيادته لفريق مازمبي بعد أن خلق منه فريقا في وقت وجيز فأسقط الكبار وجلس على عرش الكرة الافريقية عنوة واقتدارا ونال شرف حمل راية القارة السمراء في بطولة الأندية العالمية وهو إنجاز يضعه في مصاف كبار المدربين الذين عملوا في القارة السمراء والأفضل في تاريخ المدربين الذين عملوا بالسودان منذ أن عرف أهله منشط كرة القدم إذ لم يحدث أن قاد تدريب أي فريق سوداني مدير فني حقق لقبا إفريقيا قاريا. بتعاقده مع مع المدرب الكبير غارزيتو أحدث الهلال نقلة كبيرة في تعاقدات المدربين الأجانب مع احترامنا لكل الذين تعاقبوا على العمل في الهلال والمريخ والمنتخب وليس في سيرتهم أي لقب قاري وهذا بلاشك عمل يسعدنا كثيرا لأنه يصب في مصلحة الكرة السودانية ولاعبي الهلال يشكلون وجودا كبيرا في كل المنتخبات الوطنية وستجني ثماره ونحن بالفعل نحتاج الى مثل هذه الكفاءات لنواكب آخر ماوصلت إليه كرة القدم من أساليب. ورغم أننا طالبنا أكثر من مرة بضرورة توحيد مدارس التدريب خاصة في الهلال والمريخ والمنتخب لأن اللاعب هو نفس اللاعب ويفضل أن يتلقى تدريبه من مدرسة واحدة إلا أن دخول المدرسة الفرنسية ممثلة في المدرب غارزيتو تعتبر إضافة جديدة خاصة وأن أغلب القارة الافريقية وكثير من الدول أصبحت تتجه الى المدرسة الفرنسية في مجال التدريب لأنها تمثل خلطة لكل مدارس وطرق التدريب وأغلب المدربين الأجانب الذين حققوا إنجازات مع الكرة الافريقية هم من المدرسة الفرنسية. وحتى يحقق غارزيتوا النجاح لابد من منحه كل الصلاحيات وتهيئة المناخ له للعمل واختيار الأجهزة المعاونة القادرة على خلق المناخ الجيد خاصة في فرض الانضباط وسط اللاعبين لأن أغلب مشاكل الكرة السودانية عدم التزام أغلب اللاعبين بتعليمات المدرب وعدم احترام مواعيد التمارين والإقامة في مقر المعسكر. التعاقد مع غارزيتو إنجاز كبير لمجلس الهلال لأنه يمثل صفقة مكتملة مع مدرب مؤهل اولا ويعرف أسرار وخبايا ومشاكل الكرة الافريقية وهو الأهم مع الأمنيات بالتوفيق.