* تجارب وحقائق تدحض مسلمات المجتمع * هذا (...) هو المطلوب من المطلقة إن أرادت خوض تجربة ارتباط جديدة * خبير: نظرة المجتمع سلبية ولا تستند للمنطق الخرطوم: سمية بشير الطلاق هو (أبغض الحلال)، ولكنه قد يكون أحياناً المخرج الوحيد لبعض المشكلات الزوجية, التي يستحيل معها استمرار العلاقة، لكن مترتبات الطلاق كثيرة خاصة على المرأة في بعض المجتمعات، كما هو الحال في مجتمعنا الذي نعيش فيه، فعلى الرغم من أنها تتميز عن غيرها بالتمرس والمعرفة بالمشكلات الحياتية وتذليل الصعاب, إلا أن فرصها في تكوين حياة جديدة أقل مقارنة الفتيات اللاتي لم يتزوجن من قبل، بسبب المحددات الاجتماعية التي تجعل الأسر ترفض أن يقترن أبناؤها بالمطلقات، كما إن الشباب يفضلون دائماً الزواج من (البكر)، وقد تكون هناك استثناءات هزت هذه المسلمات الكامنة في العقل الجمعي للمجتمع، لكن الأصل هو أن تلك النظرة الاجتماعية هي التي تسيطر حتى الآن. تجربة ناجحة (هل ترضى الزواج من مطلقة؟) سؤال حملناه إلى عدد كبير من المُستَطْلَعين، وبدأنا بمزمل إبراهيم الذي قال ل(السوداني) إنه بالفعل تزوج بمطلقة، ويحظى بزواج ناجح للغاية، لأن المرأة حريصة على إنجاح زواجها الآخر للمحافظة على سمعتها أمام أهلها وأمام الآخرين، وتحرص أيضاً على التنازل عن بعض الأمور وحسن التعامل، وقبل هذا وذاك بطبيعة الحال، فإن الحب والاحترام المتبادل يجب أن يتوفر في الطرفين، وكل علاقة توفرت لها هذه العناصر بالتأكيد مرشحة للنجاح، ويختم مزمل قائلاً: (لو الاستقرار كان مربوط بي إنو الزوجة تكون بكر ما كان حيكون في مطلقات أساساً). لكن كثيرين لهم وجهة نظر مخالفة لتلك التي يحملها مزمل، وهذا هو العامل بهاء الدين حسن يقول: (لا أحبذ الزواج من مطلقة، لأنها بعد تجربتها الأولى تتعامل مع الرجال بحساسية، وتفتقد للثقة وتتخوف من أن تتكرر معها التجربة السابقة، وتعتقد أن معظم الرجال يتعاملون بنفس الطريقة). من جانبها تقول ربة المنزل سعدية محمد ل(السوداني): "إن الزواج من المرأة المطلقة يعطي الرجل أجراً من عند الله تعالى, وأيضاً يمكن أن يتزوجها الرجل بمبلغ أقل، لأنها قد لا تطالب بالكثير", مضيفةً: "إن المرأة المطلقة لن ترفض للزوج طلباً على عكس زوجها السابق, لكن معظم المجتمع يظن أن بها عيباً أو بها شيئاً من النقص، أو يعتقد أنها سبب فشل الزواج الأول، مع أنها ربما لا يكون لها يد في ذلك". ضرورة استعادة الثقة: وفي سياق آخر؛ يقول الموظف يوسف حمد النيل ل(السوداني): "إن الطلاق والانفصال ليس نهاية المطاف بالنسبة للمرأة، وربما يكون الطلاق لصالحها، وخاصة إذا عانت في حياتها الزوجية الأولى، ويمكن للرجل أن يتزوج من المرأة المطلقة، لكن من الضروري أن تستعيد ثقتها في الرجال، وأن تعلم أنهم يختلفون عن بعضهم، هذا أمر ضروري لبناء حياة جديدة مستقلة". وفي سياق متصل؛ تضيف الموظفة محاسن يس قائلة ل(السوداني): "إن المرأة المطلقة أفضل من المرأة التي لم يسبق لها زواج، ولأنها عاشت الحياة الأولى بكل مشكلاتها وحلوها ومرها، وهي تحاول أن تتخطى الأمور السلبية التي كانت في حياتها الأولى، وتحاول أيضاً أن تسعد زوجها ونفسها لأجل أن لا تكرر الأخطاء" وواصلت حديثها "أن معظم الرجال أصبحوا يلجأون لزواج المطلقة لقلة تكلفة الزواج". سوق المطلقات: في هذا الحديث يحثنا أنور خلف الله قائلاً ل(السوداني): "إن المجتمع السوداني محكوم بعرف وعادات وتقاليد اجتماعية قديمة من الصعب التخلي عنها, ومنها توجيه النقد اللاذع للمرأة المطلقة، وعلى وجه الخصوص إذا كان لديها أطفال وينظر لها المجتمع بمنظار الشك والريبة دون وجود أي مبرر، لكن أحياناً يكون لهن قبول متصل حتى يطلق عليه البعض ب(سوق المطلقات)". نظرة سلبية: يقول اختصاصي علم النفس د.نصر الدين حول هذا الموضوع، إن المجتمع السوداني يعتبر الزواج من مطلقة خروجاً عن المألوف، وعزوف الشباب عن الزواج من مطلقة يرجع إلى عوامل سلبية، بحيث يرجع إلى طباعهم وتصرفاتهم، وزواج الشبان من المطلقات نادر وقليل، لأن قاعدة الزواج لديهم دائماً تكون في زواج المرأة البكر، التي لم يسبق لها زواج، وهذا مما زاد من تكريس ثقافة مجتمعنا وميولها للسلبية، فنظر الأغلبية يبدو ناقصاً، لأن العيب في الغالب ينعكس عليها وهذا أكبر خطأ.