الاتحادي الأصل.. لعنة المشاركة! تقرير: نبيل سليم منذ أن أصدر رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني، قرارا بحل أجهزة الحزب وتكليف لجنة للتحضير للمؤتمر العام يعيش الحزب الاتحادي فراغاً تنظيمياً وسياسياً وصلت حد أن اتهم القيادي الاتحادي حسن أبوسبيب الميرغني باختزال الحزب في شخصه، بينما توقع قيادي اتحادي أن تشهد الأيام المقبلة استقالات جماعية في صفوفه حال استمرار مشاركته في الحكومة. وكان قد حدد الاتحادي مطلع يناير الماضي موعدا لعقد مؤتمره العام، لكنه لم يعقد حتى الآن ولم يفصح الحزب عن الأسباب التي حرمته من عقد مؤتمره العام منذ آخر مؤتمر عقده الحزب في العام 1967م. ودرج بعض قيادات الحزب الاتحادي على إطلاق الاتهامات لرئيس الحزب محمد عثمان الميرغني وأسرته بالهيمنة على الحزب، وكتب القيادي الاتحادي وأحد أبرز كوادره الشبابية محمد الفكي سليمان على صفحته في (الفيسبوك) "في قيادة الحزب الاتحادي الأصل الآن ثلاث مناصب فقط هما "مولانا محمد عثمان (الميرغني) رئيس الحزب -المتواجد بلندن منذ أشهر لإجراء فحوصات طبية-، ومحمد الحسن محمد عثمان (الميرغني) أمين أمانة التنظيم -مقيم في أمريكا منذ سنوات ولم يزر السودان إلا لماما-، وإبراهيم أحمد (الميرغني) الناطق الرسمي باسم الحزب". وانبرى عدد من أصدقاء الفكي على (الفيسبوك) في التعليق عليه، وكتب عامر سعد "حزب عامل زي حفلة وقامت فيها كتاحة وما فضل غير أهل المناسبة المجبورين عليها"، أما الصحفي قرشي عوض قال "ده حزب ولا عقد قران". غضب عام لكن القيادي بالحزب ميرغني مساعد نفى وجود فراغ تنظيمي في الحزب وقال في تصريح ل(السوداني) إن للحزب هيئة قيادية ومكاتب سياسية بالولايات وأن الحزب لا يديره شخص واحد أو أسرة معينة. وتشهد أروقة الحزب حالة من الغضب العام على خلفية الاستمرار في الشراكة مع المؤتمر الوطني رغم اتخاذ لجنة شكلها رئيس الحزب من 21 قيادياً لتقييم المشاركة في سبتمبر الماضي، وأوصت اللجنة بالانسحاب من الحكومة، ودفعت بها لرئيس الحزب الميرغني للموافقة أو الرفض، لكنه لم يرد على التوصية حتى الآن. ويتوقع مراقبون أن تشهد الأيام المقبلات موجة عالية من الانسلاخات من صفوفه خاصة في الولايات التى تدعم بقوة قرار الانسحاب من الحكومة، ودشن موجة الاستقالات القيادي البارز بالحزب الشيخ حسن ابوسبيب وقال في حوار مع الزميلة (الأهرام اليوم) "أضحى الحزب الاتحادي مختزلاً فى شخص الميرغني". تمرد الطلاب فيما أعلنت رابطة الطلاب الاتحاديين بجامعة الخرطوم -وهي أكبر جسم طلابي للحزب داخل الجامعات- فض ارتباطها التنظيمي بالحزب الاتحادي "الأصل" بزعامة الميرغني، على خلفية استمرار مشاركته في الحكومة. وقررت رابطة الطلاب في بيان عقب عقد مؤتمرها العام ال(34)، الانفتاح على كل الأحزاب والكيانات الاتحادية دون التزام مباشر تجاه أي منها والعمل مع كافة الكيانات الاتحادية على بناء وتوحيد الحزب، واشترطت الرابطة العودة لصفوف الحزب، بعقد المؤتمر العام. لكن القيادي بالحزب علي نايل دعا أعضاء وقيادات الحزب بعدم مفارقة الحزب وقيادة حركة الإصلاح من الداخل، وأشار الى أن الاستقالات لن تخدم الحزب "وإنما تخدم خط القيادات التي تسعى لإقعاد الحزب". –حد تعبيره-. وأعرب نايل في تصريح ل(السوداني) عن حزنه على استقالة أبوسبيب، وأضاف أن الظرف غير ملائم لتقديم الاستقالات والهروب عن المسؤولية، وتوقع حدوث استقالات جماعية داخل الحزب في حال استمرار مشاركة الحزب في الحكومة، وقال: "إذا شارك الحزب في الحكومة القادمة لن يفضل بداخله أحد"، لكنه أكد أن الميرغني "لن يخزل جماهيره وسيستجيب لمطالبهم بالانسحاب من الحكومة". غير أن القيادي بالحزب ميرغني مساعد أكد استمرار مشاركة الحزب في الحكومة إلى حين إصدار مؤسسات الحزب قراراً بالانسحاب.