خطوات في طريق الإصلاح تقرير: محمد البشاري على غير العادة، التأم اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني أمس بقاعة الشهيد الزبير؛ وهو الاجتماع الأول للمكتب القيادي للحزب الحاكم الذي أعقب التشكيل الوزاري الأخير، عقد منتصف النهار، وهو أمر غير مألوف لجهة أن انعقاد اجتماعات قيادي الوطني دائماً ما يكون منتصف الليل. الاجتماع خلص لتحديد مسار الإصلاح للحياة السياسية والحزب خلال الفترة المقبلة. اجتماع الساعات الست اجتماع الساعات الست، تلك هي المدة التي استغرقها المكتب القيادي في مناقشة تقارير (10) لجان شكّلها الحزب لقضايا الإصلاح والتطوير للحزب أو إصلاح السياسات العامة. الاجتماع لم يكن متواصلاً إذ انفض أعضاء القيادي من اجتماعهم لأداء صلاة الظهر، وغادر رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قاعة الشهيد الزبير قبل أن يعود مجدداً لاستئناف الاجتماع. شكل مساعد رئيس الجمهورية السابق د.نافع علي نافع والنائب الأول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه حضوراً في أول اجتماع للقيادي بعد مغادرتهما منصبيْهما في الحكومة مؤخراً، لكن طه غادر الاجتماع قبيل نهايته عبر موكب مكون من ثلاث سيارات. الاجتماع الذي انفض في الخامسة من عصر أمس، شهد حديثاً في فناء قاعة الشهيد الزبير بين رئيس الجمهورية ووزير شؤون رئاسة الجمهورية أسامة ونسي وأمين حسن عمر، قبل أن يغادر البشير عبر موكبه؛ بينما غادر نائب رئيس المؤتمر الوطني السابق د.نافع علي نافع القاعة بهدوء وعلى غير العادة، باعتباره كان آخر من يخرج عقب أي اجتماع للمكتب بسبب ارتباطه بالإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام عن ما دار في أضابير اجتماعات المكتب القيادي، وهو الأمر الذي افتقده الإعلاميون بالأمس، عندما تم إسناد مهام الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام للقيادي بالحزب د.أمين حسن عمر، مما حدا به استصحاب القيادية بالوطني سامية أحمد محمد، للحديث معه للإعلاميين حول ما تناوله قيادي الحزب. وثيقة تاريخية د.أمين حسن عمر استهل حديثه للإعلاميين بالقول إن هذا أول اجتماع للمكتب القيادي للمؤتمر الوطني واللجان التي كونها المكتب من خلال اللجنة العليا لإصلاح وتطوير الحزب، ومضى للإفصاح بأن اللجان التي شكلها الحزب للإصلاح بلغت (10) لجان، قامت بتقديم تقاريرها للمكتب القيادي للنظر فيها، ومن ثم دمج هذه التقارير في تقرير واحد يقدم في اجتماع لاحق مشترك من لجان الإصلاح والمكتب القيادي، مشيراً إلى أن الاجتماع المشترك ستنجم عنه وثيقة تاريخية ستخرج من المكتب القيادي لتطوير الحزب وإصلاح السياسات العامة، وتابع: "هذا بالطبع يتوافق مع ابتدار الحزب جولة ودورة جديدة من الحياة الحزبية والسياسية في البلاد، من خلال التقدم بسياسات إصلاحية شاملة، ومن خلال تكليف مجموعة عمل جديدة، وكل هذا في اتجاه التقدم نحو الانتخابات التي سيحوز فيها نصراً مؤزراً إن شاء الله". إصلاح شامل بالمقابل قالت القيادية بالمؤتمر الوطني، سامية أحمد محمد، إن لجنة الإصلاح التي أوكل لها العمل من قبل المكتب القيادي منذ أوائل شهر يوليو المنصرم، عكفت على نظر واسع إلى أداء الحزب في كافة المجالات في الفترة الماضية، ونظرت إلى كل مواقع القوة والضعف والتطور والذي حدث، ومضت لتقول: "إنه وبما أن المؤتمر الوطني حزب حاكم نظرت اللجنة لسياسات الحزب في الأداء الكلي للدولة، وتمخضت عن الأمر وثيقة أولى عرضت على المكتب القيادي، حددت فيها مجالات التطور، وأشارت الوثيقة إلى أن حوالي (11) من التحديات التي ينبغي أن يصوب الحزب نظره إليها في المرحلة القادمة"، وحددت قضايا وصفتها بالتحديات الحقيقية التي تلي الحزب، وأخرى تتعلق بالسياسات التي يقوم بتنفيذها الحزب في الدولة، وسعي الحزب في المرحلة القادمة لإصلاحها، وقالت إنها تستوجب من الحزب مزيداً من الاهتمام، ووضعها في سلم الأولويات ووضع الحلول لها، وهي إنفاذ الإصلاح السياسي الشامل إذا كان على صعيد الحزب أو الحياة السياسية العامة، وأن هناك خطوات مضت منها، واعتبرت تحقيق السلام وإنهاء الحرب وترسيخ النزاهة ومحاربة الفساد ومكافحة الغلو الجهوي، والنظر في وثيقة للدستور تكون جامعة لكل أهل السودان، والنظر في كل الآراء، بجانب التطور على المستوى العالمي والإقليمي؛ اعتبرت كل ذلك يمثل أكبر التحديات التي تواجههم، وشددت على ضرورة استثمار النظر في النهضة المعلوماتية لتطوير الخدمة المدنية والنظر في تطوير وتدريب الكادر البشري، مبينةً أن المكتب القيادي رأى أن هذه القضية أولوية للمرحلة القادمة، وأشارت سامية إلى أن لجان الإصلاح العشر صوبت رؤية معينة في تقاريرها لتفعيل الحزب ليكون أكثر إحاطة بعضويته، وأكثر نشاط فكرياً وتواصلاً بين المركز والولايات، وأن يكون حزباً مركزياً صاحب مناشط فدرالية، بجانب تفعيل وتقوية الشورى داخل الحزب وربط العضوية بالاشتراك لتقوية الموقف المالي للحزب، لمواكبة التحديات في العاميْن القادميْن. وكشفت عن أن اللجان كانت معنية بالحزب وسياساته تجاه الدولة والتي تركزت على القضايا الاقتصادية والإنتاج عبر رفع الإنتاجية وتوسيع مساحات الإنتاج، وإزالة العقبات التي أبطأت من الأمر والنظر في القضايا الاجتماعية، بجانب التحديات الخارجية والبرامج الخارجية التي تؤدي لاندماج السودان في المنظومة الإقليمية والعالمية وفك الحصار المفروض، مؤكدةً استمرار اجتماعات قيادي الحزب لمزيد من النقاش، ومضت للقول بأن مرحلة البناء في الحزب ستنطلق في العام القادم، وأشارت إلى أن حزبها التزم مع المجتمع بتطوير البيئة السياسية، وزادت: "لسنا حزباً يريد أن يحكم، وإنما يريد أن يهيّئ بيئة سياسية عبر وثيقة تكفل للمواطن الحرية والأمن، وتكفل للدولة أن تكون قوية في أمنها وعلاقاتها الخارجية"، وأضافت: "هذه الوثيقة ليست محطة للحزب فقط، وإنما تتكلم عن عهد كبير يفيء بتطلعات الدولة والمواطن والإيفاء بحقوقه والإيفاء بحقوق من ينتمي للوطني ومن يتعاطف معه". وأعلنت عن الشروع في تنفيذ الوثيقة بداية العام المقبل عقب اكتمالها في غضون أسبوعين.