لماذا لا يكون لافريقيا مقعد دائم بمجلس الأمن الدولي؟ ورغم أن أفريقيا ثاني قارات العالم حجما بعد آسيا الا أنها حتى الآن ليس لها أي مقعد دائما بمجلس الأمن الدولي وهذا فيه عدم عدالة تجاه افريقيا وعدم عدالة في تكوين المجلس نفسه إذ أن اوروبا ثالث قارات العالم بعد أفريقيا لها مقعدان دائمان بالمجلس. والمعلوم أن مجلس الأمن يتألف من خمسة عشر عضوا منهم خمسة دائمون يتمتعون بحق النقض "الفيتو" وهم الولاياتالمتحدة، روسيا، الصين، بريطانيا، فرنسا وعشرة أعضاء غير دائمين يأتون بالانتخاب مرة كل عامين وليس لهم حق النقض "الفيتو" وهؤلاء العشرة لا تأثير لهم يذكر في المجلس لانهم لا يملكون حق النقض "الفيتو" بمعني أن دورهم تشريفي لا اكثر من ذلك وكمثال لذلك إذا صوت عضو من هؤلاء العشرة ضد أو لصالح قرار بالمجلس يمكن نقضه إذا استخدم أحد الاعضاء الدائمين الفيتو. وكثيرا ما يتعرض الاعضاء غير الدائمين للابتزاز والتهديد والوعيد من قبل الاعضاء الدائمين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة وقد ظهر ذلك كثيرا وجليا خصوصا في الملف العراقي اثناء حرب الخليج الثانية حيث كانت اليمن عضوا غير دائم بالمجلس وكذلك في التعامل بشان القرارات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي حيث تتخذ الولاياتالمتحدة دوما مواقف متحيزة لصالح إسرائيل ومعادية للحق العربي الفلسطيني وتسقط أي قرار يدين اسرائيل حتى في عدوانها على البلدان العربية المحيطة بها، كما أن المجلس يشهد حالة انقسام حاد في اتخاذ قراراته تجاه القضايا الدولية الدائرة مثل الاوضاع في سوريا حيث تتخذ الولاياتالمتحدة موقفا معاديا للنظام السوري بينما تتخذ روسيا موقفا مواليا له وهذا ما حمل الحكومة السعودية أن ترفض عضويتها بالمجلس رغم انتخابها لدورة جديدة تمتد لعامين قادمين حيث رأت عدم جدوى عضويتها بالمجلس وذلك لهيمنة الاعضاء الدائمين على صناعة القرار به وفي بعض الاحيان تتصرف الولاياتالمتحدة بمفردها خارج اطار المجلس كما حدث في العراق حيث اجتاحته دون موافقة المجلس بل حتى حليفتها فرنسا عارضت التدخل العسكري الامريكي في العراق في عهد الرئيس بوش الابن، أي أن المجلس قد تجرد من دوليته التي أسس عليها كأحد مؤسسات الاممالمتحدة المناط بها حفظ الامن والسلم العالميين. وفي الختام أعيب على الاتحاد الافريقي أنه لم يطرق قط باب عضوية أفريقيا الدائمة بمجلس الامن من قبل رغم أهليتها واحقيتها لذلك.. فقارة بها دولة مثل الجزائر ارض المليون ونصف المليون شهيد التي تعرضت للاحتلال الفرنسي من العام 1830م الى العام 1962م لهي جديرة بمقعد دائم بمجلس الامن، قارة بها دولة مثل جنوب أفريقيا التي مكث مناضلها نيلسون مانديلا اكثر من خمسة وعشرين عاما بالسجن على ايدي العنصريين البيض لهي جديرة بمقعد دائم بمجلس الامن، قارة بها دولة مثل السودان قدمت في واحدة فقط من معاركها ضد الاحتلال البريطاني اكثر من ستين الف شهيد لهي جدير بمقعد دائم بمجلس الامن وقد شهد لبسالة أهل السودان الاعداء قبل الاصدقاء حيث ذكر وينستون تشرسل المراسل الحربي لحملة كتشنر في كتابة "حرب النهر" أنه لم ير في حياته قط أشجع من رجال السودان وهذا ما دفع فنان أفريقيا الراحل وردي أن يشدو مغنيا كرري تحدث عن رجال كالأسود الضارية. خالد محمد إسماعيل كركوج