"نفثات قلم وسيرة ذات" الأستاذ محمد أحمد الحسين من المعلمين الذين خدموا الوطن وقدموا الكثير في تعليم الأجيال ونشر العلم والمعرفة منذ منتصف الخمسينيات، وتنقلوا بين المراحل المختلفة والأمكنة منذ تخرجه في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة الأم، وتركوا بصمات واضحة بين طلابهم في معاهد التربية ببخت الرضا وكلية المعلمات بالدلنج وكلية المعلمات بأمدرمان، ثم المدارس الثانوية الكبرى أمثال وادي سيدنا والخرطوم القديمة ومدني الثانوية التي شارك في بنائها وتطويرها مع أستاذ الأجيال ورائد كرة القدم ونجم الهلال الراحل هاشم ضيف الله الذي أتى بخارطة مميزة لتلك المدرسة وزادها تمييزاً بإدارته المميزة حيث لا تقرع الأجراس في مدرسته، وإنما يلتزم الطالب والأستاذ بالساعة المدرسية التي ثبتها في كل الفصول الدراسية وساحة المدرسة، رحم الله الأستاذ هاشم ضيف الله بأكثر مما قدم لوطنه. كتاب "نفثات قلم وسيرة ذات" بقلم الأستاذ محمد أحمد الحسين بدأت قصته منذ منتصف الثمانينيات، حينما كان موجهاً تربوياً في مدارس المملكة العربية السعودية بالمنطقة الشرقية، وكان نشاطه من وقت لآخر في كتابة موضوعات أدبية، ثقافية، سياسية وتاريخية وسير رجال عظماء، ويتم نشرها في جريدة "الخرطوم" واجهة المغتربين في ذلك الوقت ولا تزال. وفي عام 2012 قمت بحصر تلك المقالات ووجدتها تفوق أربعين مقالاً فقلت له: (يا خالي العزيز، لماذا لا تجمع هذه المقالات المهمة في كتاب ينتفع منه كل من يقرأه ويكون صدقة جارية؟) فرحب الخال العزيز بالفكرة وقال لي: (على بركة الله)، ومن هنا بدأنا إخراج الكتاب الذي أبدع بالمشاركة في تنسيقه المخرج الأستاذ الشيخ الأمير، فجاء الكتاب في 248 صفحة حاوياً مقالات أدبية وتربوية ووطنية وتاريخية ومعلومات خفية مع ساسة عظماء في دولتي وادي النيل، أمثال الرئيس السابق محمد نجيب، الذي كانت له صلة به عندما كان طالباً بمصر والزعيم الأزهري ومولانا السيد علي الميرغني وزعماء الأنصار السيد عبد الرحمن المهدي والسيد أحمد المهدي؛ بجانب العديد من ركائز الاتحاديين أمثال الدكتور أحمد السيد حمد، والأستاذ محمد زيادة حمور، ولم ينسَ المؤلف الرئيس المثالي السابق المشير سوار الذهب، إضافة إلى نقده للمحكمة الجنائية في موقفها من الرئيس السوداني المشير عمر البشير، إذ أنكر الحكم الجائر ودعا إلى رفضه ومقاومته، كما زيّن الكتاب بصور نادرة. والجزء الثاني من الكتاب جاء ملخصاً لسيرته الذاتية منذ الطفولة والخلاوي القرآنية في تنقسي الجزيرة ومدرستها الابتدائية العريقة، ومنطقة رومي البكري حيث كان القرآن الكريم الذي حفظه هو القاعدة التي بنى المؤلف عليها دراسته اللاحقة في المعاهد العلمية ثم الالتحاق بكلية دار العلوم بمصر ثم كلية التربية بجامعة عين شمس، ليصبح معلماً للغة العربية بالمدارس الثانوية والمعاهد العليا للتربية. بدأ الكتاب بتقديم من الشيخ العالم الجليل الدكتور أحمد إسماعيل البيلي عضو مجمع الفقه الإسلامي، وتلاه تقديم آخر من الأستاذ الدكتور عبد الله أحمد سعيد الكاتب والأستاذ الجامعي وأثنى الأستاذان الاثنان على ما جاء بالكتاب. كتاب "نفثات قلم وسيرة ذات" جاء في أسلوب قصصي سلس ومنهج جديد في كتابة السيرة الذاتية ولغة سهلة ومعبرة، ويستحق أن تمنحه سويعات من زمنك لقراءته. أطال الله عمر الأستاذ محمد أحمد الحسين وجعل هذا الكتاب صدقة في ميزان حسناته. د.محجوب حسن خبير بيئي