فى احتفال مدرسة ود مدني الثانوية النموذجية بنات بيوبيلها الذهبي (......) هذا ما قالته حبوبة سعدية أول عاملة "صفرة " بالمدرسة ودمدني / عمران راشد حامد تزامنت احتفالات أعياد الاستقلال لهذا العام مع احتفالات اليوبيل الذهبي لمدرسة مدني الثانوية النموذجية بنات المؤسسة التعليمية التربوية العتيقة التي أمدت الوطن برائدات يشار إليهن بالبنان، واحتفالا بعظمة هذه الاحتفالية تم إلغاء اجتماع مجلس حكومة ولاية الجزيرة الدوري بمشاركة والي ولاية الجزيرة البروفيسورالزبير بشير طه وقالت الأستاذة نعمة علي جابر خريجة الدفعة الرابعة التي حكت عن ما كان عليه حالهن كطالبات بهذه المدرسة التي وصفتها بالمؤسسة الرائدة القائدة وعلاقتهن بالإدارة، إبان عهد محمود عبد الكريم ناظر المدرسة، والأستاذة محمد علي عثمان، موسى سنهوري مدني الذي قالت إنه كان «القوي الأمين» المقدر لأبناء ولاية الجزيرة، ومدينة ود مدني الطيب أهلها. وذكرت من الأساتذة ايضاً سعاد عثمان، ومأمون عبد الله، وصالح آدم بيلو، ومبارك عبد القادر، وعمر عابدين، والنور محمد الحسن، وريميه أسعد، وأبلة مي. ووصفت نعمة علاقتهم مع الإدارة بالحميمية التي يكسوها الاحترام والتقدير المتبادل. مضيفة: كانت عيونهم، وقلوبهم، ومكاتبهم مفتوحة لنا متى كانت الحاجة، وفي الانضباط والسلوك كانوا لنا قمة جوهراً ومظهراً، وكنا نتمتع داخل المدرسة بعلاقات واسعة، راقية، فردية وجماعية. وأكدت تميز خريجات مدرسة مدني على المستوى القومي والعالمي. موصية بضرورة ربط المدرسة بالأسرة لمعالجة كل ما يطرأ من متغيرات، فضلاً عن إعادة المدرسة لسيرتها الأولى ومن جانبها قالت د. نعيمة الترابي وزيرة التربية والتعليم: "تقوم فلسفة الاحتفال باليوبيل الذهبي على إعادة مدرسة مدني الثانوية النموذجية بنات لسيرتها الأولى، وإبراز مواهب الطلاب في ظل الاستعداد للدورة المدرسية المقرر قيامها بولاية النيل الأزرق، هذا بجانب إبراز مجهود الطلاب من خلال الأكاديميات". حبوبة سعدية حبوبة سعدية بابكر الامين من رائدات العمل في البلاد ومدينة ودمدني تجاوز عمرها القرن وكانت اول عاملة " صفرة " بمدرسة ودمدني الثانوية بنات عام 1963 من القرن الماضي التقيتها على هامش احتفالات المدرسة فكانت حضورا أنيقا وبصحبتها بناتها وأحفادها بعد أن تم توجيه الدعوة لها لتكريمها من قبل أسرة المدرسة فرسمت السعادة بمن حولها خصوصا الطالبات ممن عاشرنها. معاشها (74) جنيها وكانت دهشتي عندما التقيتها أن معاشها 74 جنيها فقط وبلسان إحدى بناتها بمشهد محزن وتراجيدي وبعيونها حسرات تحكي واقعها المؤلم بأن والدتها سعدية ربت أيتاما (5 بنات وولد) وأحسنت تربيتهم وقالت حبوبة سعدية ل(كوكتيل) إنها بعطائها فرضت محبة الجميع وتكريم المدرسة لي يعتبر عيد في حد ذاته وثناء وشكر مقياسا لما قدمته وأبانت أنها أول عاملة (صفرة ) بالمدرسة امتدت تجربة عملها بالمدرسة أكثر من 30 عاما، قائلة: "توفي زوجي فقمت بتربية 5 بنات وولد أيتام فكانت مسئولية اجتماعية كبيرة بالنسبة لي وبحمد الله وتوفيقه تجاوزتها بنجاح بعمل موازنة ما بين عملي في المدرسة والتربية واحتياجات أبنائي في البيت". سر نجاح المدرسة واستشهدت في حديثها ل(كوكتيل) بالعديد من التجارب في تلك الفترة وذلك بتحقيق مفهموم المضامين الاجتماعية وكانت الشراكة الاجتماعية أحد أهم عوامل النجاح للجميع وعن علاقتها بالتلميذات وصفتها بعلاقة البنت بأمها وكذلك المدرسات أثلجن صدرها بحسن التعامل معها كتعامل الأخت مع شقيقتها والبنت مع أمها وكثيرات كن ينادينها بخالة سعدية وما ما سعدية وكان هذا الترابط واحترام الجميع سر نجاح المدرسة بتقديم عدد من الطالبات لدراسة المجالات التي كانت تحلم بها كل الأسر بأن تكون بنتها طبيبة ومهندسة وهذا ما كان بتقديم المدرسة لعدد من الدكتورات. ووصفت المعاش الذي يقدم لها بأنه لا يفي بشرا أبسط الاحتياجات خصوصا مع الظروف الاقتصادية الحالية ناهيك عن عامل السن والمشكلات الصحية المتكررة مطالبة بتحسين معاشها ورفع الحد الأدني له إلى 250 ج لها وقريناتها وتمنت في ختام حديثها أن يعم الأمن والسلام ربوع السودان وأن يشهد البلد استقرارا اقتصاديا حتى يعم الرخاء والخير والنعيم المواطنين وأن يكون النجاح حليف جميع الطلاب وقدمت شكرها لأسرة ودمدني الثانوية بنات على هذا التكريم متمنية لهم مزيدا من التفوق والنجاح. وتضمن الاحتفال معارض للأنشطة الرياضية، واللغتين الفرنسية والإنجليزية، والتراث، والدراسات الإسلامية، والحاسوب، والهندسة، والجغرافيا والتاريخ، والرياضيات، والشئون الاجتماعية، والعلوم التجارية الأسرية. فيما أدت طالبات المدرسة عدداً من الأعمال الشعرية، والغنائية الوطنية، والتراثية، والإنشاد النبوي.