بين العادة والعبادة تقرير: محاسن أحمد عبدالله قبل سنوات مضت؛ شهدت الساحة الفنية العربية عودة جماعية وقوية لعدد من الممثلات المحجبات اللواتي اختفى معظمهن عن الساحة الفنية والشاشة الصغيرة في الربع الاخير من القرن العشرين, نذكرن منهن على سبيل المثال الممثلة سهير رمزي التي عادت عبر مسلسل (حبيب الروح)، وكذلك سهير البابلي التي ظهرت في (قلب حبيبة)، وصابرين في (الفنار)، حنان ترك في (أولاد الشوارع) وغيرهن. حيث لا تزال الظاهرة في ازدياد شديد، فلا يكاد يمُر يوم دون أن نسمع باعتزال فنانة وارتدائها الحجاب. كما أن المتتبع للساحة العربية والمصرية تحديدا يرى أن (مسألة) الحجاب وخلعه اصبحت ظاهرة. (كوكتيل) طرحت حزمة من التساؤلات على عدد من العاملين في الوسط الفني عن الحجاب والنقاب.. وهل يمكن أن يؤطر دور المرأة ام انه يقلل من ابداعها ويقيدها؟ ضد عودة المحجبات.. إذا جاز لنا أن نبدأ بالممثلات فيُلاحظ أن ظاهرة ارتداء الحجاب والخلع بالنسبة للممثلات غالبا ما تحاك وراءها الحكايات والشائعات, فمثلا عندما ارتدت الممثلة حلا شيحة الحجاب انطلقت اخبار تقول إنها تمر بأزمة نفسية وكذلك الممثلة غادة عادل التي لاحقتها الشائعات حول اعتزالها, وكذلك صابرين لم تسلم من نار الشائعات حيث احيك عنها الكثير من الاحاديث حول حجابها. من خلال جولة استطلاعية بين اهل الوسط الفني لاحظنا أن بعضهم يقف ضد حجاب الممثلات وعودتهن إلى التمثيل ومن هؤلاء مخرج سوداني معروف – فضَّل حجب اسمه- حيث أكد بانه رغم أن الحجاب هو حرية شخصية لكنه يقيد الفنانة في ادواره – على حدِّ قوله- , مطالبا الفنانات اللائي تحجبن أن يعتزلن التمثيل و (يقعدن في البيت) وأن يتناسين الفن تماما لأن التمثيل يتنافى مع الحجاب ولا يلتقيان, واضاف بانه لا يفضل العمل مع المحجبات. انتقادات حادة.. فيما تعرض كثير من الفنانات المحجبات اللائي لا يزلن يمارسن الغناء إلى انتقادات حادة من قبل البعض في طريقة لبسهن, متسائلين هل الحجاب هو (ربط للرأس) فقط وتغطية الشعر ام أن الحجاب له ازياؤه المحتشمة والالوان غير الفاقعة والاغنيات المحتشمة وهن محجبات مستشهدين بالممثلة حنان ترك عندما استضافتها المذيعة هالة سرحان بقناة روتانا وهي ترتدي ذلك الحجاب بألوان الطيف من احمر واصفر والوان صارخة وفاقعة, متسائلين ما نوع الحجاب الذي كانت ترتديه حنان ترك؟ هل هو اسلامي ام ازيائي؟. نماذج سودانية اما بالنسبة للوسط الفني السوداني فقد كانت الفنانة حنان النيل قد اطلت على المشهد الغنائي قبل سنوات عدة وهي محجبة قدمت من خلالها اجمل الاغنيات الا انها في السنوات الماضية اعلنت اعتزالها الغناء نهائيا, ولازالت متمسكة برأيها في قرار الاعتزال قاطعة كل الرجاءات والمحاولات التي تريد أن تثنيها عن رغبتها فظلت صامدة مخلفة بذلك فراغ فني كبير. في الوقت الذي سارت فيه على ذات النهج الفنانة الشابة عافية حسن التي بزغ نجمها عبر برنامج (نجوم الغد) والذي حققت من خلاله نجاحا باهرا, الا انها في السنوات الاخيرة آثرت الانزواء واعتزال الفن بعد أن ارتدت الحجاب. حرية شخصية.. ابتدرت الحديث الممثلة آمنة امين قائلة "إن الدراما ماعون كبير يسع انواعا كثيرة من الشخصيات المختلفة, مشيرة إلى أن الممثلة المحجبة يمكن أن تؤدي ادوارا تبدع فيها. واضافت أن هناك التجربة الايرانية والممثلات اللائي يقمن بكل الشخصيات تجسدها وهي محجبة وذلك لا يمنعهن من الحصول على جوائز. فيما اضافت الممثلة رابحة محمد محمود بالقول "إننا في السودان ليس لدينا الجرأة بأن نناقش أن الحجاب يمكن أن يؤثر او لا يؤثرعلى التمثيل لاننا شعب محافظ وحتى في التمثيل لدينا ضوابط يجب اتباعها, مستشهدة بطرقهم لفتاة الاقاليم عبر مسلسل (الشيمة) حيث فجرت ازمة كبيرة، مؤكدة بالقول "إننا كسودانيين نختلف عن المجتمع المصري وفي النهاية الحجاب هو حرية شخصية لا يمنعها التمثيل لكن فقط يؤثر على اختياراتها الفنية." دفاع شديد.. فيما دافع عدد كبير من الممثلات السودانيات عن موقفهن والعودة إلى التمثيل وحق الممثلة المحجبة في أن تسند اليها ادوار البطولة، متسائلين "لماذا يتاح للمرأة المحجبة أن تعمل في كل المجالات.. الطب والهندسة بينما يريد البعض أن تلزم الممثلة المحجبة بيتها؟"، مؤكدين أن التمثيل بالحجاب ليس حراما ولا يتعارض مع التمثيل ولا يعيقه, مضيفين "نحن نعمل مع من يحترم الحجاب ويحترم وضعنا كممثلات محجبات, في الوقت الذي كانت قد ارتدت فيه الممثلة هالة اغا الحجاب لفترة ومن ثم اعلنت اعتزالها التمثيل بعد المشاركة في آخر مسلسل بعنوان (عثمان دقنة) بالقاهرة فطاب لها المقام هناك واستقرت..