:: بدوياً من الزمن (الخدو مشلخ)، على قول شاعر البطانة بشرى، تعرف بإحدى حسان المدينة ذات الأزمان (الخدها ساده)..وتعلق بها وأحبها، ثم تعلم منها بعض (حركات الحنكشة)، ومنها الاحتفال بأعياد الحب والميلاد و(لحس الايسكريم)، ونسي تماماً عادات وتقاليد البادية ومتاعب (كد الدوم)..ويوم احتفال هذا البدوي بعيد ميلاده، شاركته حبيبته الأفراح ثم أهدته بعض الورود والعطور والمناديل و(ببغاء).. وصباح اليوم التالي بالجامعة، سألته الحبيبة: (أها يا قلب، إن شاء الله الببغاء عجبك؟)، فرد صحابنا بمنتهى الاشتهاء: (يا زولة ها، عجبني بالحيل والله، حرّم أمي طلعت منو شوربة حاسي بيها في دمي).. ولم ترصد الرواة رد فعل الحبيبة.! :: تذكرتها البارحة وأخبار الخرطوم الغراء تشير إلى لصوص سرقوا (صقر ألماني)، بالسوق العربي.. صاحب الصقر - الله يعوضو - أهمل صقره الألماني، البالغ سعره ثلاثمائة مليون جنيه، بحيث تركه في العربة وغادره ليقضي بعض احتياجاته في السوق، ثم عاد وتفاجأ بفقدان (الصقر الألماني) ..فتح بلاغاً بقسم الخرطوم شمال، ووثق قيمة الصقر ومواصفاته، وشرعت الشرطة في التحري والبحث عن الصقر والعثور عليه قبل أن يتحول إلى (شُوربة).. ولحسن حظ القراء لم يعلن صاحب الصقر عن حافز - لمن يجد الصقر - يتناسب مع قيمة الصقر (300 مليون جنيه)، لو أعلن صاحب الصقر عن الحافز لصدرت صحيفتنا هذه بتنويه من شاكلة (تحتجب الزميلة الخرطوم عن الصدور اليوم والأيام التالية نسبة لتفرغ الأستاذ عبد الرحمن الأمين والزملاء للبحث عن صقر ضائع).. وبالمناسبة، قيمة هذا الصقر أكبر من ميزانية مرتبات العاملين بأي (صحيفة سودانية).! :: المهم، بعيداً عن الصقر الألماني وقريباً منه، بشوارع الخرطوم وأسواقها ومحطاتها الكبرى (ظاهرة خطيرة) و(غير مألوفة)..بين الحين والآخر، تتفاجأ بصرخة فتاة أو امرأة، ثم تكتشف بأنها تعرضت لعملية نهب - في وضح النهار وأمام المارة والسيارة - من قبل صبيان يصفهم البعض ب (النقرز ويصفهم البعض الآخر ب(الشماشة)..أياً كان المسمى فإنهم يترصدون الطالبات والنساء لخطف (حقائبهن)، ثم يهربون تاركين الضحية في بحر الصدمة ونهر الدموع .. فالسرقات مألوفة بالخرطوم وكل مدائن الدنيا والعالمين، ولكن خطف حقائب الطالبة والمرأة في الأسواق ومواقف المواصلات ظاهرة لم تكن تشكل حركة الحياة بالخرطوم، فماذا لحدث لمجتمع الناس والبلد لتطل هذه (الظاهرة اللعينة)؟..سؤال إجابته بطرف سادة الأجهزة (الاقتصادية والتربوية)، وكذلك على الشرطة والقانون الرصد و(الحسم).! :: ثم، بأكبر شوارع الخرطوم أيضاً، عند تقطاعاتها، وعندما تقف العربات بأمر الإشارة الحمراء، يتفاجأ البعض بصبيان يفتحون أبواب العربة ثم يخطفون الهاتف أو الحقيبة ثم يهربون في (الاتجاه المعاكس)..والشرطة على علم بهذه الظاهرة، إذ قصدت قسماً شرطياً مع صديق تعرض لهذه الظاهرة قبل أسابيع وفقد جواله، وعند فتح البلاغ فاجأنا المتحري قائلاً: (بالله ثبتوكم؟)..ولاحقاً، عرفنا بأن ظاهرة فتح باب العربة وخطف ما بالعربة والهروب به في الاتجاه المعاكس تفشت في شوارع العاصمة لحد تعريفها شعبياً وشرطياً ب (التثبيت).. وهذه الظاهرة أيضاً، كما الظاهرة السابقة، لم تكن مألوفة بشوارع الخرطوم، فكيف - ولماذا - بلغت الجرأة بالمتشردين والنشالين لحد ممارسة المسمى بالتثبيت (جهاراً، نهاراً).؟ فالسؤال أيضاً لسادة الأجهزة الاقتصادية والتربوية، وكذلك على الشرطة والقانون الرصد و(الحسم).. و(المهم جداً)، اعدلوا في قسمة التنمية والخدمات بحيث تشمل كل مدائن البلاد وأريافها، قبل أن (تنفجر الخرطوم).!