تعاني بعض أحياء الخرطوم مشاكل بيئية كبيرة تنتج عنها مخاطر صحية تسببها ناقلات كالبعوض والذباب التي تنشر أمراض البيئة التي تجاوزها العالم من حولنا. وفي ظل غياب نظام فعال للتعامل مع النفايات فإن معظم الاحياء تتبع التخلص العشوائي منها وبالتالي يخلقون مصادر التلوث البيئي مما يهدد سلامة البيئة وهذا السيناريو المكرر موجود بكل تفاصيله في منطقة الشقلة بأم درمان وقد وقفت (السوداني) على المشكلة واستطلعت بعض المواطنين وأعضاء لجان شعبية ومن ثم ذهبت إلى الوحدة الإدارية وخرجت بالحصيلة التالية: المشهد العام في مناطق (الشقلة مربع 55 مربع 62) بأبوسعد جنوبام درمان مقلق وبالغ التعقيد فأكياس النايلون وغيرها من مكونات النفايات تنتشر بصورة لافتة في كل الاتجاهات وأسراب الذباب تتجول في أريحية وتمهل حيثما يممت شطرك. الروائح الكريهة تسيطر على الأجواء. المواطنون يصرخون ولا مستجيب كما يقولون. بداية التقينا بالمواطن عمران آدم موظف يسكن الفتيحاب( مربع 55) قال: "من الخطأ رش مياه الصرف الصحي بالقرب من منطقة بها سكان و(الشقلة و62و 55) يتأثرون بالروائح الكريهة وتوالد البعوض وكثرتها في هذا المكان وتزداد معاناتنا بعد المغرب حيث تغزو جيوش هذه الحشرة المزعجة الأحياء بكثرة فأصبحنا عرضة للأمراض. نرجو ونناشد الجهات المسؤولة أن تنتبه إلينا". فيما قالت المواطنة إكرام إلياس ربة منزل إن آثار لسعات الباعوض تغطي أجساد أطفالها وكذا الحال مع الكبار وتضيف إكرام أن الحال تجاوز قدرتهم على الاحتمال فبالإضافة إلى الأرق الذي تسببه الحشرة المزعجة ليلاً فإن جحافل الذباب تعذب السكان نهاراً الأمر الذي يعني أننا هنا محاصرون بالأمراض التي تنقلها هذه الحشرات فضلاً عن الروائح الكريهة التي تسيطر على أجواء الأحياء على مدار اليوم وقد ناشدنا السلطات كثيراً لمعالجة هذه البيئة المختلة التي نعيش فيها لكن مناشداتنا لم تجد آذانا صاغية وهذه فرصة لنطالب عبر صحيفة (السوداني) المسؤولين بوزارة الصحة بإيجاد حلول لهذه المشكلة لأن الآثار المترتبة على هذا الوضع مضر بإنسان المنطقة الذى تزيد معاناته مع مرور الأيام. إفادات العم مهدي الحاج جاءت متطابقة مع من سبقوه من المتحدثين إلا أنه تطرق إلى مشكلة جديدة هي تراكم النفايات التي يتم إلقاؤها داخل الأحياء وتنتشر بفعل الرياح وعبث الكلاب والقطط لتغطي مساحات واسعة من سطح الأرض فضلاً عن أنها تغزو مناطق الأشجار الكثيفة الواقعة في تخوم الحي وتبقى هناك لشهور دون أن تجد من يقوم بجمعها وترحيلها وطمرها. ويقول محمد سبيل إن ما يفاقم مشكلة النفايات هو أن البعض يعتبر هذه الأحياء مكباً لنفايات أحياء أخرى بعيدة ويضيف: "هناك مركبات خاصة تأتي وتلقي النفايات في محيط المنطقة وهذا أمر غير مقبول والأدهى من ذلك أن لا أحد يسأل هؤلاء ويحاسبهم على هذا السلوك غير الإنساني ونحن نطالب المحلية بتطبيق القانون عليهم لأن فعلتهم هذه فيه تهديد للسلامة والصحة العامة الخاصة بسكان المنطقة". التقينا بيوسف المأمون رئيس اللجان الشعبية بمربع 62 وبحر النيل حسين المسئول عن الخدمات فأقرا ل(السوداني) بأن المنطقة بالإضافة إلى ضعف الخدمات والبنيات تعاني من جملة إشكالات بيئية يعاني معها المواطنون مر المعاناة ففي جانب النفايات فإن السكان يتخلصون من الأوساخ برميها خارج المنازل بسبب عدم وجود نظام ترحيل فعال لهذه النفايات وقد حاولنا في اللجنة الشعبية إيقاف هذا السلوك أكثر من مرة لكن دون جدوى والنتيجة هو هذا الوضع الماثل المختل والمسبب للكثير من المشكلات، وقال بحر النيل: "نحن رفعنا شكوى الى وزارة الصحة وأكدوا لنا أنهم سيأتون قريبا ونحن ننتظر قدومهم". المدير التنفيذي للوحدة الإدارية د.ياسين احمد قال ل(السوداني) إن النفايات التي يشتكي منها سكان المنطقة لا تأتي من الخارج بل من سكان هذه المناطق وهم درجوا على رمي الأوساخ في هذه الأماكن، أما مشكلة مياه الصرف الصحي فهذه قضية ترجع الى الهيئة. وقال إن الممارسات السالبة ترجع الى نيابة المستهلك ويوم 9/2/2014م بدأت الحملة الصحية التي ستشمل هذه المناطق بالتأكيد وهذه الحملة تستهدف معالجة المشاكل الصحية في محلية ام درمان كافة.